بــاريــسْ : مــوائــد إســرائــيلــيــة تـجــمــع فــقـراء الــجــزائــر

مــحــمــد ســعــدونــي.
قبل أن نتطرق إلى صميم الموضوع، لا بد من أن نذكر أن النظام الجزائري وعبر قنوات الصرف الصحي الإعلامية التي تقتات من فضلاته كثيرا ما يوحي للجزائريين أن المغرب يحكمه اليهود، وأن الجزائر – تقريبا – هي البلد العربي الوحيد الذي يقف بالمرصاد لإسرائيل ويناصر القضية الفلسطينية بدون هوادة، وكل هذا ما هو إلاّ “بْــروبا كونـْـدا “، يقول أحد المتتبعين : (( لا يدرك الخاوة ( أو يدركون ولكن !!! ) أن جل الشركات التي تتعاقد مع النظام العسكري الجزائري لإنجاز مشاريع في الجزائر جل رؤسائها يهود بل وأكثرهم يحملون الجنسية الإسرائيلية ))، والأدهى والمحير أن وزراء ومسؤولين كبار في حكومة أويحي هم من أصل يهودي ( الوزيرة بن غبريط)، بل أن الرئيس بوتفليقة – نفسه – هو من عِـبْريّـي تلمسان، ما زال يحكم الجزائر بدون وجه حق، وهاهم الخاوة يثورون عليه وعلى زمرته الفاسدة والحاقدة ، وها هم شباب الجزائر والذين ملوا من ” لَـَـحْـريكْ “ومنذ ثلاث جـٌـمٌـعاتِِ وهم يقولون له (( تـَـرْحــلْ يعني تـَرْحــلْ ))، “فماما ” فرنسا قد ملت من الجزائريين ، لكن ومن حسن حظهم فإن المؤسسات الخيرية في فرنسا وبكل تنوعاتها فما زال في مستطاعها تقديم الخدمات للأجانب الفقراء والذين أكثرهم جزائريون.
وعلاقة بعنوان المقال، في فرنسا تُقام موائد جماعية برعاية مؤسسات خيرية تحرص على تقديم الطعام المجاني للفقراء وللطلاب في المساكن الجامعية وفي المدارس الدينية المرتبطة بالكنائس … ومن ضمن هذه الموائد ما هي تابعة لجهات إسرائيلية ( أنظر الصورة )، تقدم الطعام للفقراء والمشردين، ومن أشهرها مائدة تابعة لمركز إسرائيلي في مدينة باريس.
ويتكون هذا المركز من خمسة طوابق، يضم حضانة للأطفال وفضاء واسعا للاستراحة، أما الطباخون والطباخات العاملون في المطبخ التابع لهذا المركز الإسرائيلي كلهم جزائريون وجزائريات، كذلك الذين يترددون عليه غالبيتهم من الجالية الجزائرية وهم يعلمون جيدا أنهم في الضيافة الإسرائيلية ، زيادة على الأفارقة و مسلمين عاطلين من جنسيات أخرى .
لما سئل أحد الجزائريين إذا كان لا يجد حرجا في التردد على هذا المركز الإسرائيلي أجاب : ” أن الجزائر تتوفر على خيرات النفط والغاز، لكنها لم تفكر أبدا في إقامة مركز شبيه بالمركز الإسرائيلي، أو شبيه حتى شبيه بمؤسسة الحسن الثاني للجالية المغربية المقيمة في الخارج لحماية المهاجرين المغاربة …
من جهة أخرى، يستفيد من هذا المركز الإسرائيلي جزائريات متزوجات متخلى عنهن ، ورغم أنهن يتوفرن على أوراق الإقامة إلا أنهن يقصدن هذا المكان في انتظار أن يتوزعن على جمعيات تعنى بالمرأة والطفولة ولتشغيلهن. تقول إحدى الجزائريات : (( قصدنا القسم الاجتماعي التابع للسفارة الجزائرية لكننا قوبلنا بالرفض واللامبالاة، تحت ذريعة أن المئات من الجزائريات والجزائريين يقصدون المصالح القنصلية في فرنسا للاستفادة من المساعدات الاجتماعية، والقنصليات لم تعد تتحمل أعباء الجزائريين المعوزين، كما أن الموظفين الاجتماعيين الجزائريين العاملين في المصالح القنصلية لا يتوفرون على تكوين كاف وخبرات في هذا المجال على غرار المملكة المغربية وتونس )). يــتــبــع-