ماذا بعد قرار مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في غزة؟

بتاريخ 25 مارس 2024، اعتمد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ، للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر، قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، وهو ما سيؤدي إلى هدنة مستدامة طويلة الأمد. وصوتت 14 دولة لصالح القرار، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت. إلا أن نص القرار لا يربط وقف إطلاق النار بالإفراج عن المختطفين، وهو ما يشكل حجر عثرة أمام إسرائيل.

هل القرار ملزم؟

قال الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانس إن قرار مجلس الأمن الدولي للوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان ملزم.

جاء ذلك في مقابلة لكوبمانس مع صحيفة El Pais، حيث تابع: “إن قرار مجلس الأمن الدولي ملزم. ويجب على إسرائيل و(حماس) الالتزام به. وفيما يتعلق بالوصول الكامل للمساعدات الإنسانية، وهو أمر ضروري أيضا، فمن الواضح أن إسرائيل لا تمتثل لهذا القرار، ولا يتم تنفيذه، وذلك أمر غير مقبول، ويتناقض مع كل ما يمثله الاتحاد الأوروبي. إننا نرى أطفالا يموتون من الجوع لأن هذا القرار لا ينفذ، ومن غير القانوني استخدام الجوع كسلاح في الحرب”.

ووفقا له، فإن أحدا لم يعد يؤمن بـ “خارطة الطريق” للتسوية في الشرق الأوسط. ويعتقد كوبمانس بأنه من الضروري دمج إسرائيل في المنطقة العربية، وخاصة من خلال الاتفاقيات الإقليمية بشأن التجارة الحرة والمياه والطاقة وتغير المناخ. وإضافة إلى ذلك، ينبغي تقديم ضمانات أمنية لإسرائيل من قبل أوروبا والولايات المتحدة والدول الأخرى، وهو ما يمكن أن يشجع إسرائيل وفلسطين على التوصل إلى حل سلمي للقضية. ويأمل كوبمانس أن يتم إنشاء صندوق للسلام يساهم فيه الأوروبيون والأمريكيون وعدد من الدول الأخرى.

ردود فعل بعض العواصم الدولية:

تتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة بسبب خسائر الحرب المستمرة في قطاع غزة وتواجه انتقادات متزايدة من عدة دول ومن داعمها الرئيسي واشنطن لا سيما بعد مقتل 7 عمال إغاثة بغارة بدير البلح.

ألمانيا

دعت وزيرة الخارجية الألمانية الجمعة إسرائيل إلى تنفيذ وعودها “بسرعة” من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معتبرة أن إسرائيل “لم يعد لديها أعذار” لمنع ذلك.

وكتبت أنالينا بيربوك على إكس أن “الناس في غزة بحاجة إلى كل حزمة مساعدات”.

بريطانيا

حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون من أن بريطانيا “ستحاسب إسرائيل” على مقتل 3 بريطانيين، من بين 7 من عمال الإغاثة في غزة، وذلك بعدما استدعت الخارجية الثلاثاء سفير إسرائيل في لندن للتعبير عن “تنديدها الحازم” بالحادث.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إسرائيل إلى توضيح ملابسات “الواقعة المأساوية”. وشدد سوناك على وجوب أن تتخذ إسرائيل “خطوات فورية لحماية عمال الإغاثة وتسهيل العمليات الإنسانية الحيوية في غزة”.

وأجرى سوناك اتصالا هاتفيا بنتنياهو معربا له عن “غضبه” لمقتل عمال الاغاثة، وطالب بتحقيق مستقل ومعمق وشفاف”، وشدد على أن “الهدف المشروع لاسرائيل بالانتصار على حماس لن يتحقق عبر السماح بكارثة إنسانية في غزة”.

في الأثناء شدد وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اندرو ميتشل على ضرورة أن تتوصل إسرائيل إلى “وضع آلية فاعلة لفض الاشتباك على الفور وبشكل عاجل لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية”.

وأضاف “نحتاج إلى تعليق إنساني فوري” للعمليات الحربية “لإدخال المساعدات وإخراج الرهائن ومن ثم المضي قدما نحو وقف دائم لإطلاق النار”.

بولندا

أثارت تصريحات السفير الإسرائيلي في بولندا ياكوف ليفني جدلا واسعا بعدما رفض الاعتذار عن مقتل عمال الإغاثة بغارة إسرائيلية في غزة، وقال الرئيس البولندي أندريه دودا إن تصريحات السفير “معيبة” و”غير موفقة”، مضيفا أن “السفير يمثل المشكلة الأكبر بالنسبة لإسرائيل في علاقاتها مع بولندا”.

وأعادت الضربة الدامية في غزة إشعال التوتر بين البلدين اللذين شهدا عدة خلافات دبلوماسية في السنوات الأخيرة، لا سيما بشأن تاريخ المحرقة واستذكارها. 

وحذر مسؤولون بولنديون من أن الضربة الإسرائيلية التي أودت بعناصر الإغاثة ستفاقم على الأرجح معاداة السامية في بولندا.

وكانت الخارجية البولندية استدعت السفير الإسرائيلي الجمعة لبحث “مسؤولية” إسرائيل عن مقتل عناصر الإغاثة، ودعت السلطات البولندية إسرائيل لتعويض عائلة الضحية البولندي، وقال الرئيس دودا إنه “يتعين على إسرائيل دفع التعويض ببساطة من باب اللباقة، من أجل المبادئ”.

إسبانيا

أعلنت منظمة “أوبن آرمز” الإسبانية غير الحكومية التي أدخلت بالتعاون مع منظمة “المطبخ المركزي العالمي” أول سفينة مساعدات إلى غزة عبر ممر بحري خاص من قبرص، تعليق عملياتها الإنسانية في القطاع.

وسبق أن علقت منظمة “المطبخ المركزي العالمي” التي أسسها الطاهي الإسباني الأمريكي الشهير خوسيه اندريس عملها في غزة. وأدى هذا إلى زيادة الضغوط على إسرائيل بشأن معاملتها للمدنيين في غزة. 

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الأربعاء إن التفسيرات الإسرائيلية لمقتل 7 من العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة هذا الأسبوع “غير كافية” و”غير مقبولة”، من دون أن يحدد الإجراءات التي يمكن أن تتخذها إسبانيا ردا على هذه المأساة.

إسرائيل: سماح “مؤقت” بدخول المساعدات

وأعلنت إسرائيل الجمعة أنها ستسمح “مؤقتا” بإدخال مساعدات إنسانية إلى شمال غزة المهدد بالمجاعة، وذلك بعد ساعات على تحذير حليفتها الولايات المتحدة من تغيير حاد في سياساتها الداعمة للحرب في القطاع.

وخلال محادثة هاتفية الخميس سادها التوتر قال الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل ستكون رهن حماية المدنيين وعمال الإغاثة في غزة، في أول تلميح لتغيير محتمل في اشتراطات الدعم العسكري المقدم من واشنطن، منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأصدر الجيش الإسرائيلي نتائج التحقيقات في مقتل عمال الإغاثة، التابعين للمطبخ المركزي العالمي بغارة في غزة، مشيرا إلى قواته لم تتعرف على سيارات المنظمة وأن أحد القادة أخطأ التقدير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى