عيد الاضحى بين مطرقة الشناق وسندان الجزار… الكبدة 500 درهم للكيلو، هل تحولنا الى دولة بلا مراقبة؟

عبدالعزيز داودي

اقبال منقطع النظير وغير مسبوق تشهده محلات العديد من الجزارين بعد ان عجز العديد من المواطنين عن شراء أضحية العيد على اعتبار أن ثمنها يتجاوز بسنوات ضوئية معدل الدخل الفردي لعموم المواطنين والمواطنات.

وبعد ان تحكم الشناقة في اثمنة حولي العيد وحددوا الاثمان التي يريدونها وبعد ان ثبت وبما لا يدع مجالا للشك أن الحكومة وكعادتها فشلا فشلا ذريعا في توفير أضحية العيد باثمنة مناسبة بالرغم من تطميناتها المتكررة بأن العرض يفوق الطلب وان عملية استيراد الأغنام من إسبانيا ورومانيا من شأنها أن تخلق توازنا في السوق يكون مدخلا لاستقرار اثمنة الحولي .

لكن وعلى ما يبدو ان شناقة الاستيراد هم الذين استفادوا من تخفيض الرسوم الضريبية على المواشي ومن استغلال العيد لمراكمة الثروات في سيناريو شبيه بأزمة اللحوم الحمراء حين وعدت الحكومة باستيراد الابقار من البرازيل لسد الخصاص ولتخفيض الأثمنة لكن النتيجة كانت عكس ذلك .

فضل اذن العديد من المواطنين شراء اللحم ومشتقاته ( ان صح التعبير) من محلات الجزاريين لكن هؤلاء في غالبيتهم كانوا أكثر شراسة في افتراس جيوب المواطنين من الشناقة وفي غياب المراقبة.بيع الكيلو من اللحم في العديد من المدن ب 200 درهم في مدن اخرى وصل الى 300 درهم اما امعاء المواشي فحدث ولا حرج من 500 الى 600 درهم ( ابلا احيا ابلا حشمة).

وبما ان الحقيقة هي وحدها الثورية فكان على الحكومة ان تصارح الشعب بأن الثروة الحيوانية للمغرب في مهب الريح وانه في بعض الاحيان نلجأ الى الكي للعلاج وبالتالي لا ضرر اطلاقا اذا الغي الإحتفال بعيد الاضحى حفاظا على الثروة الحيوانية وعلى القدرة الشرائية .

فلا يعقل ونحن في عز الأزمة ان ننحر ما يزيد عن 7 ملايين رأس من الغنم في الوقت الذي نحتاج فيه الى توفير اللحم لعموم المواطنين وفي الوقت الذي تقدر فيه الاحصائيات بأن المغرب يحتاج يوميا الى نحر 50000 رأس من الغنم لتوفير اللحوم الحمراء.فشعار الدولة الاجتماعية مرتبط بالتماسك الاجتماعي وباشاعة ثقافة وقيم التضامن والتأزر لا ان يقهر الفرد وتتولد لديه مشاعر الغبن والحكرة حين يجد نفسه عاجزا عن توفير أضحية العيد لاطفاله .

عيد مبارك سعيد نتمنى ان يعاد علينا في ظروف افضل من هاته نكون فيها تمكنا من إسقاط التطبيع مع الغلاء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى