الطبقة العاملة في وجدة تخوض نضالها ضد الاستغلال والفساد: بيان حزب التقدم والاشتراكية بمناسبة فاتح ماي 2025

وجدة، فاتح ماي 2025 (جيل24)
في ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية متردية، تخلد الطبقة العاملة المغربية، وبالأخص في مدينة وجدة، عيد العمال الأممي لعام 2025، مؤكدة التزامها النضالي بالدفاع عن حقوقها المشروعة وصيانة مكتسباتها في مواجهة سياسات حكومية فاشلة تخدم مصالح الأثرياء والأوليغارشية.
وجه الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بوجدة، في بيانه الصادر بهذه المناسبة، تحية حارة للطبقة العاملة بالمنطقة الشرقية، مشيداً بتجاربها النضالية الفريدة ضد الاستغلال وسوء تطبيق مخرجات الحوار الاجتماعي، داعياً إلى وحدة الصف وتعبئة الطاقات لمواجهة التحديات المحلية والوطنية والدولية.
واقع مرير في ظل سياسات ظالمة
يأتي فاتح ماي 2025 وسط تصاعد الغلاء الفاحش، تجميد الأجور، وتفاقم البطالة والهشاشة، كما أشار البيان، حيث عبر الحزب عن استنكاره للسياسات الحكومية التي يقودها الثلاثي الحزبي، والتي تكرس الاستغلال وتعمق الفوارق الاجتماعية. وأكد البيان أن القوانين الحكومية الأخيرة، التي تم تمريرها بأغلبية برلمانية، جاءت مجحفة وضارة، مما زاد من حدة الاحتقان الاجتماعي وأعاق مسار التنمية الحقيقية. وفي سياق دولي معقد، ندد الحزب بالعدوان الصهيوني الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة، منتقداً دعم الغرب الإمبريالي لهذه الجرائم وغياب رد عربي قوي وموحد. كما جدد التأكيد على دعم قضية الوحدة الترابية الوطنية، محذراً من مناورات الجزائر و”دمياتها” في تندوف، التي تهدد الاستقرار المغاربي وترتبط بالإرهاب في منطقة الساحل.
وجدة: معاناة الشغيلة في قلب النضال
ركز البيان على الوضع المأساوي للطبقة العاملة بوجدة، حيث تتصدر قضية عمال النقل الحضري قائمة التحديات. وسلط الضوء على كفاح هؤلاء العمال ضد الظلم، حيث يواجهون ظروف عمل قاسية، حافلات مهترئة تشكل خطرًا على السلامة والبيئة، بالإضافة إلى طرد تعسفي للمطالبين بحقوقهم. وأشار البيان إلى أن هذه المعاناة تمتد إلى قطاعات أخرى، مثل شركات الأمن الخاص، التي لا تحترم الحد الأدنى للأجور، ومؤسسات صناعية حديثة تعتمد عقود عمل محدودة، تستغل دعم الدولة عبر برامج “أنابيك” لتوظيف الشباب لمدة ستة أشهر ثم طردهم، مما يفاقم البطالة ويعيق التغطية الاجتماعية.
كما انتقد الحزب تفويت مشاريع برنامج “أوراش” لخلق مناصب شغل إلى وداديات خارج اختصاصها، معتبراً ذلك جزءًا من استراتيجية انتخابية تهدف إلى شراء الذمم بدلاً من تحقيق تنمية حقيقية. وأكد البيان أن ضعف التسجيل في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يعكس تراجع فرص الشغل القانونية، مما يهز استقرار سوق العمل بالمنطقة الشرقية.
دعوة إلى تنمية شاملة وعدالة اجتماعية
أدان الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية بوجدة السياسات الرسمية التي أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة الحدودية، مطالبًا بإخراج وجدة من “الحسابات الضيقة” وفتح آفاق تنموية أوسع. وطالب باستفادة المنطقة من برامج تأهيل مناطق مونديال 2030، بما في ذلك كهربة خط السكة الحديدية بين فاس ووجدة، وإطلاق مشاريع مبتكرة في الصناعة، التكنولوجيا، الفلاحة، والسياحة. كما دعا الحكومة إلى التدخل العاجل لإنقاذ المقاولات الصغرى والمتوسطة من الإفلاس، وضمان تطبيق مدونة الشغل بشكل صارم.
وحدة النضال وتطلع إلى جبهة ديمقراطية
أكد البيان على ضرورة وحدة الطبقة العاملة في مواجهة الاستغلال والفساد، داعياً إلى تشكيل جبهة وطنية ديمقراطية تضم نخبًا سياسية واعية، قادرة على الوصول إلى المؤسسات التمثيلية بأغلبية مريحة لتنفيذ سياسات شعبية تعزز الثروة والكرامة. وشدد على أهمية التعاون بين المركزيات النقابية الديمقراطية لرفع مستوى النضالات وتحقيق أهداف الشغيلة.
تضامن الجريدة بمناسبة فاتح ماي: أزمة اقتصادية واجتماعية متفاقمة
تشير تقارير محلية إلى أن المنطقة الشرقية، ووجدة بالأخص، تعاني من تراجع حاد في الاستثمارات الصناعية، حيث أغلقت العديد من الوحدات الإنتاجية أبوابها خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى فقدان آلاف فرص العمل. وبحسب إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط لعام 2024، ارتفعت نسبة البطالة في الجهة الشرقية إلى 12.7%، مقارنة بالمعدل الوطني البالغ 9.8%. كما أن أكثر من 70% من العمال في القطاع غير المهيكل بوجدة لا يتمتعون بتغطية اجتماعية، مما يعكس هشاشة سوق العمل.
وفي سياق متصل، أطلقت غرفة التجارة والصناعة بوجدة مبادرة في مارس 2025 لدعم المقاولات الصغرى من خلال تمويل مشاريع مبتكرة، لكن هذه المبادرة لم تلق استجابة كافية بسبب غياب التنسيق مع النقابات والمجتمع المدني. كما شهدت المدينة خلال الأشهر الأخيرة احتجاجات متكررة لعمال النقل الحضري، تطالب بتحسين الأجور وإصلاح الحافلات، دون استجابة فعلية من السلطات المحلية.
ختاما نضال مستمر من أجل الكرامة
يؤكد بيان حزب التقدم والاشتراكية بوجدة أن الطبقة العاملة لن تكون متفرجة على معاناتها، بل ستواصل نضالها الموحد بدعم حلفائها من الفلاحين الفقراء والمثقفين المتنورين. ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، يدعو الحزب إلى بناء جبهة ديمقراطية قوية، قادرة على تغيير موازين القوى وتحقيق العدالة الاجتماعية.
“عاشت الطبقة العاملة موحدة، قوية، منخرطة في مبادراتها النضالية”، شعار رفعته وجدة في فاتح ماي 2025، معلنةً استمرار كفاحها من أجل الحق والكرامة.