..عن صرخة متشرد يطلب السجن بدل قسوة البرد

كتب الصحفي و الدكتور محمد طاقي في تدوينة له عن معاناة و ظروف الأشخاص المتشردين بمدينة وجدة، خاصة في هذه الفترة التي يعرف فيها المغرب موجة برد قارس.

وكتب محمد طاقي خطابا تمثيليا لمتشرد دون مأوى، يعترف بذنب لم يقترفه و بجريمة لم يرتكبها ويخاطب القاضي و يطالبه بحمايته وتوفير ملجأ له ولو على حساب حريته، في ظل غياب ملجىء يحميه قسوة البرد و يوفر له طعاما و شرابا وحماما ساخنا كما ورد في التدوينة التي لاقت إعجابا كبيرا و تعاطفا من طرف رواد موقع التواص الإجتماعي فيسبوك.

إليكم نص التدوينة :

في السجن سيدي القاضي يوجد مأوى وثلاث وجبات يومياً وغطاء للدفء وحمام ساخن مرتين في الأسبوع وأصدقاء أتجاذب معهم أطراف الحديث..
سيدي القاضي أنا مجبر للاعتراف بجريمتي المتعمدة كي أعيش بالسجن الرحيم على أن أعيش خارج أسواره القاسية والباردة والمليئة بانعدام الأمن..
وأنا حر أتعذب من نظرات الازدراء المهينة التي يرمقني بها المارة. لكن في السجن لا أحد يزدريك أو ينتقصك بنظراته.

سيدي القاضي أفضل السجن الهادئ على حرية المهانة.. ففي السجن على الأقل أنا إنسان، في الشارع أنا مجرد صعلوك بل متشرد .. ربما قمامة على الرصيف.
أيها القاضي في شوارع المدينة دائما أكون مضرباً عن الطعام فثمة سخط على مد اليد للناس.. 
كسجين أعيش بكرامة محافظاً على ماء وجهي، ولا أمد يدي لأحد متوسلا رغيف الصباح.

محمد طاقي

يذكر أن طاقي بصفته فاعلا جمعويا سبق له أن أطلق وشارك في العديد من المبادرات الخيرية في مجال رعاية المتشردين بعدما كان من الأشخاص السباقين لمبادرة “فطور اكسبريس” والتي يوزع فيها شباب مدينة وجدة أكياسا تحمل وجبات وألبسة لفائدة الأشخاص بدون مأوى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى