ذلك الضجيج الأمريكي حول معهد ووهان لأبحاث الفيروسات لا أساس له من الصحة!!

خلال الفترة الأخيرة، استهدفت قناة فوكس نيوز الأمريكية مراراً وتكراراً معهد ووهان لأبحاث الفيروسات.وقبل أيام قليلة، طرح سؤال مماثل في مؤتمر صحفي، عن حقيقة تسرب فيروس كورونا الجديد من المعهد، حيث رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيجري تحقيقاً دقيقاً في الأمر..وهو سعي واضح لصرف انتباه الرأي العام عن فشل الإدارة الأمريكية في مواجهة الوباء ومحاولة العثور على “كبش فداء”، من خلال إلقاء اللوم على الصين، لإثارة حفيظة دول العالم ضدها.

وقد لوحظ أن معهد ووهان لأبحاث الفيروسات تعرض منذ تفشي الوباء، لهجوم مستمر من السياسيين ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة، وهذا يرجع إلى سببين رئيسيين:

الأول، هو أن المعهد قريب من سوق المأكولات البحرية في مدينة ووهان، حيث اكتشفت حالات الإصابة المؤكدة المبكرة، كما أنه يضم أول مختبر من المستوى الرابع للسلامة البيولوجية (P4) في الصين، وقد حقق نتائج مهمة في تتبع فيروس سارس، وقد زعم هؤلاء بوجود مشكلة في معايير السلامة بالمعهد، ما أدى إلى تسرب الفيروس الجديد.

والثاني: هو الشائعات التي تتردد بأن المعهد يشارك في بحوث الأسلحة البيولوجية والكيميائية وتطويرها..ويقول هؤلاء أيضاً إنه حتى لو لم يكن الفيروس سلاحًا بيولوجيًا وكيميائيًا تنوي الصين تطويره، فإن هذا يدل على أنها لحقت بالولايات المتحدة في أبحاث الفيروسات.ويمكن ملاحظة أن هذه الهجمات مليئة بالتكهنات الذاتية والاستدلالات العبثية، دون أي أساس واقعي، وكلها مبنية على الخيال، فمعهد ووهان للفيروسات لديه علاقات ومشروعات تعاون وثيقة مع الهيئات العلمية في الولايات المتحدة وفرنسا وبلدان أخرى، ومن بينها، مختبر السلامة البيولوجية من المستوى الرابع (P4)، وهو مشروع تعاون علمي وتكنولوجي مهم بين حكومتي الصين وفرنسا.

وقد أصدرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، مؤخرا، تقارير، أشارت فيها إلى أنه على الرغم من أن مستوى السلامة الأحيائية للمختبرات ليس إلزامياً ضمن المعاهدات الدولية، فإن صرامة إدارتها ومعاييرها عليها إجماع مهني على مستوى العالم.ونقلت عن فيليبا لينتزوس الباحثة في شؤون السلامة الأحيائية في كلية كينغز لندن، قولها إن أي مختبر فيروسات تابعاً لبلد ما يشارك في مشاريع دولية، فيجب عليه أن يفي بمستويات السلامة الأحيائية العالمية؛ وإذا كان يقوم بفحص الفيروسات، فينبغي عليه أيضًا تلبية المعايير الدولية.ويمكن القول إن تصريحاتها تمثل اعترافاً من المجتمع العلمي الدولي بالإدارة العلمية والآمنة لمركز ووهان لبحوث الفيروسات وسلامته.كذلك ذكرت التقارير الصادرة عن “بي بي سي” أنه لا يوجد أي دليل يثبت أن فيروس كورونا الجديد تسرب من مركز ووهان لبحوث الفيروسات أو المختبرات الأخرى حتى الآن على الأقل”.

وتجدر الإشارة إلى أن مركز ووهان ظل يجري الدراسات والبحوث على فيروس كورونا الجديد منذ بداية ظهوره، واكتشف مع المؤسستين المعنيتين في البلاد التسلسل الجيني للفيروس، ما أرسى أساساً متيناً لسائر بلدان العالم لتحديد طرق الفحص وتطوير اللقاحات.أما السؤال حول ما إذا كان الفيروس نشأ من الطبيعة أم هو اصطناعي..فقد قدم كثير من الخبراء والعلماء المختصين في مجال الصحة العامة من منظمة الصحة العالمية وغيرها إجابة واضحة عليه، وأكد 27 خبيراً من أنحاء العالم في بيان إلكتروني نشرته مجلة ((لانسيت)) الطبية واسعة الانتشار، في الـ18 من شهر فبراير الماضي، رفضهم الشائعات القائلة بأن أصل كوفيد-19 غير طبيعي، منددين بنظريات المؤامرة ذات الصلة.

كما أشارت صحيفة “Science Daily” الأمريكية في تقارير نشرتها مؤخراً إلى عدم وجود أدلة تثبت أن الفيروس اصطناعي تم تأليفه من قبل المختبرات، وذلك بعد تحليل التسلسل الجينومي المشترك لفيروس كورونا الجديد والفيروسات ذات الصلة.

ووجه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم الاثنين (20 ابريل)، تحذيراً من أن أسوأ اللحظات هي القادمة”، داعياً إلى عدم استغلال فيروس كورونا الجديد لتحقيق أغراض سياسية، لأن الوباء معاناة مؤلمة تواجهها البشرية بصورة مشتركة، ولا يمكن التغلب عليه إلا بتعزيز التعاون والتضامن.وعلى الذين يحاولون تسييس الوباء أن يدركوا أنهم لن يحققوا أهدافهم في تشويه سمعة الصين أبداً، ولن يسهم سلوكهم للتهرب من المسؤولية وإلقائها على الآخرين في حل الأزمة الملحة، بل سيكشف فقط تقصيرهم في أداء مهامهم وتجاهل سلامة حياة عامة الناس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى