المعايير المزدوجة بشأن كوفيد-19 غير مفيدة

عندما أغلقت الصين مدينة ووهان، سارع المعلقون الغربيون إلى انتقادها على أنها إجراءات “قاسية” و”انتهاك لحقوق الإنسان”، والتشكيك في فعاليتها. الآن عندما أغلقت إيطاليا البلاد بأكملها، بدأت وسائل الإعلام الغربية في استخدام خطابات مختلفة. في هذه المقالة، يوضح مذيع شبكة سي جي تي إن “وانغ قوان” سبب عدم جدوى مثل هذه المعايير المزدوجة في المعركة العالمية ضد فيروس كورونا.

عندما أغلقت الصين مدينة ووهان، وهي مدينة يسكنها 11 مليون نسمة، سارع المعلقون الغربيون إلى التعبير عن مخاوفهم. بعد كل شيء، عندما تغلق “حكومة شيوعية” مدينتها، فلماذا يمكن أن تكون غير “قاسية” و”استبدادية” و”انتهاك لحقوق الإنسان”؟!

الآن، قررت إيطاليا اتخاذ نفس الإجراءات، لتغلق البلاد بأكمله. ومع ذلك، فإن عمليتي الإغلاق ليست متشابهة، على الأقل أنها مختلفة وفقا لشبكة الأخبار السلكية الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة.

يقول مذيع قناة فوكس نيوز الأمريكية، تاكر كارلسون: “إيطاليا ليست سلطوية مثل الصين وليست مثل إيران. إنها دولة غربية حديثة ومتطورة، من نواح كثيرة، مثل بلدنا”. “إيطاليا تعاني الآن من ما يقرب من مائة الضحايا، هناك ناس يموتون كل يوم بسبب الفيروس …  إذا لم يتمكن من احتواء الفيروس، فستكون هناك ملايين الحالات في غضون بضعة أشهر.”

هناك مزيد ممن يتبعون السرد المماثل في المجال السياسي.

وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فكان إغلاق مدينة ووهان بتكلفة باهظة لـ “كسب عيش الناس وحرياتهم الشخصية”، بينما كان إغلاق إيطاليا هو محاولة لـ”احتواء أسوأ تفشي لفيروس كورونا في أوروبا”.

جاء كل هذا على الرغم من أن كبار علماء الأوبئة في العالم نصحوا بالإبعاد الاجتماعي، وتأكيد مراقبي منظمة الصحة العالمية في ووهان أن الإغلاق كان ناجحا، إضافة إلى الانخفاض الحاد للحالات الجديدة في الصين، وإعلان معظم المناطق الصينية خارج مقاطعة هوبي عن القليل من الحالات الجديدة أو عدم وجود حالة جديدة على الإطلاق.

إلى جانب المعايير المزدوجة، هناك لعبة لوم جارية أيضا.

وأحدث الأمثلة كان زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، الذي وصف كوفيد-19 بأنه “الفيروس الصيني” في الـ9 من الشهر الجاري.

اتخذت وسائل الإعلام اليمينية خطابا أشد بهذا الشأن.

قال تاكر كارلسون “فيروس غامض ناشئ من سوق لحوم بشرق الصين يمرض مواطنين أمريكيين في أوريغون ونيوهامبشاير وإلينوي ووسط مانهاتن. يبدو الأمر سخيفا”.

نعم، تم الإبلاغ عن الحالات الأولى في ووهان بالصين، وكصينيين، لدينا الكثير من الاستبطان للقيام به. ليس هناك من ينكر ذلك. ولكن في الواقع، إن معظم الحالات الحالية في الولايات المتحدة كانت ناتجة عن انتشار الفيروس محليا. وكانت أهم أربعة مصادر للحالات هي مجموعة متصلة بمجتمع في نيو روشيل بنيويورك، ومنشأة للتمريض في كيركلاند بولاية واشنطن، الاتصال البشري في الولايات المتحدة، وسفينة أميرة الألماس السياحية.

جاء “السفر في الصين” في المرتبة الـ15 كمصدر للإصابة بالفيروس.

بدلا من إلقاء اللوم على الصين، ربما يمكن أن ينظر إلى ما يحدث في أمريكا، حيث قلل قادتها باستمرار من خطر الفيروس.

كيف يكون ذلك مفيدا؟

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الـ27 من فبراير الماضي إن فيروس كورونا الجديد سيختفي يوما ما مثل السحر. ثم في زيارته لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الـ6 من مارس الجاري، أكد على أن “أي شخص كان أو يكون في حاجة إلى الاختبار، يحصل على اختبار.”

لكن حتى نائب الرئيس الأمريكي قال إن هذا ليس صحيحا. قبل يوم واحد من زيارة ترامب لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منه، شدد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس على أن الولايات المتحدة ليس لديها ما يكفي من الاختبارات لتلبية الطلب المتوقع في المستقبل.

من المفهوم أن كلا الحزبين، وخاصة الحزب الحاكم الحالي، يحتاجان إلى إبراز صورتهما بشكل صحيح في عام الانتخابات. ولكن كما تظهر البيانات، فإن النقص الأولي في المعلومات والاختبار والاستجابة الوطنية المنسقة، للأسف، أدى إلى المزيد من الإصابات.

أريد أن أختم بملاحظة أكثر سعادة. بعد كل شيء، هناك الكثير ممن يعتقدون أنه في الأوقات الصعبة، إنسانيتنا المشتركة تهم أكثر من خلافاتنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى