تكريم رواد الصحافة المغربية في الرباط: رسالة تقدير ودعوة لتعزيز المهنية

الرباط – 25 أبريل 2025


في أجواء تملؤها الفخر والامتنان، احتضنت العاصمة المغربية الرباط، اليوم الجمعة، حفلاً تكريمياً نظمته اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، للاحتفاء بأربعة من رموز الإعلام المغربي: الإعلاميتان نادية صلاح وثريا الصواف، والإعلاميان امحمد البحيري وجمال محافظ.

الحفل، الذي أقيم على هامش فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، شهد حضوراً بارزاً لشخصيات من عوالم الإعلام، الثقافة، والمجتمع المدني، في رسالة واضحة تؤكد على الدور الحيوي للصحافة في خدمة المجتمع وترسيخ قيم الحرية والمهنية.

تكريم رواد الصحافة المغربية في الرباط: رسالة تقدير ودعوة لتعزيز المهنية插图

تكريم رمزي بقيمة كبيرة

جاء هذا الحفل كتعبير عن التقدير العميق للجنة المؤقتة للدور المحوري الذي يلعبه نساء ورجال الصحافة في الدفاع عن قضايا الوطن، وتعزيز صورته الإيجابية داخلياً وخارجياً. المكرمون، الذين اختيروا بعناية، يمثلون نماذج ملهمة في العطاء المهني والالتزام بأخلاقيات الصحافة. فقد ساهمت نادية صلاح، بأسلوبها الرصين، في إثراء المشهد الإعلامي المغربي، بينما قدمت ثريا الصواف تغطيات متميزة عكست نبض المجتمع. أما امحمد البحيري وجمال محافظ، فقد كرسا حياتهما للارتقاء بالمهنة من خلال تقارير وتحليلات عميقة، عززت مكانة الصحافة كركيزة أساسية للتنمية الثقافية والاجتماعية.

في كلمته بالمناسبة، أكد يونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة، أن هذا التكريم ليس مجرد احتفاء بالأفراد، بل رسالة تهدف إلى تثمين الصحافة الجادة والملتزمة. وقال: “الشخصيات المحتفى بها اليوم راكمت مساراً حافلاً بالعطاء والنبل، وأسهمت في ترسيخ أخلاقيات المهنة في زمن تتزايد فيه التحديات.” وأضاف أن الهدف من الحفل هو إبراز الصحافة كـ”اجتهاد علمي وأخلاقي”، داعياً إلى توثيق تجارب هؤلاء الرواد لتكون مصدر إلهام للأجيال الصاعدة.

تحديات الإعلام في عصر وسائل التواصل

لم يقتصر الحفل على التكريم، بل شكل مناسبة للتأمل في واقع الصحافة المغربية وسط التحولات الرقمية المتسارعة. في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، التي غالباً ما تفتقر إلى المصداقية والمهنية، شدد مجاهد على ضرورة استحضار “الصحافة الجدية” التي تلتزم بقضايا المجتمع وتحترم أخلاقيات المهنة. ودعا إلى الاهتمام بـ”الذاكرة الإعلامية” من خلال توثيق تجارب الصحفيين المخضرمين، ونقل خبراتهم إلى الشباب الذين يواجهون تحديات جديدة في عالم متغير.

من جانبهم، عبر المكرمون عن فخرهم بهذا التكريم، معتبرين إياه احتفاءً بكل نساء ورجال الإعلام في المغرب. واستحضروا لحظات من مساراتهم المهنية، التي تنوعت بين دخول عالم الصحافة بالصدفة أو بإصرار شخصي. نادية صلاح، على سبيل المثال، تحدثت عن بداياتها في الصحافة المكتوبة، وكيف شكلت التزامها بالحقيقة دافعاً لمواجهة التحديات. بينما استعاد جمال محافظ ذكرياته في تغطية الأحداث الوطنية الكبرى، مؤكداً أن “الصحافة ليست مجرد مهنة، بل رسالة تخدم المجتمع.”

رسالة للمستقبل: نقلة نوعية للإعلام

لم يكن الحفل مجرد مناسبة احتفالية، بل منصة للتأكيد على ضرورة إصلاح المنظومة الإعلامية في المغرب. اعتبر المكرمون هذا التكريم “إشارة قوية” لدعم مهنة تشهد تحولات جذرية على المستوى العالمي، من انتشار الأخبار الزائفة إلى تراجع الثقة في وسائل الإعلام التقليدية. ودعوا إلى نقلة نوعية في القطاع، تتيح للصحافة مواكبة الأوراش التنموية الكبرى التي تشهدها المملكة، مثل استضافة الأحداث الرياضية والثقافية الدولية.

في هذا السياق، أشار امحمد البحيري إلى أهمية تكوين جيل جديد من الصحفيين، مزود بالأدوات التقنية والأخلاقية لمواجهة التحديات الراهنة. بينما طالبت ثريا الصواف بتعزيز دور المرأة في الإعلام، معتبرة أن “الصحفيات المغربيات يقدمن إسهامات نوعية تستحق الدعم والتثمين.”

خطوة نحو تعزيز الذاكرة الإعلامية

يعد هذا الحفل، الذي تزامن مع المعرض الدولي للنشر والكتاب، خطوة رمزية لتكريم الإعلاميين، لكنه أيضاً دعوة لإعادة الاعتبار للصحافة كركيزة للتنمية الثقافية والاجتماعية. ومع استمرار التحديات التي تواجه القطاع، من نقص الموارد إلى المنافسة الرقمية، يبقى الرهان الأكبر هو الحفاظ على المهنية والالتزام بقيم الحقيقة والمسؤولية.

ويأمل المنظمون أن يكون هذا الحدث بداية لسلسلة من المبادرات التي تهدف إلى توثيق الإرث الإعلامي المغربي، ودعم الصحفيين الشباب لمواجهة تحديات العصر. ففي زمن تتسارع فيه وتيرة التغيير، تبقى الصحافة الملتزمة درعاً للمجتمع، ورمزاً للحرية والكرامة.

المصادر :

  • بيانات اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر.
  • تقارير إعلامية من وكالة المغرب العربي للأنباء (MAP).
  • مواقع إخبارية مثل hespress.com وle360.ma.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى