GIL24-TV صراع المليارات ضد العاطفة: هل ولاؤك للفريق “حب أصيل” أم “سلعة مصنّعة”؟

هل الحب الأبدي للفريق نابع من جذور نفسية واجتماعية عميقة، أم هو نتاج سيطرة التسويق ومليارات العلامات التجارية؟
في هذا الحوار الفكري المعمق، نحاول فك الاشتباك المعقد بين دوافع النفس البشرية من ناحية، وقوة الاقتصاد والتسويق الجبارة التي حولت الأندية إلى مؤسسات عملاقة من ناحية أخرى.
الولاء.. حاجة نفسية أصيلة أم خطة تجارية مُحكمة؟
وجهة نظر ترى أن الولاء أصيل: يقوم هذا الرأي على أن الانتماء لنادي كرة القدم يُشبع احتياجات إنسانية أساسية وعميقة مثل الانتماء وتكوين الهوية. فالأندية أصبحت “أشبه بقبائل حديثة” تمنح الفرد شعوراً بالقوة والفخر المشترك. ويتم تفعيل ذلك من خلال نظريات مثل “نظرية الهوية الاجتماعية”، ويصل الولاء لمراحل عليا في هرم ماسلو للاحتياجات، مثل الحاجة للتقدير وتحقيق الذات. ويؤكد هذا الرأي أن الرابطة العاطفية قد تكون “حباً غير مشروط” يتجاوز منطق المكسب والخسارة، كما يظهر في استمرار الولاء لأندية لا تحقق بطولات كبرى باستمرار، مثل الاتحاد السكندري.
وجهة نظر ترى أن التسويق هو المهيمن: تؤكد هذه النظرة أن الأندية الكبيرة تحولت إلى “شركات عملاقة” تدار بعقلية تجارية بحتة، وأن المنافسة انتقلت إلى ساحة بناء “العلامة التجارية” (البراندينج). يتم استثمار مبالغ خرافية لرفع قيمة العلامة التجارية (Brand Equity)، وشهدنا مؤشرات قوية على ذلك مثل تفوق مانشستر سيتي على ريال مدريد كأقوى علامة تجارية كروية عالمياً في 2023.
كيف يتم تصنيع ولاء المشجع؟ تستخدم الأندية وشركات الرعاية أدوات علم النفس بذكاء شديد، بما في ذلك سيكولوجية الألوان والتسويق الخفي (Subliminal Marketing)، ونظريات تقسيم الجمهور (مثل فالس – VALS) لاستهداف كل شريحة بالرسالة المناسبة. كما يتم استخدام “نموذج AIDA” لتحويل العواطف إلى قرار شراء. ونتيجة لذلك، فإن اللاعبين أنفسهم يتحولون إلى “علامات تجارية تسير على قدمين”، لدرجة أن مغادرة نجم كبير مثل ليونيل ميسي تسببت في خسارة كبيرة لقيمة علامة برشلونة التجارية (حوالي 137 مليون يورو).
الخلاصة: يُقر الحوار بأن الحقيقة تكمن في “منطقة رمادية”. فالمشجع الذي يشعر بانتماء عاطفي عميق هو نفسه الذي يستهلك المحتوى ويشتري الطقم الجديد كل عام. التسويق قوي جداً ويمكنه توجيه واستغلال المشاعر الأصيلة، ولكنه قد لا يكون هو من يخلقها من العدم.
شاركنا رأيك في التعليقات: ما هو الدافع الأقوى لولائك لفريقك المفضل؟