كلمة رئيس الفرع الشرق لل FMEJ في ملتقى الشباب … قادة الغد بين المشاركة الفعالة والتنمية المستدامة ببركان

كلمة رئيس فرع جهة الشرق للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، في الملتقى الشبابي الأول :”قادة الغد.. من أجل مشاركة فعالة وتنمية مستدامة”، الذي نظم ببركان بشراكة بين فرع جهة الشرق للفيدرالية المغربية لناشري الصحف وجمعية Positive، بفضاء مجال بركان ايام 31 يناير و1 و2 فبراير 2025.

شكرا للسيد رئيس الجلسة الدكتور الصديق جمال حدادي على هذا التسيير الممتاز

  • سيدي عامل صاحب الجلالة على اقليم بركان، السيدات والسادة اطر العمالة.
  • السيد عميد المؤسسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة
  • السيد المدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق، والسادة اطر الوكالة
  • السيد رئيس المجلس الإقليمي ، السادة اعضاء وأطر المجلس
  • السيد رئيس المجلس البلدي ، السادة اعضاء وأطر المجلس
  • السيد عميد المؤسسة الوطنية للتجارة والتسيير بالدارالبيضاء
  • السيد والشريك رئيس جمعية Positive، والشباب أعضاء المكتب المسير والأعضاء المنتمين بالجمعية
  • السيد والصديق مدير الملتقى شكرى الكندوزي وعضو المكتب الجهوي ، المكلف بالعلاقات مع الشركات
  • السادة الاساتذة والمؤطرين كل باسمه وحسب تخصصه … مشكورين نعتذر لكم عن تعب التنقل ونقدم لكم خالص الشكر ، مسبقا، على المجهود الذي ستبذلونه مع هؤلاء الشباب.
  • الحضور الكريم كل باسمه وصفته

بكل سرور نرحب بكم ومعكم بالشباب (الشابات والشباب) الذين حجوا الى ملتقانا هذا، ونقول لهم، حللتم اهلا ووطئتم سهلا ، ونرجو ان يكون لقاؤكم هذا لقاءا  مثمرا ورائعا ولطيفا عليكم جميعا.

أيها السيدات والسادة

الفيدرالية المغربية لناشري الصحف FMEJ ، هي هيئة تم تأسيسها سنة 2002 بالدار البيضاء، كجمعية خاصة بالمقاولات الصحفية غير الرسمية.

وهي تتألف من اعضاء عاملين، واعضاء منتسبين، وتمنح صفة العضو الكامل لكل مقاولة او ناشر او مدير نشر يصدر جريدة مغربية الكترونية او ورقية ذات طابع إخباري عام او إخبارية متخصصة، وتصدر بانتضام فوق تراب المملكة المغربية منذ ما لا يقل عن سنتين أو أن يكون مديرها حاملا للبطاقة الوطنية المهنية لأكثر من 5 سنوات.

وبعد انتشار الصحافة الالكترونية المتزامنة مع توسع المعرفة الرقمية، وللمفارقة العجيبة ابان وباء كورونا، عمدت الفيدرالية سنة 2021 الى توسيع رقعة اعضائها لتشمل، والاصح لتحتضن، المقاولات الناشئة وذلك عبر تأسيس فروع جهوية . والآن هي تضم حوالي 350 مقاولة صحفية عبر التراب الوطني بين منتسبة وعاملة، منها 20 بجهة الشرق.

وتُفقد العضوية في حالة الاخلال بالقانون الاساسي او في حالة عدم التقيد بقرارات الفيدرالية او ميثاق اخلاقيات المهنة للمجلس الوطني للصحافة، او في حالة الانقطاع عن تسديد واجب الانخراط… وفي كل الاحوال يتخذ هذا القرار باغلبية المكتب التنفيذي.

تهدف الفيدرالية الى:

  • الدفاع عن حرية الصحافة، وحرية تداول الاخبار، وحرية الرأي والتعبير، وحق المواطن في الاعلام والمعرفة
  • النهوض بمهنة الصحافة، واحترام اخلاقيات وقواعد المهنة واعرافها.
  • الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية والمهنية للمؤسسات العاملة في القطاع الاعلامي.
  • العمل على عصرنة القطاع وتطويره ليكون في مستوى التحديات.
  • تمكين القطاع الاعلامي من ضمانات الرقي به خدمة للقارئ.

السيد العامل، أيها الحضور الكريم، سيكون لي تدخلا في الندوة الثانية بعد قليل لكن اود هنا أن اقف عند تمرين فكري يحاول ملامسة الجواب عن السؤال التالي: لماذا مشاركة الفيدرالية في ملتقى شبابي يتمحور حول “قادة الغد”؟.

“قادة الغد” هو مصطلح يشير إلى الجيل الصاعد من القادة الذين سيشكلون مستقبل مجتمعاتنا ودولنا. هم الشباب الموهوبون والطموحون الذين يمتلكون الرؤية والإبداع والقدرة على تحقيق التغيير الإيجابي.

تكوين قادة الغد هو استثمار استراتيجي في مستقبل أي مجتمع أو دولة. فالقادة هم المحرك الأساسي للتغيير والتطور، وهم الذين يوجهون مسار الأمم والشعوب. ولذلك، فإن دعم وتشجيع الشباب على تطوير قدراتهم القيادية هو واجب وطني.

من جانبها وسائل الإعلام. تتطور بسرعة مع وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي والرقمنة التي احتلت جميع مناحي التواصل الإنساني. لا تزال وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والتلفزيون موجودة، لكن المنصات الرقمية تهيمن. ربما في المستقبل، ستكون وسائل الإعلام أكثر تخصيصًا، أو تحت إمرة خوارزميات ضخمة… هناك أيضًا قضية المعلومات المضللة وكيفية تعامل وسائل الإعلام معها… قد يكون التحقق من الوقائع الفعلية والمزيفة عملا كبيرا ومضنيا خاصة مع تصاعد دور الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى.

لكن كيف سيتفاعل قادة الغد ووسائل الإعلام وما مدى تأثيرهم على بعضهم البعض.

دعوني أبدأ بتقسيم العناصر الرئيسية هنا.

قادة المستقبل – كيف سيكونون؟ ربما سيكونون أكثر دراية بالتكنولوجيا، لأن الأجيال الأصغر سنًا تكبر مع التكنولوجيا… قد يعطون الأولوية لقضايا مختلفة، مثل تغير المناخ أو العدالة الاجتماعية، بالنظر إلى الاتجاهات الحالية… أيضًا، قد تتغير أنماط القيادة؛ ربما تكون أكثر تعاونًا أو لامركزية، باستخدام منصات رقمية للتواصل مع الناس.

سيحتاج القادة إلى التواصل من خلال قنوات إعلامية مختلفةو قدرتهم على استخدام هذه المنصات بشكل فعال قد تحدد نجاحهم. على سبيل المثال، قد يكون للزعيم الذي يمكنه إنشاء محتوى جذاب على TikTok أو Twitter (أو أي شيء يحل محلهما) تأثير أكبر. وعلى العكس من ذلك، يمكن لوسائل الإعلام تشكيل تصور الجمهور للقادة من خلال التغطية، والتي يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية.

زاوية أخرى وجبت الاشارة اليها هي دور وسائل الإعلام في محاسبة القادة. يمكن للصحافة الاستقصائية والصحافة المواطنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتقارير في الوقت الفعلي أن تبقي القادة تحت التدقيق المستمر. ولكن هناك أيضًا خطر التلاعب بوسائل الإعلام من قبل القادة، باستخدام الدعاية أو التحكم في الروايات من خلال وسائل الإعلام المملوكة للدولة أو روبوتات وسائل التواصل الاجتماعي.

الأخلاق هي اعتبار آخر. يتحمل كل من القادة ووسائل الإعلام مسؤوليات أخلاقية. قد يحتاج القادة إلى أن يكونوا شفافين أكثر، لأن خطر الاختراقات الرقمية والفضح ستكون عملة جاري بها العمل…. في حين يجب أن تسعى وسائل الإعلام إلى الدقة والإنصاف. ومع ذلك، قد يصبح الخط الفاصل بين المعلومات والترفيه أكثر ضبابية، مما يؤثر على كيفية تقديم القادة لأنفسهم وكيفية تغطية وسائل الإعلام لهم.

العولمة ستلعب دوراً أيضاً. فقد يضطر القادة إلى معالجة القضايا الدولية بشكل أكبر، ويمكن لوسائل الإعلام أن تربط بين الجماهير العالمية، مما يجعل تصرفات القادة أكثر وضوحاً في جميع أنحاء العالم. وقد يؤدي هذا إلى المزيد من الضغوط على القادة للنظر في التأثيرات العالمية لقراراتهم.

لا يمكن تجاهل تأثير التكنولوجيا. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد القادة في تحليل البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة، وقد تستخدم وسائل الإعلام الذكاء الاصطناعي لتخصيص موجزات الأخبار. ولكن هناك خطر حدوث غرف صدى واستقطاب إذا أظهرت الخوارزميات فقط المحتوى الذي يعزز المعتقدات القائمة. (نقصد في الإعلام بغرف صدى : تضخيم القناعات والمعقتدات أو تعزيزها بالتواصل والتكرار داخل نظام مغلق).

سوف يكون التعليم ومحو الأمية الإعلامية مهمين. قد يحتاج القادة في المستقبل إلى تعزيز التفكير النقدي حتى يتمكن الناس من تمييز الأخبار ذات المصداقية. قد تحتاج المنظمات الإعلامية إلى التركيز على تثقيف جماهيرها، وليس مجرد إعلامهم.

تشمل التحديات المحتملة سرعة انتشار المعلومات. قد يضطر القادة إلى الاستجابة بسرعة للأحداث التي تضخمها وسائل الإعلام، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات متسرعة. يمكن أن يؤدي التضليل إلى تقويض الثقة في كل من القادة ووسائل الإعلام.

هناك أيضاً تحدي الخصوصية مقابل الشفافية؛ قد تكون حياة القادة أكثر عرضة للخطر، مما يؤثر على قدرتهم على الحكم.

كما قد نحتاج الى تحسين مشاركة المواطنين من خلال وسائل الإعلام التفاعلية، مما يسمح للقادة بتلقي ردود الفعل في الوقت الحقيقي. ومن الممكن أن تعمل المنصات الاعلامية على التمكين من الحكامة التشاركية بشكل أكبر. ومن الممكن ايضا أن تستخدم وسائل الإعلام تقنيات جديدة لمساعدة الجمهور على فهم القضايا المعقدة، ومساعدة القادة في التواصل.

باختصار، ستكون العلاقة بين القادة في المستقبل ووسائل الإعلام ديناميكية، وتتأثر بالتقدم التكنولوجي، والاعتبارات الأخلاقية، والتغيرات المجتمعية. سيتعين على القادة أن يتحركوا في مشهد إعلامي معقد للتواصل بشكل فعال، والحفاظ على الثقة، ومعالجة التحديات العالمية، في حين يتعين على وسائل الإعلام أن توازن بين الحاجة إلى السرعة والمشاركة والدقة والمسؤولية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى