الدكتور إدريس الفاخوري صنو وجود متعدد

عبد السلام المساوي
في بداية السبعينيات وأنا تلميذ بثانوية عبد الكريم الخطابي بالناظور ، تعرفت على تلميذ نابغ ، على إدريس الفاخوري ؛ تلميذ عشق الكلمة وتذوق الجمال ….إدريس الفاخوري شق طريق الاجتهاد بهدف النجاح : بك يعتز الناظور ويفتخر ؛ زرعت فينا الشجاعة والكرامة ونزعت منا الخوف والاستسلام ….أنت العنوان بالأمس واليوم وغدا ….
تحية أيها الأستاذ ….تحية أيها المفكر …رمز الناظور …ونعلم أيها الشهم أن السبعينيات بالناظور كانت زمن الشجعان …وكنت رائدا تناضل دراسيا لرفع الحصار عن الناظور ….
ابن الريف….المروءة هي هي العنوان والشموخ سيد الميدان…
أخاف أن يأتيني التقاعد فيجدني متقاعدا…
الأساتذة لا ييتقاعدون …العظماء لا يتقاعدون…
نعم لم ولن تتقاعد ولكن ساهمت في اقتلاع الجهل من وطننا …ساهمت في اسماع صوت الريف … الحرية والبناء …ساهمت في شق الطريق ، توضيح الرؤية وبناء المسار…
لما نطقت ..لما بدأت الكلام ؛ قلت ” لا ” …لا للاستغلال والمهانة…لا للذل والهوان …لا للقمع والاستبداد…لا للعار والخذلان …لا للنفاق والكتمان …لا للخيانة والنسيان …
قلت لا للتقاعد …امثالك لا يتقاعدون …احياء في التاريخ بل التاريخ حي بهم …الجامعة المغربية حية بك الأستاذ الفاخوري…
تكرم اليوم لتفرض حضورا اقوى …فانت الحضور ، بالامس واليوم وغدا …
وجودك كان وسيكون له معنى …لم تأت إلى هذا العالم زائرا …لم تكن مؤقتا …بل أتيت فاعلا وخالدا …انك أستاذ…انك معلم… وطني اصيل …
لن نكرمك لأنك انتهيت …. فأنت لم تنته بل بدأت …كنت البداية دائما …ستستمر …ستخلد…ستستمر في كل من يؤمن بالمغرب بلدا حرا وناميا…ديموقراطيا وحداثيا…في كل من عرف انك كنت تزرع البمعرفة وتزرع الكلمة ….
تغنيت بكلية الحقوق بوجدة …تغنيت بجامعة محمد الأول وعلمتها لنا اغنية حلوة وجميلة …سنحلم ونحلم ..وطني وطن الجميع …وطن الكرامة والعدالة…
مسار مكتوب بالعطاء والإنتاج …. لكنه موشوم بالعزيمة
القوية …موشوم بالصمود والصلابة.
تاريخ غني وحي ….مسار شاق وعسير …وطني ومواطن…أكاديمي متميز…أستاذ ومؤلف…كلمة واحدة في حقك أيها النبيل واصير ملقحا ضد كل نزلات الخيانة والانحراف…فالرجل انت والصدق فيك …والنبل ولد معك…انك وطني مخلص …انك مبدع اصيل…
لقد حدث ما كان حتما سيحدث …وما كان مأمولا أن يتأخر حدوثه…حدث أليوم ، أن يكرم الدكتور إدريس الفاخوري ، إنه لم يفرغ اخر ما استطاع من اجتهاد ، ليسلم اجتهادات الأستاذ المقتدر لفضاءات التاريخ الرحبة والعطرة بأريج انبعاث النيات المخصبة لمشاتل ، تولد الشمس في مستقبل
الوطن يكرم…
الكلمة تكرم..
الجامعة تكرم …
الأساتذة يكرمون
الطلبة يكرمون…
الناظوريون يكرمون عزيزهم …يكرمون حبيبهم …يكرمون أستاذا رضع المروءة والكرامة في معبد الشجعان …
كان كريما وبقي كريما…
كان ناظوريا …أصيلا متأصلا…
السلام عليك يوم ولدت …والسلام عليك يوم كرمت…والسلام عليك يوم تكرم دوما أستاذا متميزا…
أنت في بؤرة وجود الجامعة المغربية.
أنت صنو وجود متعدد
وجود في الأعماق
وجود في الأماكن
وجود في الساحات
الضيقة والفسيحة
وجودك في الكليات والجامعات
ادريس المبادرات التي كثيرًا ما أثارت فضول تساؤلات عميقة
هو وحده يملك كيمياء الربط بين البشاشة والعلم …
هو الأستاذ
كما يراه
كما يتمناه
كما يعمل من أجله
بكل وقواه
وبين تلك المبادرات
الكثيرة في لحظات
حساسة من صداقتنا
المشتركة
لن أقول أشكرك ادريس
لأنك لا تقبل الشكر
أنت ترحب دومًا
أنت لا تكره أبدًا
أنت باق هنا الفاخوري
أنت في بؤرة وجودنا
جميعًا
في قلب كل طالب
في قلب كل صديق
وفي قلب كل حبيب
أنت باق ادريس
كبيرًا
كما كنت كبيرًا
شهما كما كنت
مخلصًا كما كنت
ولم تبرح
أنت هنا
وانت اليوم تكرم لتحلق الى الأعالي المزهرة لذاكرة الوطن ، وهي التي تصون ، برفق وفرح ، حيوات أمثالك من مولدي التدفق في المجرى العظيم للأمل في أوصال وطن يقاوم الارتداد ويراوغ المطبات …ويمضي بهدوء وثبات وبعزم نحو الامتلاء بالكرامة لمواطنيه…
ادريس الفاخوري ممتد في المشترك المديد والعميق بيننا…
ادريس الفاخوري..سيحفظ لك الوطن أنك كنت من أبنائه الأوفياء له ، وقد بذلت من أجل تقدمه الكثير من الجهد بكفاءة أكاديمية … ستذهب بعيدا فوق العلا …
ادريس الفاخوري…أستاذيتك ستزهر وتولد أبدا نفحات الأمل في التقدم نحو حلمك بالوطن الزاخر بالكرامة لمواطنيه..
منتصب القامة يمشي مرفوع الهامة يمشي
الأستاذ الذي يستحق ألف تحية ، ألف تقدير ، ألف اعتراف وألف احترام …منا جميعا كمغاربة ، مغاربة أمازيغ وعرب ، مغاربة الدنيا …هو ادريس الفاخوري ؛ كفاءة استثنائية بل اسطورية…
ما أنجزه يذكره كل يوم ، وسيذكره التاريخ….
ما أنجزه ينشده ويغنيه الطلبة ، كل الطلبة ….باعتزاز يسجلون حصيلة لأستاذ متميز ، هو وحده الفاخوري ولا أحد غيره …
لم يكن مروره بكلية الحقوق – جامعة محمد الأول عابرا او عاديا ؛ بل ترك وما زال بصمات ستبقى موشومة في عقل ووجدان الطلبة والطالبات ، هنا وهناك….
دينامية متدفقة ، اجتهاد وابداع ، حركية واشتغال…
فكر ممارس وممارسة تفكر…
مبادرات واعية مؤسسة على رؤية استراتيجية….
ذكاء ثاقب ، نباهة نادرة ، اناقة عقلا وسلوكا…
تفاعل وتواصل ، تجربة ومعرفة ، يعرف اين تسكن التفاصيل …
تاريخ وعطاء ، استقامة ونزاهة …
لم يكن رقما عاديا وزائدا في جامعة محمد الأول ؛ بل كان كان وما زال رقما وازنا ومتميزا ؛ حضور قوي ومنتج ؛ وحده أستاذ …وهذا ما يشهد به الطلبة وعائلتهم ….
أستاذ شرف ويشرف الجامعة المغربية …
وطني خام ومواطن أصيل ، وفي للملكية…
القضية الوطنية قضية مقدسة …مبدأ الانتماء هو البوصلة …استطاع ان يجذر هذا المبدأ في نفوس الطلبة والطالبات…
يكفيه فخرا ان الطلبة يكنون له الحب الصافي الصريح ….يسجلون انجازات الأستاذ بكل تقدير واعتراف….
لا اعرف ، فيما اعرف ، ان أستاذا جامعيا يحظى بهكذا حب ، بهكذا اعتراف وتقدير ؛ هذا أستاذ ناجح ، هذا عالم بامتياز ؛ انه ادريس الفاخوري ولا أحد غيره ؛ استثناء …
مفرد بصيغة الجمع …بالورود يستقبل وبالورود يكرم…
ألف تحية وتكريم ؛ اطمئن ايها الأستاذ فالدولة لا تستغني عن رجالاتها….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى