خطاب ملكي باشارات واضحة من أجل الإنسان المواطن

الطيب الشكري

لم يعد الوقت يسعف الأحزاب السياسية لتقديم قرائتها للخطاب الملكي بمناسبة الذكرى العشرون لعيد العرش لأن ما جاء في الخطاب السامي لعاهل البلاد كان واضحا و لا يحتاج إلى من يشرح مضامينه إلى أبناء الشعب المغربي و بخاصة شبابه بل الأكثر من هذا لقد وضع الخطاب الملكي الحكومة بكافة مكوناتها معارضة و أغلبية و حتى أحزاب سياسية غير مشاركة أمام مرمى سؤال الحقيقة الذي تجاهلته هذه المكونات جميعها في عدد من المحطات محاولة في عدد من المناسبات تجميل صورتها التي لم تعد كما كانت في السابق بسبب تراكم الفشل في التعاطي مع العديد من الملفات الحارقة و بخاصة تلك التي لها ارتباط مباشر بالمواطن البسيط الذي وجد نفسه في مواجهة مباشرة و غير متكافئة بالمرة مع حكومة لا تتقن سوى الضرب تحت حزام القدرة الشرائية و أحزاب غارقة في المصالح الذاتية حتى أخمص قدميها.

لقد عرى خطاب العرش واقع مكونات السلطة التشريعية و التنفيذية التي استنفدت مهمتها دون أن تعطينا ما يمكن أن نضعه في خانة الإنجازات الحقيقية التي يلامسها المواطن و بخاصة ذوي الدخل المحدود بعد أن تجاوزها الزمن السياسي الوطني بمسافة زمنية كبيرة أصبحت مطالبة اليوم و أكثر من أي وقت مضى بتقديم كفاءات وطنية للمرحلة القادمة التي ستكون حاسمة في مسيرة وطن يحتاج اليوم إلى خلخلة و إلى رجة في العديد من المستويات و على رأسها الملفات ذات الطابع الإجتماعي ، لقد انتهى عهد تقلد المناصب الحساسة لا لشيء سوى لأنك عضو في أمانة عامة لحزب ما حتى و إن كنت تملك الشهادة الابتدائية التي تأهلك لان تكون مجرد كاتب ظرف بريدي و نترك الكفاءات في قاعة الانتظار لأنها لا تملك سوى جهدها العلمي و مسار دراسي يمتد لسنوات و لم ترق في يوم من الأيام إلى جوقة المكاتب السياسية للاحزب ، لقد وضع الخطاب الملكي الأحزاب السياسية أمام مسؤولية كبيرة أساسها العلم و التحصيل و الكفاءة بعيدا عن لغة الإنتماء و القرب من الزعيم الحزبي الذي تفتح أمامه جميع الأبواب أو لنقل إنتهى زمن تعيينات المراضات و المحاباة على حساب الوطن الذي يعيش إنسانه اليوم أصعب لحظاته في ظل تنامي المشاكل التي تطوقه من كل الجهات فمن غير المنطقي أن نرى كفاءات حقيقية تعيش على الهامش فيما التفاهات تتقلد المناصب بل الأكثر من هذا تقرر في السياسات العمومية للدولة لتكون النتائج كارثية بكل المقاييس و الخاسر الأكبر هو المواطن الذي يتألم جلالة الملك لحاله و الذي لا يسر عدو و لا صديق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى