إذا كان الحكومة تثق في مشاريعها فإنها لا تحتاج إلى “براح” للترويج لها

الجيلالي بنحليمة

هل تثق الحكومة في برامجها؟ إنه السؤال الذي يجب أن يُطرح، بل هو الأجدر بالطرح.

ومنطلق السؤال أن الثقة في النفس لا تحتاج “لبراح” …….

برنامج “فرصة” في الأول والأخير، ليس بالمنتوج الخيالي الذي يكاد يقترب من ثورة في عالم إيجاد الفرص، هو منتوج يستهدف 10 الآلاف مشروع من مشاريع الشباب، بتمويل عشرة ملايين سنتيم لكل مشروع، بتسهيلات في الاقتراض، سبقته لهذا برامج نالت نصيبا من النجاح ونصيبا من الفشل، الفرق الوحيد هو غياب هذه الفئة البدعة التي تسمي مؤثرين، والتي قد تحولها “الفرصة” “لهمزة” إن لم تكن قد حولتها فعلا…..

ولنتصور أن الحكومة اليوم وعوض أن تدافع عن “فرصتها” أصبحت تدافع عن “مؤثري” فرصتها. وأصبحت ترى وجودهم من عوامل نجاح هذا البرنامج، بل العامل الأبرز، معتبرة أن جيوشا من الشباب تأتمر بأمر هؤلاء وأن الحكومة في غير غنى عنهم إن هي أرادت نجاح مخططاتها….

الحكومة غير واثقة من أنها ستدخل لقلوب وعقول الشباب من الباب ولهذا قد تختار النافذة وتختار الوسيط، وتختار من يساعدها في أن يقبل الشباب بوجودها…..ولو كان العكس لأعلنت عن برنامجها ودافعت عنه بامكانياتها ورتبت أمورها بيديها ولكل مجتهد نصيب…فماذا الذي ينقص الحكومة، التي يقع تحت تصرفها جيش من الموظفين والمستخدمين بكل ألوانهم وتكويناتهم ودرجاتهم….هم الذين تشتكي الحكومة دوما من ثقل ميزانيتهم، وفوق ذلك تستعين بغيرهم لقضاء حوائجها…

وهناك سؤال آخر يفرض نفسه بقوة لا تقل عن السؤال السابق، هل يحتاج شاب حامل لمشروع  مُجدد ومتجدد، يعرف جدواه وتفاصيل تمويله وغايته وقدرته على مسايرة السوق وتقلباته لمؤثر في الفايس بوك يتحدث في كل شيء وفي كل اتجاه حتى يقتنع بالانخراط في هذه “الفرصة” هل يُعقل هذا؟ 

هل تحتاج عينة من هؤلاء الشباب، لمن يقنعهم بقيمة وأهمية تمويل مشاريعهم الصغيرة، وكل التسهيلات التي ترافق ذلك…

فإن كان العكس، وكانت إيمان الحكومة مطلقٌ بأن فئة المستهدفين، لا تستطيع المشي دون قوم المؤثرين، فإن الخطأ ليس في المستهدفين، بل في فلسفة البرنامج ككل…..قد يحتاج حامل المشروع الصغير لتكوين ومواكبة وتقييمات وهلم جرا….لكنه إن كان في حاجة لمن ينبهه لوجود برنامج حكومي يستهدف طموحاته فإن البرنامج ككل “خرج من الخيمة مايل”….

لا مجال لي في أن أشكك في صدق نية الحكومة في أنها تريد نجاح برامجها ومنها أوراش وفرصة وربما برامج أخرى، لكن هذا الوله والإعجاب المبالغ فيه بعالم رواد الفايس والايمان بأنهم طاقات خارقة تجلب الأصوات، كما تزكي الحكومة، يصيبني بالدوار والصداع، ويجعلني أتخيل أن الحكومة لا تكره أن تشرك قبيلة المؤثرين في كل القضايا مهما بلغت حساسيتها،،،،،حتى يعم شعار “الفايس بوك عايز كده”…..

رواد ومؤثرو الفايس بوك لهم عالمهم، قد يكون بسيطا وقد يكون غير ذلك، وهو عالم بالضرورة يختلف عن قرارات السياسات العمومية، التي قد تخالف رأي الشارع وعاطفته، وإعجاب الحكومة بهذا العالم تحاسب عليه، فعلى الأقل يجب أن تفسر لنا خلطة إعجابها بالتواصل وهي الحكومة التي لا يُسمع فيها سوى لصوت وزير أو وزيرين…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى