إلتراس سندباد الشرق..شعلة 13 عام عنوانها الإنتماء والشغف وروح العائلة

إعداد:عبد الرحيم باريج/منير حموتي

تستمر روابط ألتراس في خلق الحدث وفي إثارة الانتباه لها عبر تحويل منافسة كروية بحتة إلى حدث يفرض نفسه على الرأي العام المحلي وحتى الوطني بتلك الأهازيج التي عبرت عن غضب الجماهير الرياضية من واقع بلادها وعن تهممها بقضايا الأمة،الشيء الذي جعل الكثيرين يراجعون موقفهم من هذه الشريحة من المجتمع التي كانت إلى وقت قريب عرضة للازدراء.واللافت هنا أن إبداعات الجماهير الكروية ليست وليدة اليوم،حيث كانت الملاعب الرياضية على موعد دائم مع أشكال متنوعة من التشجيع لأزيد من عقد من الزمن،غير أن مما يفسر هذا الاهتمام القياسي بها هو الطفرة التواصلية في المنصات الاجتماعية الإلكترونية التي فكت الحصار عن فعاليات الألتراس عامة وجرت مختلف وسائل الإعلام نحو التفاعل معها.كما أن موضوع إقحام الشعارات السياسية في الأهازيج والتشجيعات ليس جديدا على الملاعب الرياضية المغربية وذلك بشعارات ذات سقف أعلى وأشكال احتجاجية داخل الملاعب وخارجها تستنكر فيها فساد التسيير الرياضي المحلي والجامعي وأوضاع مدنها وظروفها المعيشية وظروف البلاد بشكل عام حتى أن بعضها سبق أن خرج للتنديد بالإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام على وسائل إعلام غربية قبل أعوام،أما فلسطين فكانت مكانتها ولا تزال مركزية في فعالياتهم المختلفة.لكن الإضافة كذلك تمثلت اليوم في ذلك الزخم الهائل الذي مثله جمهورا المولودية الوجدية والنهضة البركانية بالتحاقهما بحركية الإلتراس الاحتجاجية التي تتجاوز التنافس الكروي المحدود والتعصب لقميص الفريق التي كانت تعبر روابط الناديين عنه إلى التعبير عن الهموم الكبرى التي يعاني منها الشباب المغربي،وهو ما أدى إلى خلق دينامية هائلة في ميدان التشجيع الرياضي بوجدة وبركان،برغم بعض العناصر المندسة بوجدة وبركان وحتى خارج جهة الشرق والتي كانت ومازالت عبر مواقع التواصل الإجتماعي تثير الفتنة بين مشجعي الفريقين اللذان يجمعهما جهة الشرق.

أسطر غالية،ومليئة بجمال حيثيات المجموعة،ومبدأها المترسخ تحت لواء المولودية،وولائها اللامحدود للقميص وللمدينة،تعبر هاته الأسطر التي ننشرها بتصرف،عن مدى ثقافة المشجع الوجدي ودرجة الوعي التي وصلته الكتيبة الوجدية،أما اخيرا سلام لكم و كل عام والمجموعة ساطع نورها في الحركية المغربية:
“كل من الإلتراس وسنه،كل وشخصيته،كل ونمط تفكيره،لكن ما يجمعهم هو هدف واحد و مبادئ موحدة.فقد فتحوا أعينهم في غرب شمال القارة السمراء بالمغرب وتحديدا بمدينة الألفية،مدينة الثورة والرصاص التي لا تزال أسوارها الحجرية شاهدة على حروب الأجداد و الغزاة،وكانوا الجيل الثالث منذ تأسيس أسطورتهم بعد جيل الأجداد ثم الآباء.

وجاءت في أواخر عام 2006 الفكرة من جيل المؤسسين لتأسيس مجموعة إلتراس لتأطير المشجعين وتوحيد كلمة الجمهور والوقوف ككتلة واحدة ومؤازرة الفريق ومحاربة الفساد،فبدأت رحلة التأسيس من طرف شباب من مختلف الأعمار والأحياء.

وكان في التاسع من شهر مارس عام 2007 أول ظهور للمجموعة مباشرة بعد رسم البانر بالمباراة التي جمعت فريقهم الغالي بنادي الجيش الملكي..وهكذا كانت رحلة التأسيس فقد وجد الأعضاء العديد من الصعوبات والعوائق في طريقهم.. كان عامل الخبرة والتجربة من أهم العوائق لكونهم الجيل الأول للمجموعة ولكون حركية الإلتراس في أعوامها الأولى بالوطن،وزرع فكرة غريبة عن المجتمع الذي نعيش فيه لم يكن شيئا يسيرا خاصة وأن جهة الشرق كانت أنذاك منعزلة عن باقي المدن بسبب موقعها الجغرافي.
إختار المؤسسون لقب “بريغاد وجدة” باللغة الفرنسية ليكون إسم المجموعة ومعناه الكتيبة الوجدية،فالكتيبة كلمة مأخوذة من القوة العسكرية وهي وحدة عسكرية تتكون من عدة سرايا يتبعها إسم “وجدة” المدينة.

وإختيار إسم المدينة كان باللغة الفرنسية القديمة وهي لهجة قديمة كانت مستخدمة في مناطق النصف الشمالي من فرنسا الحالية منذ القرن الرابع عشر،حيث لا يختلف نطق كلمة وجدة،بل كل ما يتغير هو الحرف الأول والثاني من الكلمة،وهكذا جاء إسم المجموعة ليكون أعضاءها جندا يدافع عن المدينة بصفة عامة والفريق بصفة خاصة.وشعار المجموعة عبارة عن شعلة نارية خضراء ترتدي نظارات وهو مقتبس من المقطع التقديمي لرسوم متحركة مشهورة تحكي عن رحلة صديقين لمحاربة المفسدين في قصة يملؤها الإصرار والشجاعة وقوة الإرادة.

والسبب في اختيار شعلة النار كشعار للمجموعة هو ما ترمز إليه من دلالات في الابداع الأدبي والفني كما جاء في “النقد البلاشيري” ولكونها جزءا هاما في الثقافات والحضارات السابقة حتى يومنا الحاضر.
يرمز شعار المجموعة إلى عدة أبعاد،وهو أن المجموعة ستكون كالشعلة النارية تنير طريق الفريق وتسانده في كل زمان أو مكان أو ظرف..وعند إنقضاض المفسدين وذئاب المستديرة على الفريق ستتحول الشعلة إلى لهيب يحرق كل من سولت له نفسه أن يتلاعب بالسندباد..فالمعروف على الشعلة أنها لا تخمد ولا تنطفئ مهما كانت الظروف إقتباسا من الحضارة اليونانية التي كانت تعد فيها الشعلة رمزا موروثا من جيل إلى جيل،إذ جرت العادة على الحفاظ عليها مضيئة في مذبح زيوس بمدينة أوليمبيا القديمة..لتدرج مراسيم إيقاد الشعلة في الفقرات الرئيسية للألعاب الأولمبية.

وهكذا بقيت شعلة مشعل المجموعة مشعّة ومتوارثة من جيل إلى جيل إلى يومنا.ويظهر شعار المجموعة مرتديا نظارات داكنة وغير شفافة..والسبب من اختيارها غير شفافة هو حجب العينين،فالمعروف عن العين أنها تترجم مشاعر الانسان والظروف التي يعيشها،فما لا يحكيه اللسان تترجمه العينان.فعند دخولهم إلى الملعب كل همنا يقتصر على التسعين دقيقة ومساندة الغالية وتبقى ظروف ومشاكل كل فرد منهم على الهامش تحاول نسيانها ولو مؤقتا ولا تدعها تتسرب إلى الملعب والمنعرج لتعيش دقائق المباراة من أجل الهدف الأسمى والرئيسي.والآن بعد مضي عقد و ثلاثة أعوام تطفئ المجموعة شمعتها الثالثة عشر بحنين للماضي وتأهب لتحديات المستقبل بأجيال حديثة وتليدة تتقاسم المبادئ ويجمعنا اللون وروح العائلة..

عيد سعيد لكل الأمة البريغادية ودمنا حماة للكيان”.وبعد تسجيل أول حالة إصابة بوباء كورونا بمدينة وجدة والجهة الشرقية عامة،أعلنت إلتراس بريغاد وجدة،في بلاغ لها “أنه أصبح الأمر جدّيا ولا مجال للإستهتار،فنحن الآن أمام أمرين لا ثالث لهما..إما الشعور بالإلتزام والتعامل بمسؤولية،أو اللا مبالاة ثم رؤية الأهل والأقرباء يتساقطون واحدا تلو الآخر لا قدّر الله” وطلبت المجموعة من كل أعضائها وفروعها وخلاياها دق الناقوس والتجند للحد من إنتشار الوباء.

و”على كل عضو نصح و تحسيس الناس المحيطين به وحثهم على البقاء في منازلهم سوى لأقصى الضروريات،ثم مد يد العون للناس المحتاجين والذين يعانون من نقص في المناعة وعلى كل خلية التكفّل بالأحياء المجاورة لها لنكون عوناً لبعضنا البعض وسندا لمن لا سند له والشعلة التي تضيء المدينة الألفية،كل عضو هو الآن مسؤول،وهذه حربنا لحماية أهالينا و توعية كل من يحتاج للنصح..وبإذن الله سنخرج منتصرين”،كما أنهت المجموعة الى علم كل أعضائها بأنها ستقوم بتأجيل موعد الإحتفال بالعام “13” و”اجتماع تسليم المنتوج الجديد،وذلكَ نظراً للظرفية التي تمُر منها البلاد والعالم أجمع،هذه الظرفية التي تستوجب منا القيام بعدة تدابير والانخراط في التعليمات الموصى بها وأهمها منع التجمعات”.

كما سبق وأعلنت عن تضامنها مع فرد المجموعة “طارق زطيح” بعد اعتقاله الذي طاله قبل آخر مباراة المولودية الوجدية،وأكدت عن تضامنها المطلق واللامشروط معه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى