GIL24-TV اقتصاد المبدعين في المغرب: أرقام بمليارات الدولارات ومصير ضريبة 30% والذكاء الاصطناعي

يدخل هذا التقرير في عمق قطاع “اقتصاد المبدعين” (Creator Economy) في المغرب، والذي تحول من مجرد هواية إلى قطاع اقتصادي حقيقي. ويوضح التقرير أن هذا القطاع يضم “أمة رقمية” كاملة، حيث يمتلك 22.8 مليون مغربي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي. كما يشير إلى أن صادرات المغرب من الخدمات الرقمية، وصناعة المحتوى جزء كبير منها، وصلت قيمتها إلى 2.88 مليار دولار كعملة صعبة تدخل للاقتصاد الوطني.
يناقش التقرير أدوار المنصات المختلفة؛ فيوتيوب يُعتبر “التلفاز البديل” للمحتوى الطويل، وتيك توك هو “الطاقة الجديدة” بين الشباب، بينما يبقى فيسبوك “الساحة العمومية الكبيرة” للنقاشات. كما يستعرض طرق تحقيق الدخل الأساسية، مثل عائدات الإعلانات الكلاسيكية، أو الهدايا والتكبيس في البث المباشر على تيك توك، وطريق المحترفين عبر عقود الإشهار مع الماركات الكبيرة.
ويسلط الضوء على التحديات الكبرى التي تواجه الصناع المغاربة، ومن أهمها تحدي انخفاض السي بي إم (CPM) للمشاهد المغربي مقارنة بأوروبا أو دول الخليج، مما يدفع صناع المحتوى إلى إنتاج محتوى بكميات كبيرة أو استهداف الجالية المغربية في الخارج. ويُعد المشكل الأكبر هو أن 80% من الفلوس التي تُحط في الإشهار الرقمي في المغرب تذهب مباشرة إلى جيوب جوجل وميتا، مما يعني خروج الثروة من البلاد.
ويكشف التقرير عن التغييرات الجذرية التي أحدثها قانون المالية لسنة 2025، حيث ألغى “المنطقة الرمادية الضريبية” وفرض ضريبة جديدة بنسبة 30% تُقتطع من المنبع على المؤثرين. ويُشير إلى أن هذه النسبة تُحسب على المبلغ الإجمالي وليس على الربح الصافي، مع تجاهل مصاريف المبدع. كما تزير مكتب الصرف اللعب، عبر فرقة خاصة تقتفي أثر الأموال الداخلة من الخارج وتُلزم بإدخالها للمغرب في وقت محدد.
وفي الختام، يركز التقرير على الفرص الجديدة، مثل جهة الشرق التي وجدت في صناعة المحتوى بديلاً اقتصادياً، والنجاح في استهداف الجالية، وصعود المحتوى الأمازيغي والريفي. ويطرح التقرير سؤالاً استراتيجياً حول مستقبل القطاع، حيث يُعد الذكاء الاصطناعي (مثل المؤثرة الافتراضية كانزاليلي) والقدرة على بناء السيادة الرقمية من خلال إنشاء منصات وطنية، هما الكلمتان اللتان ستحددان مستقبل هذا القطاع كله.

——————————————————————————–
لتبسيط الأمر: يمكن النظر إلى اقتصاد المبدعين في المغرب كـسفينة عملاقة تحمل ثروة هائلة (مليارات الدولارات)، لكنها تواجه الآن عواصف ضريبية وتنظيمية (قانون 2025)، وفي الوقت ذاته، جزء كبير من حمولتها (80% من الإعلانات) يذهب إلى موانئ أجنبية، مما يضع مستقبلها تحت رحمة بناء سيادتها الرقمية الخاصة.
ما قيمة صادرات الخدمات الرقمية؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!