فيديو زيان وصورة المحامين الشباب

سعد كمال

 خرج مجموعة من المحامين الشباب على جادة الصواب، و سخن عليهم رأسهم، بعدما لم يجدوا قضايا للترافع عليها، فتجندوا للدفاع عن المحامي المشطب عليه، المدان قضائيا بجرائم الحق العام،  بعدما قاده طيشه إلى  السقوط في هاوية شهواته، و إطلاق لسانه على الهوى، متجاهلين  الحقيقة، رغم أن شرف المهنة يقتضي التأكد من الوقائع، و هم متأكدون منها، لكن عمت عنها أبصارهم.

و كما يقول أمير المؤمنين، الخليفة، عمر بالخطاب ( رضي الله عنه):” اقم الحجة و إلا أوجعتك”. 

و يستدعي هذا الزيغ الادلاء بمجموعة من الملاحظات:

اولا: أن هؤلاء المحامين الشباب، أخلوا بشرف المهنة، لأن الدفاع يقتضي الوضوح و الشفافية، ليس  البحث عن الشهرة من خلال ” تضامن” مزعوم بأخذ صورة جماعية أمام قصر العدالة.

ثانيا: أن عدد هؤلاء المحامين الشباب، لا يتجاوز 50، فقط، يمارسون المهنة بهواية، و تحكمهم نزوعات إديولوجية، و هو عدد قليل قياسا إلى عدد المحامين، الذي وقفوا يرافعون عن الراحل محمد نوبير الأموي، حيث وضع إنابته 1000 محامي، في وقت وقف في محمد زيان وحيدا.

ثالثا: ان اتحاد جمعية المحامين الشباب بالمغرب، تهيمن عليه هيئات تخضع لتأثير  المحامي محمد الجاوي، الذي يستخدم  قضية زيان للضغط على النظام القضائي في أعقاب المحاكمات التي يواجهها أتباع جماعته: العدل و الإحسان.

رابعا: أن هؤلاء محامين، أغلبهم غر بالمهنة، يفتقد إلى الحنكة و الرزانة، و يقودهم الاندفاع و البحث عن موطئ قدم في الساحة، و هو ما لا يمكن أن يتأتى بمثل هذه البهلوانيات، و الدليل أن كبار المحامين و النقباء و هيئاتهم،  نأووا بأنفسهم عن هذا السخب و الضجيج، الذي يريد الاتحاد إحداثه، كما أن لا محامي من هيئة الرباط، التي كان زيان مسجلا في لوائحها أو أحد النقباء السابقين لها، وضع إنابته عنه، لأنهم يعرفون أن المحاكمة توفرت فيها كل شروط المحاكمة العدالة، و أن زيان يعاقب على ما اقترفه من جرائم، و بالتالي فهو ليس اهلا لأي تضامن.

 هذا ما يسميه إخواننا المصريون ب ” الفهلوة”، فبعد ” الفيديو” الذي سربه الموقع الإلكتروني الذي في ملك زيان نفسه، و الذي ظهر فيه زيان خلال استقدامه أمام المحكمة، و ما تلته من محاولات لكسب بعض الشفقة، و استدرار الدموع، و تسول ” اللايكات”، و ما رافق ذلك من حديث عن السن و الوضع الصحي، و كأنهما موجيبان لإسقاط العقوبة، و بعد فشل هذه المحاولة، خرج اليوم هؤلاء المحامين الشباب، في صورة جماعية،    مستغلين هم أنفسهم، هذه اللقطة من أجل الظهور، لا الدفاع، لأن الدفاع يكون داخل قاعة المحكمة، بالمذكرات و المرافعات.  

و ليس غريبا أن الكاميرا التي صورت الفيديو، هي نفسها التي التقطت الصورة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى