الصحـراء المغـربية .. من قـنبـلة الـــجــزائــري إلــى قــنبــلـــة الــمـوريــطانــي

مــحــمــد ســعــدونـــي.

يعتبر النزاع المغربي الجزائري من أطول النزاعات بين الدول المتجاورة في العالم، تستخدم فيه الأدوات السياسية والإعلامية والمالية والمخابراتية، وتعود أسبابه لعوامل تاريخية جغرافية وسياسية، ويبدو أن هذه الحرب الباردة بينهما مستمرة في ظل غياب أي مؤشرات جدية لإنهاء الصراع، يقول أحد المحللين  : (( لا ينتهي الخلاف بين المغرب والجزائر إلا ليبدأ من جديد، فمنذ تداعيات حرب الرمال إلى تداعيات تصريحات الحشيش تتواصل مسيرة الخلافات ))، وهي خلافات  تزيد من سعارها التصريحات الاستفزازية خاصة من جانب النظام الجزائري، كما حدث مع وزير خارجيتهم عبد القادر مساهل، لأن العسكرالجزائري لا يجد أمامه إلا الجار المغربي لإلهاء الخاوة عن المشاكل المتجدرة في البلاد والعباد، حتى أن المتتبعين والملاحظين أصيبوا بالحيرة من هوة الخلافات التي تعصف كل مرة بمحاولات التقارب والتصالح بين المغرب والجزائر، أما السبب هو أن جل الذين يحكمون الجزائر كانوا أعوانا وجنودا ( كبرانات فرنسا) في صفوف الجيش الفرنسي،وكانوا ما زالوا من أشرس الذين قمعوا المجاهدين ونكلوا بهم ، وكان أشهرهم إبراهيم بوخروبة ( هواري بومدين).

وعلاقة بالموضوع ،فقد صرح رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق بلعيد عبد السلام في إحدى الجرائد الجزائرية  :((أن التحاق جنود جزائريين كانوا في صفوف الجيش الفرنسي بالثورة الجزائرية منذ 1956 كان خيارا مبرمجا وممنهجا، وأن الجنرال ديغول خطط لإدماج هؤلاء  – أو بصريح العبارة – تسريبهم وغرسهم في الثورة كان منذ وصوله إلى السلطة في عهد الجمهورية الخامسة، لأن فرنسا كانت على يقين أنهسيكون من الصعوبة بمكان التفاهم والتعامل مع قادة وطنيين جزائريين متشبعين بالفكرالتحرري، ولهم ميولا عربية، وهنا ذكر بالإسم كل من الجنرال محمد تواتي، ومحمد العماري، نضيف إلهم خالد نزال الذي كان والده جنديا في الجيش الفرنسي برتبة عريف،وتبعا لكل هذا فإن هؤلاء الذين يحكمون الجزائر اليوم لا صلة لهم بالشعب الجزائري ولا بالمغرب العربي، وظيفتهم الأساسية هي حماية المصالح الفرنسية ونهب خيرات البلاد والعباد، والتشويش على المملكة المغربية لعرقلة نموها وتقدمها.

في موضوع آخر ذي صلة بهذه الخلافات المغربية الجزائرية، وكما جاء في عنوان المقال، فقد فجر مندوب موريطانيا الذي شارك في المائدة المستديرة بجنيف حول الصحراء المغربية أحمد ولد سيدي بابا عندما أفشى سرا قال فيه – ساعات قبل افتتاح أشغال المائدة المستديرة –أنه يتذكر عندما كان شابا يافعا في حكومة الرئيس الموريطاني المختار ولد دادة،عندما كان برفقة رئيسه في زيارة للجزائر … عندما أطلعهم هواري بومدين على رغبته لضرب المغرب، وذلك سنوات قبل تأسيس البوليساريو، الصحف التي تناقلت الخبر القنبلة قالت أن  مندوب الجزائر مساهل ظهر في وضع حرج ( جريدة الصباح – عدد 6/ 10 /2018). مما يؤكد العقيدة  العدوانية الراسخة للنظام الجزائري ضد المملكةالمغربية،و :(( أن البوليساريو إنما هو وسيلة التي استعملتها الجزائر لتحقيق الآمال العدوانية للرئيس بومدين اتجاه المغرب ( الأسبوع الصحفي / عدد الخميس 13دجنبر 2018).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى