المـلـك الحـسـن الثانـي كان أشـجـع زعـيم عـربـي تـصدى لإيران الخـميني

وجـــدة. مــحـمــد ســعــدونــي

بعد عودة الخميني إلى إيران على متن طائرة فرنسية (…)، وخروج الشاه محمد رضا بهلوي إلى منفاه بعدما تخلى عنه حلفاؤه الغربيين، أول شيء فكر فيه الخميني هو تحويل بلاد فارس إلى قوة إقليمية عظمى، بعدما أخمد الصراعات الداخلية بين أنصاره المعممين المحافظين وبين قوى التغيير والإصلاح التواقة للحرية وللديمقراطية، بعدها وانطلاقا من تاريخ 11 فبراير 1979، عمل الخميني بدون هوادة على تصدير ثورته “المهدوية ” ( نسبة إلى المهدي المنتظر ) إلى الشعوب العربية خاصة ، رغم محاولة محاصرتها من طرف الدول العربية المجاورة، لكن أهم ما ميز ثورة الخميني هو الانبهار الجارف الذي انتاب الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، و”سطوة” التيار الديني الشيعي المعادي للغرب ولإسرائيل، بعدما رفع الخميني تلك الشعارات الفاكهة التي انخدع بها الشباب العربي، الداعية إلى تحرير فلسطين، فأسس الحرس الثوري … ثم فيلق القدس الذي حارب وما زال يحارب في العراق ولبنان وسوريا واليمن وليبيا ، لكنه لا يحارب في القدس !!! وهو ما دفع بالعديد من الدول العربية إلى محاصرة تصدير الثورة الخمينية ، كان أبرزهم وأشجعهم الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله الذي استقبل الشاه الإيراني المطاح به، وكفّرَ روحَ الله الخمينيّ،( فيما استلهمت بعض الحركات الإسلامية فكرة الثورة الإسلامية، منها جماعة العدل والإحسان ( المغربية )، وحركة “الاختيار الإسلامي” والشبيبة الإسلامية). (عبد الرحيم العلام / باحث في العلوم السياسية، وصاحب كتاب “الديمقراطية في الفكر الإسلامي المعاصر،)
فخلال أحد البرامج الدينية التي كانت تقدمها قناة فضائية مخصصة في محاربة العقيدة الشيعية وإبراز خطرها على بلدان العالم العربي والإسلامي، قال رئيس تحرير القناة محمد صابر  وهو يستضيف أحد المحللين المختصين في الشأن الإيراني : إن ملك المغرب الراحل الحسن الثاني كان أشجع قائد عربي تصدى للدجال الشيعي الخميني عندما قال : ” (صاحبنا الخميني اللي كفَّره المغرب هو ما تم شهرا على مسؤولياته والذي كـَـفـَّرْناهْ رسميا بفتوى العلماء هذي عامين ، لأنه يقول إن الإمام ( يعني الولي الفقيه) هو أقرب إلى الله من الملائكة المقربين ومن الرسل وحتى النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم “)

وكان هذا الحديث عن الحسن الثاني لمناقشة خبر نشرته وكالة أنباء فارسية ومفاده أن إيران خامنئي تعمل على تلطيف الجو بين إيران والمغرب تمهيدا لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونسيان تلك الحرب الضروس التي دارت بين الملك الحسن الثاني رحمه الله والهالك الخميني منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، وهي حرب استمرت لسنوات بأشكال مختلفة …، عندما دعم المغرب العراق في حربه ضد إيران، وعندما سخر الخميني منظمة إلى الأمام وخلايا سرية ( منهم 80 محاميا تدربوا في الخارج/ بلجيكا ) لتأليب الرأي العام المغربي ضد “النظام الملكي … ” ( كما جاء في كلام الملك الحسن الثاني مباشرة على شاشة التلفزيون المغربي أمام الصحافة سنة 1984.)
أما ضيف صاحب قناة صفا محمد صابر حاول أن يغوص في أغوار الشأن المغربي، فأصاب في البداية عندما أشاد بوحدة المغاربة الدينية والروحية، وتشبثهم بالمذهب الأشعري المالكي والتفافهم حول إمارة المؤمنين، وهو ما جعل منهم نموذجا فريدا من نوعه في العالم العربي والإسلامي ، خاصة في الجانب الروحي للمغاربة ، إلا أنه كان مجانبا للصواب و للحقيقة عندما قال إن أبواب المغرب أصبحت مشرعة للشيعة منذ سنة 2002، وأن كتبهم تعرض ” بدون حسيب أو رقيب ” | في معارض الكتب المغربية ، لكن ما خفي عنه أن كافة المغاربة منذ عهد الأدارسة  هم محبون لأمهات المؤمنين ولآل البيت ، ويترضون بدون تمييز على صحابة الرسول صل الله وسلم خاصة العشرة المبشرين بالجنة، كما أن المغرب يكاد يكون البلد الوحيد الذي لم يُـسَـبَّ على منابره الخليفة علي بن أبي طالب وأولاه وأحفاده الأطهار رضي الله عنهم، ولا واحد من أصحاب الرسول الأجلاء . .

وليكن في علم محمد صابر وضيفه … أن “هذا التشيع الفارسي الحاقد ” على العرب والإسلام، إنما تسرب إلى المغرب – في الوقت الحاضر – من أوروبا خاصة من بلجيكا … وأما قوله إن المغرب يشدد الرقابة على كتب ومذاهب الشافعي والحنبلي والحنفي، فإن خطباء الجمعة المغاربة غالبا ما يستشهدون بأقوال وكتب الأئمة الأربعة بدون تمييز، رغم وجود اختلافات تفسيرية طفيفة بينهم.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وإيران قد توقفت منذ 1979، سنتان بعد هذا التاريخ  أصدر علماء المغرب فتوى تكفر الدجال الخميني رسميا ، والذي رد على الحسن الثاني بأن حاول تدمير البيئة البحرية المغربية، عندما أغرقت المخابرات الصفوية الخمينية باخرة نفط قبالة السواحل المغربية الممتد بين آسفي والدار البيضاء … بعدها استؤنفت العلاقات سنة 1991 ، لتقطع مرة أخرى سنة 2009، بسبب اتهام الرباط لطهران بتسخير سفارتها بالمغرب لنشر الدين الشيعي المهدوي الإثنا عشري .
يــتــبــع-

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى