نجاة سيدة ووفاة جنينها يسائل الوضع المتردي بقطاع الصحة بجرسيف …

أحمد صبار
تأكد لنا ولكل ساكنة إقليم جرسيف ولمتتبعي الشأن المحلي الوطني بما لم يعد يترك مجلا للشك، تردي أوضاع قطاع الصحة بجرسيف، وبلعت وقتها السلطات الإقليمية والصحية ومعها الفرقاء الاجتماعيين وممثلي الساكنة من المنتخبين والسياسيين لسانها، ولم تنطق ولو بكلمة واحدة ولم يتم اتخاذ أي إجراء ولم نرى أي بيان أو بلاغ أو متابعة أو محاسبة، ليبقى مطلب إخراج المستشفى الإقليمي هو سيد الموقف…
أتذكر جيدا يوم احتج ضحايا الإهمال الطبي أمام مستشفى جرسيف، وأتذكر كذلك يوم خرج المجتمع المدني والحقوقي وجسد وقفة احتجاجية بذات المكان يدق ناقوس الخطر ومنددا بتردي أوضاع قطاع الصحة، كما اتذكر جيدا يوم خرجت على المباشر على حسابي الفيسبوكي فاضحا سوء التدبير والتسيير بهذا المرفق الحيوي بمناسبة وفاة صهري وأبي الثاني، وعوض أن أتوصل حينها بعبارات التعازي، توصلت باستدعاء من طرف الضابطة القضائية على خلفية شكاية تقدم بها عامل الإقليم يتهمني من خلالها بتحريض الساكنة…
توالت الأحداث بعد ذلك وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عددا من الخروقات التي يعيش على إيقاعاتها مستشفى جرسيف ، وخرجت بعض التنظيمات النقابية ببلاغات وبيانات تعكس الاختلالات التي عشعشت بإدارة المستشفى ومندوبية وزارة الصحة، تقدم بعدها عدد من أطباء التخصص بمكتوب للمدير الجهوي لوزارة الصحة يشتكون مديرهم، إلا أن كل هاته الأشياء مرت مر الكرام وبقيت دار لقمان على حالها…
انتقلت طبيبة تخصص أمراض النساء والتوليد، وقدم آخر استقالته دون أن نعلم أسباب ذلك ووضع آخر وفي نفس الفترة شهادة طبية، وبقي قسم أمراض النساء والتوليد بدون مسؤول طبي وبقيت حياة النساء الحوامل بجرسيف عرضة لكل الأخطار دون أن يتدخل لا عامل الإقليم ولا مندوب الصحة ولا مدير المستشفى ولا منتخبي جرسيف…، اللهم بعض الإجراءات المحتشمة لذر الرماد في عيون ساكنة مغلوب على أمرها…
وكانت السيدة التي تم نقلها على وجه السرعة من مستشفى العار بجرسيف إلى المستشفى الجامعي بوجدة أول الحالات خلال فترة الاستقالة والانتقال والشهدة الطبية، بعد أن نجت بأعجوبة ووفاة جنينها الذي انتظرته لشهور وربما لأعوام، حيث تم استقبالها بمستشفى تاوريرت الاقليمي بعد ان تضاعفت حالتها الصحية بسبب النزيف، والسؤال، إلى متى سيستمر الاستهتار بحياة الأبرياء؟ إلى متى سيستمر هذا الاحتقان الذي يعرفه إقليم جرسيف؟ متى سيتم إخراج مشروع المستشفى الإقليمي إلى حيز الوجود؟