تقرير حول مقتل زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري

قالت وكالة “أسوشيتد برس” فجر الثلاثاء، إن غارة أمريكية قتلت زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، نهاية الأسبوع الماضي، في أفغانستان.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن مسؤولين على دراية بالأمر لم تسمهم، تأكيد مقتل أيمن الظواهري.

ولم يتضح على الفور أين ومتى تمت تصفية الظواهري وماهي الجهة الأمريكية التي نفذت المهمة.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة تنفيذ عملية ناجحة ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان خلال عطلة نهاية الأسبوع دون وقوع إصابات بين المدنيين.

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية للصحفيين فجر الثلاثاء، إن الولايات المتحدة نفذت عملية خلال عطلة نهاية الأسبوع، لمكافحة الإرهاب في أفغانستان ضد هدف مهم يمثل القاعدة.

وأكد أن العملية كانت ناجحة ولم تسفر عن أي خسائر في صفوف المدنيين.

الرئيس باين يعلن مقتل ايمن الظواهري

الى ذلك وخلال نفس اليوم أعلن الرئيس الأمريكي جو بادين في خطاب للأمريكيين رسميا القضاء على زعيم تنظيم “القاعدة” الإرهابي أيمن الظواهري يوم السبت الماضي بغارة أمريكية.

وأكد بايدن أن “الظواهري كان زعيم القاعدة ومساعد أسامة بن لادن وهو متورط في التخطيط لهجمة 11 سبتمبر وقتل قرابة 3 آلاف شخص وخطط للكثير من الهجمات على الأمريكيين والمصالح الأمريكية”.

وأضاف أن “الظواهري قد استمر في الاختباء وكان يوجه تعليماته ويصدر أشرطة فيديو يحث على القيام بهجمات ضد الأمريكيين وحلفائهم”.

وأوضح أن “الناس في العالم لم يعد عليهم أن يخشوا وأن يخافوا من هذا الرجل”، مضيفا: “نحن ندافع عن الأمريكيين ضد الذين يريدون إلحاق الضرر بهم”. 

وتابع: إذا كنت تمثل تهديدا لشعبنا فالولايات المتحدة ستجدك وتقتلك وتقضي عليك”، موضحا أنه تم تحديد مكان الظواهري هذا العام وبعد النظر بحذر لإثبات مكان تواجده أعطى التصريح بقتله، وقبل أسبوع كانت الظروف مناسبة تماما لتنفذ الولايبات المتحدة المهمة، ولم يصب أي أفراد أسرته ولم يكن هناك ضحايا من المدنيين.

وقال بايدن في كلمة بثتها وسائل الإعلام إن الظواهري تسبب في مقتل العديد من الأمريكيين في هجمات مختلفة، وكان يختبئ مع أفراد مع عائلته في كابل، مشيرا إلى عدم وقوع أي ضحايا من المدنيين خلال العملية.

وصرح “وبعد الاطلاع على المعلومات أعطيت الإذن بالقضاء عليه، والعدالة تحققت وهذا الإرهابي لم يعد موجودا”.

وأردف بالقول: “أشيد بفريقنا وحلفائها وشركائنا”.

وجدد الرئيس الأمريكي بالقضاء على زعيم تنظيم “داعش” في سوريا قبل شهور، والآن مقتل زعيم تنظيم القاعدة.

خبير مصري يشكك في رواية الولايات المتحدة : الظواهري مات متأثرا بمرض السرطان

من جهة أخرى علق ناجح إبراهيم أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية في مصر، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية على الأنباء التي ترددت في وسائل إعلام دولية حول وفاة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

وقال إبراهيم في تصريح لموقع “القاهرة 24” المصري إن أخبارا مشابهة تحدثت عن وفاة أيمن الظواهري قبل 4 سنوات وكانت من وسائل إعلام غربية ولأكثر من مرة.

وأوضح أن عمر الظواهري لا يقل عن 70 عاما وحالته الصحية ليست مستقرة، وإن حدثت الوفاة فهي طبيعية.

وأضاف: “لو في وفاة فهي من الطبيعي في هذا العمر لاسيما أن الظواهري يعاني من بعض الأمراض، والأخبار حول هذا الأمر خرجت لأكثر من مرة وكان يعاني من سرطان في الكبد”.

تعليق طالبان

من جهتها قالت داخلية حركة طالبان الأفغانية، اليوم الثلاثاء، إن الغارة الأمريكية التي أدت لمقتل أيمن الظواهري زعيم القاعدة الإرهابي وقعت في منطقة “شيربور” بكابل صباح يوم الأحد الماضي.

وأضافت طالبان أن الغارة الأمريكية التي قتلت الظواهري تتعارض مع مصالح واشنطن في أفغانستان.

وكانت وسائل إعلام أمريكية ذكرت أن مقتل الظاهري تم بغارة أمريكية أشرفت عليها المخابرات الأمريكية عبر طائرة بدون طيار “مسيرة”.

وتابعت أن العملية الأمريكية كانت مطلع الأسبوع الجاري في كابول عاصمة أفغانستان.

تعليق أسرة ايمن الظواهري

اما عائلة أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي فقد علقت على أنباء مقتله بغارة شنها الجيش الأمريكي على منزله في أفغانستان. حيث قالت  في تصريحات لموقع “القاهرة 24” المصري أنها عرفت الأنباء منذ دقائق بعد إذاعة وسائل إعلامية أمريكية الخبر رغم أن بعض وسائل الإعلام أعلنت أن الغارة الأمريكية كانت مطلع الأسبوع الجاري، ولكن لم ترد أي أنباء عن مقتل أيمن الظواهري.

وأضافت الأسرة أن الخبر يتم انتشاره بشكل كبير، ولكن لا يعرفون مدى صحته مع إعلان كثير من الوسائل الإعلامية العالمية هذه الأنباء.

وأوضحت أنه لا يوجد أي تواصل مع أيمن الظواهري منذ خروجه من مصر قبل عشرات السنوات، ومن ثم انضمامه إلى تنظيم القاعدة في أفغانستان.

وأشارت إلى أنه إذا كان الخبر صحيحا فلا تجوز عليه إلا الرحمة.

اما وزارة الخارجية السعودية فقد علقت على الامر من خلال تدوينة على حسابها الرسمي على تويتر جاء فيها: رحبت السعودية بإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن القضاء على زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري.

وقالت وزارة الخارجية إن المملكة ترحب بإعلان رئيس الولايات المتحدة عن استهداف ومقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري.

وأفادت بأن الظواهري يعد من قيادات الإرهاب التي تزعمت التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية مقيتة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وعدد من دول العالم الأخرى قتل إثرها الآلاف من الأبرياء من مختلف الجنسيات والأديان بمن فيهم مواطنون سعوديون.

وأكدت حكومة المملكة أهمية تعزيز التعاون وتظافر الجهود الدولية لمحاربة آفة الإرهاب واجتثاثها.

وأهابت بجميع الدول التعاون في هذا الإطار لحماية الأبرياء من التنظيمات الإرهابية.

من هو أيمن الظواهري؟

ولد أيمن محمد ربيع الظواهري في 19 يونيو 1951، وبعد أن كان ثاني أبرز قياديي منظمة القاعدة العسكرية التي تصنفها معظم دول العالم منظمة إرهابية، تمكن بعد مقتل أسامة بن لادن، من أن يصبح زعيم تنظيم القاعدة.

وينحدر الظواهري المولود في العاصمة المصرية القاهرة، من عائلة متميزة من الطبقة المتوسطة، وفيها العديد من الأطباء وعلماء الدين.

وحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن جده ربيع الظواهري كان إماما في جامعة الأزهر في القاهرة، وكان عمه عبد الرحمن عزام السكرتير الأول لجامعة الدول العربية.

ويذكر أن والده محمد الذي توفي في العام 1995، كان أستاذا في علم الصيدلة في نفس جامعة القاهرة.

وعمل الظواهري كجراح في تخصص جراحة عامة بعد تخرجه من كلية الطب جامعة عين شمس، وساعد في تأسيس جماعة الجهاد المصرية ويعتقد بعض الخبراء أنه من العناصر الأساسية وراء هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

وكان اسم الظواهري في قائمة تضم 22 من أهم الإرهابيين المطلوبين للولايات المتحدة ما بعد عام 2001، ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إليه.

وانخرط الظواهري في نشاطات حركات الإسلام السياسي في سن مبكرة، وهو لا يزال في المدرسة، وقد اعتقل في سن 15 عاما، لانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين، لكن نشاط الظواهري السياسي، لم يمنعه من دراسة الطب في جامعة القاهرة، التي تخرج منها في عام 1974 وحصل على درجة الماجستير في الجراحة بعد أربع سنوات.

وبعد خروجه من السجن بوقت قصير توجه إلى بيشاور في باكستان وأفغانستان المجاورة في وقت لاحق، حيث أسس فصيلا لحركة الجهاد الإسلامي، كما عمل طبيبا هناك.

وتولى الظواهري قيادة جماعة الجهاد بعد أن عودتها للظهور في العام 1993 وكان يعد الشخصية الرئيسية وراء سلسلة من الهجمات داخل مصر بما فيها محاولة اغتيال رئيس الوزراء آنذاك عاطف صدقي، علما أنه اعتقل في عام 1981، ضمن المتهمين باغتيال الرئيس المصري آنذاك أنور السادات.

سيف العدل أم صهر الظواهري.. من الزعيم القادم لتنظيم “القاعدة”؟

أثار مقتل زعيم تنظيم “القاعدة” الإرهابي أيمن الظواهري بغارة جوية أمريكية بطائرة مسيرة في العاصمة الأفغانية كابل التكهنات، حول خلافته في زعامة التنظيم.

كما أثار مقتله التساؤل حول رد فعل حركة “طالبان” المسيطرة على أفغانستان جراء الهجوم الأمريكي الذي وصفته بالمخالفة لاتفاق الدوحة بين الطرفين.

وقبل مقتل الظواهري في منزل سكني بالعاصمة الأفغانية كابول، تصدر سيف العدل المصري، قائمة مرشحي خلافة الظواهري، حيث بات يوصف سيف العدل بـ”أمل القاعدة الأخير”.

ويتساءل الكثيرون عن ماهية “عقل” القاعدة الجديد وعن تاريخه في العمل الإرهابي، كونه أحد ما يوصف بحراس القاعدة “المؤسسين للتنظيم”، فيما وصفه البعض بأنه الفرصة الأخيرة لإعادة إحياء “القاعدة” على غرار أسامة بن لادن.

وفي ذلك يرى أحمد سلطان الباحث في الحركات الإسلامية الجهادية في تصريح لموقع “القاهرة 24” أن محمد صلاح زيدان، المعروف باسم سيف العدل المصري، هو أبرز قيادي القاعدة لخلافة الظواهري عقب مقتله.

وأضاف أن “صهر الظواهري المعروف باسم عبدالرحمن المغربي، ينافس سيف العدل على زعامة التنظيم الإرهابي”، مشيرا إلى “إمكانية تصعيد أمير جديد للتنظيم من خارج مؤسسي القاعدة المتبقيين المعروفين بحراس القاعدة”.

محمد صلاح الدين زيدان، المعروف باسم “سيف العدل المصري” ولد عام 1960 بمحافظة المنوفية في مصر، وبدأت توجهاته للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، عقب مشاركته في محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري الأسبق حسن أبو باشا، واعتباره مطلوب أمنيا في قضية اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، واتهامه في قضية إعادة إحياء تنظيم “الجهاد”.

وعقب إخلاء سبيله، لعدم وجود أدلة كافية ضده، تمكن من الهروب إلى السعودية عام 1989، قبل أن يرافق مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إلى السودان عام 1992.

بدأ سيف العدل المصري، حياته في تنظيم القاعدة الإرهابي عام 1989، عقب تأسيس التنظيم بفترة وجيزة، ولعب دورا فعالا في بناء القدرات العملياتية للتنظيم.

ووفقا لوكالة “يونايتد برس”، عمل في بداية التحاقه بالتنظيم كمدرب في معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان، وتعليم المسلحين كيفية تنفيذ عمليات الخطف والاغتيالات.

 وسرعان ما تدرج في التسلسل الهرمي للقاعدة، إذ شغل منصب رئيس للجنة الأمنية للقاعدة، بمنتصف التسعينيات، ولعب دورا مهما في إنشاء البنية التحتية للقاعدة في القرن الإفريقي، وخاصة الصومال.

ورصدت وكالتا المخابرات الأمريكية والبريطانية، مكافآت مالية بمقدار 7.5 مليون جنيه استرليني، و10 مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات عن المعروف بـ “سيف العدل” عقب مشاركته في تفجيرات السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998، والتي خلفت 224 قتيلا.

ووصف سيف العدل، بأنه أحد أكثر عناصر تنظيم القاعدة فاعلية وواحدًا من القادة المتبقين من حقبة ما قبل 11 سبتمبر، ما يمكنه من تولي زمام القيادة من زعيم القاعدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى