المــــغاربـــة بــيــن كُـــورُونـَــا : الــفـيــروسْ الــقــاتـلْ .. والــطـابــورْ الـــخــامــسْ الخــائـنْ

مــحــمــد ســـعـــدونــــــــي.

أولا وقبل كل شيء، لا نبغي من هذا المقال تشكيكا أو تخويفا أو تزييفا، أو تقليلا من مجهودات السلطات الطبية الإدارية والعسكرية المغربية في مواجهة هذه ” الجائحة ” الفتاكة للناس بدون تمييز،  بخلاف ما عهدناه من  أمراض وأوبئة ما زالت تفتك بالأوساط الفقيرة والأماكن البيئية الهشة والمهمشة مثل الكوليرا والسل…، بسبب الفاقة  والجفاف والحروب والصراعات الطائفية .

من كان يظن أن تغزو  ” كورونا ” العالمَ بإسره بدون سابق إنذار وفي وقت قياسي،  بَـدْأَ من الصين لتجتاح دولا متقدمة ورائدة في الطب والبحث العلمي المتعلق باكتشاف الأمصال واللقاحات للحد من الأمراض والأوبئة ذات الدمار الشامل، من كان يتوقع أن تفرض علينا  “كورونا ” العزلة وغلق المدارس والإدارات والحدود السياسية، والتضحية بشريان الخطوط البرية والبحرية والجوية، والنتيجة – مثلا – أصبحت شريحة عريضة من إخواننا في المهجر تعيش هذا الرعب المعدي بعيدا عن حنين الوطن والأهل والأحباب والأصحاب في بلدان  تملك أفضل الأنظمة الصحية في العالم، حتى أنه من الحكمة والمسؤولية والتبصر ، وجب علينا – نحن المغارب –  أن نتعامل مع الحالة كواقع مفروض بدون استهتار ولا مبالاة، لأن الواجب الوطني والأخلاقي أصبح ضرورة ملحة بتضافـر كل الجهود حتى نخرج بأقل الأضرار من هذه المصيبة الوبائية العالمية ، لأننا أصبحنا كـــلــنا معــنــيــين.

كـورونــا وتـجــار الأزمــة و ..الـــــــطــــــابـــــــورْالـــــخـــامــــسْ :

بعيدا عن المزايدات الكلامية والإعلامية، والإشاعات المغرضة، فقد حان الوقت لنراجع ذواتنا وأنفسنا وسلوكاتنا وحتى لا  ندع ” كورونأ ” يتفشى و يدمر بكل أريحية ، وحتى لا يصيبنا كما أصاب  في الصين وإيران وإيطاليا، فقد دقـّـتْ ساعة الجد، وحان الوقت للتخلص من الأنانية والجري وراء المصالح الشخصية الضيقة، فكورونا ( أو كوفيد 19) لا تفرق بين الغني والفقير، وبين الحاكم والمحكوم وبين.. النبيل والوضيعْ ، و ” كوفيد 19 ” لا تفرق بين الوطني المخلص والمنضبط  وبين الطابــور الخامسْ، خاصة وأنه لحد الآن لم تتوصل أعـتى المختبرات إلى  صنع لقاح للقضاء على هذه  ” الجائحة”، يقول أحد السياسيين  “(فقد تابع المغاربة  مشاهد تمرد شاذة وصادمة من طنجة وتطوان  على حالة الطوارئ الصحية، و الأمر لا يتعلق بتعنت شخص أو ثلاثة أشخاص بل بمسيرات جابت  الأحياء، أصحابها يعتقدون أن التكبير والابتهال إلى الله كاف، وأن الحياة يجب أن تستمر بصورة عادية”.)، وهو ما يعتبر تمرد مجاني وغير مسؤول  ضد الحجر الصحي لكافة المغاربة، للحفاظ على أمنهم الصحي وأمن عائلاتهم، وتوفير ظروف نفسية ملائمة ، بعيدا عن المزايدت والإشاعات، في انتظار اللقاح  الطبي  والفرج الإلاهي الشافي  .

فمع بداية المواجهة في  حربنا ضد كورونا، لاحظنا  تغيرا كبيرا ب : 360 درجة في سلوكات تجار الأزمة “والهمزات” وعلى نحو سريع وغريب لا تتماشى وتتوافق مع الوضع العام للوطن المغربي  في  هذه الظروف الطارئة  ، ومع الأسف فإن المواطن المرعوب والمنكوب في وعيه وثقافته وفي جيبه  هو من أعطى  الضوء الأخضر لتفشي تجار الأزمة والاحتكار في الصيدلية والأسواق ” والبوطا كازْ” ، و “(من هنا سوف تتشكل – مرة  أخرى – طبقة جديدة في المجتمع طبقة تتكون من تجار بسطاء ووسطاء، وآخرون وهؤلاء هم الخطر المحدق بعينه  يحركهم  أصحاب الأموال مجهولة المصدر،  بخيوط فكرية ودينية وانفصالية  !!! و السؤال :  من يكونوا هؤلاء، ولماذا يختارون طريق التشكيك والإشاعة لنشر الفوضى والفتنة والقلائل وتهييج الرعاع والغوغاء ؟

فهذا  النوع من البشر  لا يهمه الشعب لا الصحراء المغربية ، ولا ” فكري مــولْ السمك” ولا حتى ” كـورونـــا ”  بل ما يهمه  تخريب الوطن،  وتجارته المشبوهة التي غالباً ما تكون مسنودة من دول أجنبية  ( اسبانيا – الجزائر – هولندة)، والآن نقول لهم “: أين المفـر؟”  لأن  مشروعهم في أزمة ” كورونا” مصيره الفشل لا محالة، ولأن الأنظمة الراعية لهم أصبحت في مهب  وباء كورونا، …فلا عزاء لهم إلا في وطنهم وفي إبداء التوبة النصوحة.

فهذا الطابورْ الخامسْ  المغربي قبل  “كـــوفيــد 19 ” كان  عبارة عن عميل طيع ومعارض حقوقي مشبوه،   يعمل في الخفاء خوفاً من الأمن والمخابرات، ، لكن الوضع المتأزم جعل عمله أصعب وغير ذي جدوى وطابور خامسْ ” ورقة محروقة ” ،لأنه أصبح يصر على تفشي هذه العدوى  التي أصبحت تشغل الوطن  عنه وعن تجارته وخيانته النتنة التي لا رواج لها في المملكة المغربية.

ويبقى أن نذكرهم أن حظهم يبقى أحسن من جزائريين معارضين كانوا على  حق،  والذين نكل بهم  نظام العسكر الحركي الجزائري في العشرية السوداء، بعقابهم بأقل جرم ضد الإنسانية،  حين  ألقى كابرانات فرنسا القبض على الآلاف من المعارضين الجزائريين بتهمة التخابر مع جهات أجنبية،  وبأمر من فرنسا جمعهم كابرانات ” ميتران ” آنذاك في الشاحنات وحملوهم  إلى معسكرات الاعتقال في الصحراء الجزائرية (…) التي جربت فيها فرنسا قنبلتها الذرية سنة 1960، لكي يلتقطوا ما تبقى من إشعاعات القنبلة الذرية الـديــكوليــة الفرنسية، يتـبـع-

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى