خطة ترامب المجنونة.. ها قد بدأت التراجعات!

التراجعات بدأتها المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، وليس أحدا من خارج المنظومة الترامبية.
قالت أمس إن ترامب كان يدعو إلى إعادة توطين “مؤقت” للفلسطينيين، لكن الحقيقة أنه تحدّث بالنص عن “إعادة توطين الناس بشكل دائم”.
وعن الطريقة التي سيُسيطر من خلالها ترامب على القطاع، قالت ليفيت إنه “لم يلتزم بإرسال قوات برية على الأرض في غزة”، حيث أكدت “الرئيس ترامب لم يلتزم بإرسال جنود أمريكيين إلى غزة. الرئيس يعتقد بأنه على أمريكا التدخل في غزة لحل المشكلة. الولايات المتحدة لن تدفع تكاليف إعادة بناء غزة. هذه فكرة غير تقليدية، وهدف الرئيس هو تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط لجميع شعوب المنطقة.”
مع أنه قال: “الولايات المتحدة ستتولّى السيطرة على القطاع، وسنفعل ما هو ضروري”.
لم تضف جديدا بخصوص التكاليف، إذ أكّدت أن بلادها “لن تدفع تكاليف إعادة بناء غزة”، مضيفة أنها “لن تنفق أموال دافعي الضرائب الأمريكيين على إعمار غزة، بل ستعمل مع الشركاء في المنطقة”.
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حول مقترح الرئيس ترامب لسيطرة الولايات المتحدة على غزة : “ما أعلنه الرئيس ترامب أمس هو العرض واستعداد أمريكا لتحمل المسؤولية عن إعادة الإعمار، وسيتعين على الناس أن يعيشوا في مكان ما أثناء إعادة الإعمار، الولايات المتحدة ستزيل الحطام وتنظف المكان من كل الدمار، إنها مهمة ضخمة، لم يكن المقصود منها أن تكون خطوة عدائية، بل كانت خطوة سخية للغاية”.
الجديد هنا لم يغيّر في بشاعة الفكرة من محاور تحدثنا عنها سابقا (تصفية القضية، تهديد الأمن القومي لمصر والأردن، وفتح المجال لهيمنة صهيونية على المنطقة)، ولا لوقاحة مَن طرحها من حيث مطالبته دولا عربية (عبر البلطجة) بتمويل مشروع صهيوني الوجه واليد واللسان، لكننا نتحدث عن تراجع سريع تمّ بعد 24 ساعة من الإعلان الرسمي خلال لقاء نتنياهو في البيت الأبيض.
هذا كائن يتخبّط، ولا ينبغي لأحد أن يخشاه في ظل الوضع الدولي الراهن، وفي ظل اشتباكاته المجنونة مع الداخل والخارج، ويكفي أن أي دولة مُعتبرة في العالم، بما في ذلك حلفاء الأمريكا، لم تؤيّد فكرته، بل بادرت الغالبية إلى رفضها، على تفاوت في حدّة الرفض.
هذا لا يعني النوم في العسل، بل يوجب مزيدا من الفعل والتحدّي حتى يحمل فكرته ويرحل إلى الجحيم، كما حدث مع صفقته السابقة (صفقة القرن).