تقرير: رجب طيب اردوغان يفوز رغم الصعاب … والعالم يهنئ رغم الاختلاف

أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، أحمد ينار، مساء اليوم الأحد، فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بولاية جديدة مدتها 5 سنوات، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية…

وأشار ينار، إلى أن النتيجة الرسمية المعلنة في الوقت الحالي غير نهائية.

وقال: “بعد فرز أكثر من 99% من الأصوات داخل تركيا، ونحو 88% من أصوات الخارج، حصد السيد رجب طيب أردوغان 52.14% من الأصوات، والسيد كمال كيليتشدار أوغلو 47.80%، ووفقا للبيانات الأولية، تم انتخاب رجب طيب أردوغان رئيسا لجمهورية تركيا”.

ووفقا له، فإن تقدم أردوغان على كيليتشدار أوغلو، بتجاوز مليوني صوت. وسيتم نشر النتائج النهائية للانتخابات في الجريدة الرسمية في 1 يونيو المقبل.

وعقب الاعلان عن النتائج تلقى الرئيس التركي الجديد رجب طيب أردوغان التهاني من مجموعة من ملوك و رؤساء وحكام مجموعة من الدول، الحليفة منها والمناوئة…

خطاب الفوز

وبالمناسبة وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء اليوم الأحد، خطابا لمناصريه من مدينة اسطنبول، بعد فوزه بانتخابات الرئاسة لولاية ثالثة.

وقال أردوغان: “نحن عشاق اسطنبول معها بدأنا مسيرتنا ومعها سنستمر”.

وأضاف: “نتقدم بجزيل الشكر للشعب التركي النبيل الذي منحنا احتفالا ديمقراطيا بين عيدين مباركين..أشكر شعبي الذي مكنني من فرصة تحمل المسؤولية تجاهه لمدة 5 سنوات قادمة”.

وأكمل أردوغان: “قلنا مرارا إن المسيرة المقدسة لن تتعثر ولن نخيب آمال كل من يعول علينا”، مؤكدا أن “الشعب التركي كله هو الفائز بهذه الانتخابات”.

واستطرد الرئيس التركي: “أعتقد أن حزب الشعب الجمهوري سيودع كمال كليتشدار أوغلو وسيحمله مسؤولية الأداء السيء في الانتخابات”.

وتابع أردوغان: “هدفنا هو عدم تخلي بلدنا عن الأهداف المنشودة وأن يتمسك الشعب بتوحده.. لا أحد بمقدوره أن يسيء للحريات في بلدنا أو التحقير من شأن شعبنا أو أن يمنعه من التوحد..سنحقق وعودنا خلال المرحلة المقبلة وسنتمسك بها”.

وقال الرئيس التركي: “لا ندعم المثلية، وكيان العائلة وحقوق المرأة من المقدسات لدينا”، مشيرا إلى أن “العائلة بالنسبة لنا مقدسة وسنكسر يد كل من يحاول التعرض لها”.

وتابع أردوغان: “كلمتنا القادمة ستكون من القصر الرئاسي في أنقرة وسنوجهها للعالم بأسره”، مضيفا: “هذه النتيجة تثبت أن لا أحد بإمكانه أن يجعلنا نخسر مكتسبات تركيا”.

تقرير فرانس برس

وفق تقرير “فرانس برس”، فإنه لا السجن ولا التظاهرات الحاشدة ولا حتى المحاولة الانقلابية عام 2016 نجحت في وقف صعود الرئيس أردوغان، في حين أنه واجه انتقادات شديدة بسبب وضع الاقتصاد التركي وغضب الناجين من زلزال السادس من فبراير المدمر الذين تركوا لمواجهة مصيرهم في الأيام الأولى التي تلت الكارثة.

كما سلط التقرير الضوء على أن أردوغان أحدث تحولا عميقا في تركيا من خلال مشاريع بنى تحتية ضخمة تضمنت بناء طرق سريعة ومطارات ومساجد، وسياسة خارجية منفتحة على شرق آسيا ووسطها على حساب حلفاء أنقرة الغربيين التقليديين الذين حاول التقرب منهم اثر وصوله إلى السلطة، في حين أنه بالرغم من النفور الغربي تجاهه، سمحت له الأزمة في أوكرانيا بالعودة إلى صدارة المشهد الدبلوماسي بفضل جهود الوساطة التي قام بها بين كييف وموسكو، إلى جانب تعطيله منذ نحو عام دخول السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

من جهتهم، يتهم معارضو أردوغان الرئيس التركي “بنزعة استبدادية”، ولا سيما بعد المحاولة الانقلابية التي وقعت في يوليو 2016 والتعديلات الدستورية عام 2017 التي وسعت صلاحياته.

في الغرب، غالبا ما يصور أردوغان في الغرب على أنه سلطان متمسك بالعرش، لكن الرجل الذي يحن الى الامبراطورية العثمانية والذي شيد قصرا يضم أكثر من ألف غرفة في أنقرة، يواصل تقديم نفسه بصفته رجلا من الشعب في مواجهة “النخب”، حيث أنه استند إلى هذه الصورة ليفوز في كل الانتخابات منذ تولى حزبه العدالة والتنمية السلطة في 2002، لكنه واجه هزات سياسية خصوصا عندما حرمته المعارضة في 2015 من غالبيته البرلمانية، ثم انتزعت منه رئاسة بلديتي أنقرة واسطنبول عام 2019.

هذا ولا يزال رجب طيب أردوغان قادرا على عقد ثمانية اجتماعات في يوم واحد، حيث يستعرض قدراته الخطابية مستشهدا بقصائد قومية وآيات قرآنية لإثارة الحشود.

حياته السياسية:

– ولد أردوغان في حي قاسم باشا الشعبي في اسطنبول وكان يتطلع الى احتراف رياضة كرة القدم التي مارسها لفترة قصيرة، قبل الانتقال إلى العمل السياسي.

– تعلم أصول اللعبة السياسية داخل التيار الاسلامي الذي كان يقوده نجم الدين اربكان، ثم دفع الى الواجهة مع انتخابه رئيسا لبلدية اسطنبول في 1994.

– في 1998، حكم عليه بالسجن مع النفاذ بعدما أنشد قصيدة دينية، في حادث ساهم في تعزيز موقعه.

وسنحت له الفرصة للانتقام عند فوز حزب العدالة والتنمية الذي شارك في تأسيسه، في انتخابات 2002، ففي السنة التالية أصبح رئيسا للحكومة وبقي في هذا المنصب حتى 2014 عندما أصبح أول رئيس تركي ينتخب بالاقتراع العام المباشر.

أردوغان، المتزوج والأب لأربعة أولاد، يظل في نظر أنصاره الوحيد القادر على “التصدي” للغرب وقيادة السفينة عبر الأزمات الاقليمية والدولية، لكن منذ التظاهرات الكبيرة المعادية للحكومة والتي قمعت بعنف في ربيع 2013، أصبح إردوغان الشخصية التي تواجه أكبر مقدار من الانتقادات في تركيا، وفق “فرانس برس”.

واجه الرئيس أشد اختبار ليل 15 الى 16 يوليو 2016، خلال محاولة انقلابية دامية.

وطبعت في الأذهان صورة أردوغان شاحب الوجه، وهو يطلق نداء الى الشعب في تلك الليلة عبر شاشة هاتف نقال، ثم بعد ذلك وصوله مظفرا الى مطار أتاتورك القديم في اسطنبول عند الفجر معلنا هزيمة الانقلابيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى