الداعش-فوبيا بوزارة التعليم بالمغرب والخلط بين الختم النبوي الشريف وشعار داعش

توصلت الجريدة ببيان حقيقة من الأستاذ سعيد عبيد على خلفية نشر زملاء لنا مقالا حول واقعة توقيفه من العمل من طرف وزارة التربية الوطنية وأحالته على المجلس التأديبي بسبب بختم اختباره لمادة اللغة العربية التي يدرسها بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق الخاصة بالأسدس الأول اعتبر انه يوحي لشعار “داعش”.

ونحن اذ ننشر بيان الحقيقة رغم انه ليس موجها لنا، نعمل على تفعيل حق الرد الذي اشار اليه الاستاذ في بيانه، مع الاشارة انه بعد اطلاعنا على الخبر موضوع الرد، وجدناه مهنيا وحياديا ومجردا، ولم يوجه اي تهمة للاستاذ، اللهم ما جاء في صيغة العنوان وهو اسلوب معتاد يبتغي الصحفي منه اثارة الانتباه للمقال، انظر رابط المقال ادناه:

https://anfaspress.com/news/voir/115774-2023-05-08-02-55-53

كما هو الأمر بالنسبة لعنوان مقالنا هذا “الداعش-فوبيا بوزارة التعليم بالمغرب والخلط بين الختم النبوي الشريف وشعار داعش”، فلا احد يدعي ان هناك داعش-فوبيا بوزارة التعليم المغربية، ولا احد يمكنه اتهام وزارة التعليم بالمغرب بعدم التمييز بين ختم النبي وشعار داعش… فالتربية الاسلامية تدرس للجميع، والمسالك المتخصصة في العلوم الاسلامية والشرعية كثيرة جدا….

الى ذلك، يشير الاستاذ في بيانه أن الصورة هي الخَتم النبوي الشريف، وقد وضعها – بوعي ودقة اختيار – رفقة النص لتكون سندًا فنيا وديدكتيكيا مصاحِبا لقصيدةِ أمير الشعراء، أحمد شوقي، في المديح النبوي التي دارت حولها الوضعية الاختبارية، والتي مطلعها:

محمَّدُ صَفوةُ الباري ورحمتُـهُ * وبُغيةُ الله مِن خَلقٍ ومن نَسَـمِ

وختم الأستاذ بيانه يالاشارة الى “إن كانت “داعش” قد قرصنت رمزية هذا الختم الشريف في العشرية السوداء الأخيرة بجعلِ صورةٍ شبيهةٍ لهُ جزءا من رايتها، مع المخالفة بين اللونين الأبيض والأسود، فإن تاريخ الختم الجليل أعرق من هذا الصنيع المخابراتي المدبَّر بمكرٍ”…

من خلال ما سبق يبدو ان الاستاذ يوضح بجلاء ان الصورة لا علاقة لها بداعش بل بالختم النبوي الشريف، كما انه يحمل كل تأويل للصورة لجهل اهل التأويل بتاريخ دينهم الحنيف، واخيرا بيان الاستاذ يقر عدم تبنيه الفكر الداعشي، بل ينعت التنظيم بسيئ الذكر.

فيما يلي نص بيان الحقيقة كما توصلنا به من الاستاذ سعيد عبيد:

بيان حقيقة بخصوص ادعاء وجود شعار داعش على مطبوع تربوي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتعليم لجهة الشرق بوجدة

قرأت بأسف ما نشرته جريدة “أنفاس بريس” على ذمتها تحت عنوان (توقيف الأستاذ صاحب التوقيع الداعشي…)، على الرابط:

ولا سيما وصفها الختم النبوي الشريف الذي صاحب نص الانطلاق في اختبار مصوغة التخطيط لشعبة اللغة العربية في الأسدوس الأول بأنه “توقيع داعشي”، وكذا نشرُها صورة مرافقة للمقال بها مقاتلٌ وخلفه راية داعش، مما يُعدُّ تحريفا خطيرا للحقيقة، وإدانةً مجانية سيئة النية، من جهة صحفيّة يُفترض فيها أن تتبين حقيقة الأمر قبل أي نشرٍ كما تقتضي أخلاق الصحفيين الحقيقيين!

وبناء عليه كتبتُ بيان حقيقة، ووافيت به الجريدة المذكورة، غير أنها تجاهلت نشره، رغم النص القانوني الواضح الذي يفرض عليها ذلك وجوبا من القانون المنظم للصحافة والنشر في فصله 26؛ مما يدل على القيمة الحقيقية لمثل هذا النوع من الصحافة التي تبحث عن “البوز” ولو في “القربوز”!

وبيانا للحقيقة أذكرُ أن ما ورد في المقال مغالطةٌ مغرضة لا أساس لها من الصحة؛ لأن الصورة التي ادعى كاتب المقال – ويبدو أنه من داخل المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بوجدة، وكان من الشجاعة أن يكشف عن اسمه – أنها (توقيع داعشي) ما هي إلا صورةُ الخَتم النبوة الشريف، وقد وضعتُ – بوعي ودقة اختيار – هذه الصورة رفقة النص لتكون سندًا فنيا وديدكتيكيا مصاحِبا لقصيدةِ أمير الشعراء، أحمد شوقي، في المديح النبوي التي دارت حولها الوضعية الاختبارية، والتي مطلعها:

محمَّدُ صَفوةُ الباري ورحمتُـهُ * وبُغيةُ الله مِن خَلقٍ ومن نَسَـمِ

وإن أيَّ بتْرٍ للصورة من سياقها التربوي والأدبي الواضح هذا هو كشأن من يقف عند (ويلٌ للمصلين) باترا الحقيقة بترا مُشينا لا يقوم به إلا من في قلبه ونيته المسبقة مرض!

والأمر الغريبُ الدال على سوء النية هذا يكمن في ادعاء الكاتب أن الأمر يتعلق بـ(توقيع) الأستاذ، كأن الاختبارات أصلا تُوَقَّع! وزعمه أنه شعار “داعش” سيئةِ الذِّكر، وهذه ديماغوجية وتلاعب بالعيون والعقول، وإلا فما معنى وجود شعار داعشٍ هنا أصلا!!!؟ وهو كذلك جهل كبير بواحدة من أهم مآثر النبوة العزيزة على نفوس المسلمين قاطبة، والمحفوظة وصفًا في كتب الحديث والسيَر، وصورةً في مراسلاته صلى الله عليه وسلم مع ملوك العالم وزعمائه، ومماثَلةً في متحف “الحجرة النبوية” بتوبكابي باسطنبول ومتاحف أخرى، (كما تبيّنه الصور المرفقة). وهو نفسُ الجهل الذي وقعتْ فيه الجهات الوصية بوزارة التربية الوطنية حين أوقفتْني عن العمل توقيفا مؤقتا ظلما وتعسفا، ورضوخا للوشايات الكيدية الكاذبة المُضلِّلة التي توصلتْ بها من شرذمة متواطئة على المكر والتحراميات من داخل شعبة العربية بالمركز، تصفيةً لحسابات بعضهم الشخصيةِ معي، ولحسابات آخرين بالوكالةِ مع ما أنشرُه بشكل مستمر في وسائل الإعلام من كشفٍ لمواطن الخروقات القانونية والفساد والريع بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق بوجدة عامة، وداخل الشعبة المذكورة خاصة.

ولئن كان الجاهلُ للفرق الواضح بين الختم الشريف وشعار داعش قد يُعذَر بجهلِه، فإن الجهاتِ الوصية على قطاع التربية الوطنية ما كان ينبغي لها أن تقع في هذا التضليل الواضح! وما كنت أظن أن الجهل بالمآثر الإسلامية أصبح متمكنا من بعض الناس – ومنهم مسؤولون تربويون – إلى درجة عدم معرفة صورة ختم نبيهم الكريم! وهذه موسوعة ويكيبيديا نفسُها – وهي غير إسلامية كما يعلم الجميع، ومنها اقتبستُ الصورة المرفقةَ بالاختبار في الصورة رفقته – قد كانت واعية بأمر التفرقة بين الشأنيْن، فجعلتْ تدوينتها حول هذا الختم الشريف الواردة تحت مادة “ختمُ الرسول” :

ختم النبي محمد صلى الله عليه وسلم

محصورةً في الحديث عن الختم النبوي الشريف، ذاكرة معلومات حول وصفه وصورته وقصته التاريخية، ولم تشوّش على ذِكره لا بداعش ولا بغير داعش. وبالمقابل أثبتت الموسوعةُ راية هذه الأخيرة في موضع آخر لدى مادتها حول “تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)” :

شعار داعش : تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام

ذاكرة ما يتعلق بهذا التنظيم، ومنها رايته التي أساءت إلى الختم النبوي الشريف – كما أساءت إلى كافة ركائز الملة المحمدية السمحة – قبل أن تسيء إلى الأمة جمعاء!

وأخيرا، لئن كانت “داعش” قد قرصنت رمزية هذا الختم الشريف في العشرية السوداء الأخيرة بجعلِ صورةٍ شبيهةٍ لهُ جزءا من رايتها، مع المخالفة بين اللونين الأبيض والأسود، فإن تاريخ الختم الجليل أعرق من هذا الصنيع المخابراتي المدبَّر بمكرٍ ب15 قرنا، وإن رمزيته المحمدية أبقى وأخلد وأعمق، وأجدر أن تُحرر من مختطفي صورتها المفبركة، سواء في المؤسسات الدينية والتعليمية، أم في الفضاءات الإعلامية والتواصلية التفاعلية، أم في عقول الناس وتمثلاتهم وأذواقهم.

وبه وجب الإعلام، السلام.

سعيد عبيد،

أستاذ العربية وديدكتيكها، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق بوجدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى