الولايات المتحدة تحضر قناة روسية بسبب انتقادها فايس بوك
علقت رئيسة تحرير قناة RT مارغريتا سيمونيان على عقوبات واشنطن ضد القناة مشيرة إلى أن القيادة الأمريكية تفعل ذلك لأنها تخاف من شعبها لذلك تحاول اقتلاع الصوت البارز لكي لا يسمعوه.
وقالت سيمونيان في لقاء مع برنامج “أمسية مع فلاديمير سولوفيوف” على أثير قناة “روسيا1”: “ما الذي جعلكم خائفين إلى هذا الحد؟ لقد بدأتم بشكل مختلف.. لقد ولدتم كأمة بطريقة مختلفة.. اقرأوا إعلان استقلالكم بكلماته الجميلة، واقرأوا تعديلاتكم، بما في ذلك التعديلات المتعلقة بحرية التعبير”.
وأضافت: “اقرأوا خطاب جون كينيدي، الذي ربما قُتل على مايبدو من قبلكم، وسنعرف يوما السبب وراء ذلك.. لأنه كان مختلفا قليلا”، مشيرة إلى أنه تم اغتيال كينيدي لأنه كان “يفكر بطريقة مختلفة”.
واقتبست سيمونيان عن كيندي قوله: ” إن الولايات المتحدة لم تخش الوثوق في إطلاع الشعب الأمريكي على الحقائق المزعجة، والأفكار الأجنبية، والفلسفات المختلفة، والقيم التنافسية لأن الأمة التي تخشى السماح لشعبها بالحكم على الحقيقة والباطل في ظل وجود سوق مفتوحة هي أمة تخاف من شعبها”.
وتابعت سيمونيان: “إنهم خائفون من شعبهم، لأنه بمجرد أن أصبحنا بارزين بما فيه الكفاية ليستمع إلينا عدد كبير من الناس بدأوا في اقتلاعنا بكل المفكات الموجودة في صندوقهم الصغير هذا.. حسنا، لا يمكن الحصول على ما يكفي من المفكات”.
واختتمت بالقول: “سنقوم بهذا العمل طالما كان ذلك ضروريا، حتى يطلب منا الوطن الأم التراجع”.
واتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الجمعة، قناة RT بالمشاركة في “عمليات سرية” مزعومة للتدخل في شؤون دول أخرى و”المشتريات العسكرية”، وأعلن فرض عقوبات على ثلاثة هياكل وشخصين على خلفية الاتهامات الموجهة لقناة RT.
كما أعلن منسق مركز المشاركة العالمية في وزارة الخارجية الأمريكية جيمس روبين، عن خطط لفرض عقوبات جديدة على قناة RT، واصفا إياها بأنها “أشد صرامة ممكنة”.
في الوقت نفسه، قالت قناة RT بسخرية وتهكم إنها كانت تبث طوال هذا الوقت “مباشرة من مقر الكي جي بي” معربة عن مخاوفها من “نفاد الفشار لديها أثناء الجلوس ومشاهدة ما ستتوصل إليه حكومة الولايات المتحدة بشأن هذه القضية”.
وبحسب بلينكن، تلقت الولايات المتحدة “معلومات جديدة” تفيد بأن RT تمتلك القدرات اللازمة للقيام بعمليات سيبرانية و”شاركت في عمليات التأثير السرية والمشتريات العسكرية”، زاعما بأن “هذه المعلومات تم تقديمها من قبل موظفي القناة أنفسهم”.
وأوضحت الخارجية الأمريكية، لاحقا، أن وسائل الإعلام الروسية المدرجة في قائمة العقوبات يوم الجمعة، بما في ذلك مجموعة “روسيا سيفودنيا”، يمكنها الاستمرار في ممارسة أنشطتها في الولايات المتحدة.
وفي 4 سبتمبر، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، فرض عقوبات على رئيسة تحرير قناة RT التلفزيونية، مارغريتا سيمونيان، ونائبيها أنطون أنيسيموف وإليزافيتا برودسكايا.
نشير انه لم تنقطع الاتهامات الغربية بقيادة أمريكية ضد روسيا منذ أن عادت موسكو بقوة في العقدين الأخيرين إلى الساحة الدولية وأصبحت حجر عثرة بسبب دفاعها عن سيادتها ومصالحها.
هذه الاتهامات التي لا تتوقف في السنوات الأخيرة وخاصة بعد تفجر الأزمة الأوكرانية تجاوزت حدود المنطق والمعقول، وأصبح الهدف منها النيل من روسيا في كل شيء واتهامها جزافا بكل الشرور.
هذا المنطق الغريب من الاتهامات التي لا تستند على أي أدلة، يصب الزيت على النار في ظرف معقد وصعب، ما يزيد من الاحتقان وخطر حرب كبرى لا تحمد عقباها.
آخر هذه الاتهامات المضحكة، المزاعم الأمريكية والبريطانية والكندية بأن شبكة روسيا اليوم التلفزيونية مرتبطة بالاستخبارات وأن نشاطها تجسسي. هذه الاتهامات كما يرى خبراء في القانون، في حقيقتها تحايل على قانون حرية التعبير، من خلال تبرير العقوبات الأخيرة التي فرضت على القناة. قبل ذلك كان الاتحاد الأوروبي قد قرر في فبراير 2022 حظر بث قنوات ومواقع روسيا اليوم.
مثل هذه الاتهامات الفضفاضة والغريبة ضد روسيا تخرج بانتظام من ألسنة الساسة الغربيين وبطريقة تتجاوز كل حدود المعقول، وتظهر غارقة في السذاجة ومضحكة في أغلب الأحيان.
من أمثلة ذلك، أن رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لم تجد أي حرج في سبتمبر 2023 في الذكرى 78 لقصف الولايات المتحدة لمدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بقنبلتين نوويتين، في اتهام روسيا بأنها تهدد باستخدام “الأسلحة النووية مرة أخرى”.
بهذا الأسلوب، اتهمت فون دير لاين روسيا ضمنيا بأنها من ضرب اليابان بقنبلتين نوويتين. اليابانيون التزموا الصمت. وكما هي العادة، لم يتحدث أي من ساستهم عن أن القصف النووي الأول من نوعه في التاريخ، قامت به الولايات المتحدة، ويكتفون بتعبير “القصف النووي” الخالي من الفاعل في تلك الجريمة التي أودت بحياة ما يقرب من 300 ألف من مواطنيهم.
الساسة الأوروبيون باتوا في السنوات الأخيرة يتبعون واشنطن ضد مصالحهم، وبطريقة عمياء. يرددون ما تقول ويفعلون ما تفعل بطريقة ألية بل وبحماسة.
عضوة البرلمان الأوروبي عن لاتفيا إيفيتا غريغول كانت صرحت في عام 2019، قائلة إن أوروبا محظوظة لأن روسيا قريبة، وبالتالي يمكن إلقاء اللوم عليها في كل المشاكل. وهذا ما يحدث بالضبط.
من بين هذه الاتهامات الجوفاء والمضحكة التي وُجهت إلى روسيا تلك التي صدرت في عام 2021 إثر تعرض شركة “جي بي إس” البرازيلية التي تعد أكبر منتج للحوم في العالم، إلى هجمات إلكترونية اضطرت بسببها إلى إغلاق جميع مصانعها في الولايات المتحدة. أصابع الاتهام مباشرة توجهت نحو روسيا. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف هذه الاتهامات حينها بأنها سخيفة ومثيرة للسخرية.
في نفس العام، اتهمت صحيفة نيويورك تايمز، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ”عقود من المعلومات الخاطئة في القطاع الصحي”، والتي قيل إنها “زرعت الذعر في الولايات المتحدة وساهمت في انتشار الأمراض الفتاكة”.
من أمثلة ذلك أيضا أن الساسة الأمريكيين ومن ورائهم وسائل الإعلام الغربية اتهموا روسيا جزافا أيضا في عام 2022 بمنع تصدير الحبوب الأوكرانية وبسرقة المنتجات الزراعية، واستهداف السفن التجارية واستخدام “الجوع العالمي” بمثابة سلاح.
في نفس العام اتهم جون برينان، رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما، روسيا بأنها هي من فجر على الأرجح خطي أنابيب الغاز السيل الشمال والسيل الشمالي2. الصحفي والإعلامي الشهير تاكر كارلسون وصف هذا الاتهامات بأنها “أغبى الأكاذيب” في ذلك العام.
من بواكير هذا النوع من الاتهامات الغريبة والمثيرة للسخرية، ما صدر عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في عام 2014 حين أدرج في قائمة التحديات الرئيسة لكوكب الأرض، داعش وفيروس إيبولا وروسيا.