السفينة والغلام والحائط

نحن الولادة الثانية لآدم الثاني نوح عليه السلام ،بعدما ذهب الله بالإنس والأرض ولم يبقى على وجهها الا السفينة ومن كل نوع زوجين .
والقرءان كاد ان يكون موسى ،أسطورة تحدي الطاغوت واعتى قوة تحكم العالم وتحرير شعب اسرائيل ومماليك داوود وسليمان والنبوة والحكم .
كما ان مغرب الارض مستقر الاولياء والبركة والخضرة والماء ولحم الطير وما تشتهي الانفس وملاذ العلماء والانبياء و الصلحاء ،سطحت وبسطت علما وكثيرا من المن والسلوى .
هذه الواقعة التاريخية واهميتها المركزية في النص القراني تطرح سوْال التفسير، هل التفسير بأسباب النزول كاف ؟ ام بالعلل ؟ ام بالمقاصد ؟
او نحن محتاجون الى نظرية جديدة في فلسفة التاريخ بناءا على النصوص وما توفر لدينا من تراث قديم ؟
فتوجه موسى المنتصر على فرعون ومحرر شعب اسرائيل الى ملتقى البحرين بحثا عن السؤال ليس بالصورة او القصص الغريب للتسلي والعجب وإنما غور في تركيب فلسفة حول المجتمع المتمثل في السفينة والذي يجب حمايته من تغول الملك الظالم الغاصب للحقوق ،فالحكم والظلم لايتعايشان ، فالإنسان يعايش الوحوش ولا يطيق الظلم والملك لا يدوم بدون عدالة اجتماعية واضغان لقيم التعاون والأمن والعمل والاخذ بأسباب الوجود والديمومة .
اما الغلام فانه سيسود الارض ويملأها طغيانا وكفرا وغذرا ،فقليل من السلطة قليل من الفساد ، والرشد قيمة أساسية والإنسان والسلطة شيء واحد والقيم هي المحدد الأساس في بناء فلسفة السلطة والحكم ،كما انها ان فسدت فسدت الارض والبحر وما يجمع بين الناس ،فهي محل المضغة من القلب وانها لآخر شهوة تخرج مع روح الغلام .
ولايستقيم مجتمع ولا تعدل وتصوب سلطة بدون حماية ممتلكات الناس ،فالبحث عن الثروة والحفاظ عليها وتوزيعها بين الناس حتى لاتكون دولة بين الأغنياء والبخلاء ، فالناس شركاء في ثلاث ؛ الماء والنار والكلأ ،وأما الحائط فلن يطلب الخضرعليه اجرا.
ياموسى لن تستطيع معي صبرا ، فان للمجتمع منطق وللسلطة منطق وللثروة منطق وان بني اسرائيل مقبلون على الحكم والنبوة وليس جميل القول ،فان الله يزع بالسلطان ما لايزع بالقران.

كاسة البشير مونبليي فرنسا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى