الولايات المتحدة تصاب بالمرض الذي قضى على الاتحاد السوفييتي

نشرت المجلة الأمريكية الرائدة Foreign Policy مقالا بعنوان “طريق أميركا إلى انهيار المكانة”. يخلص النص إلى أن تراجع “القوة الناعمة” السابقة للولايات المتحدة لم يبدأ مع الرئيس ترامب، مع أن الأخير يساهم، بكل طريقة ممكنة، في هذه العملية من خلال سياسته غير المناسبة وغير المتسقة.

السياسة الخارجية، مشتقة من الداخل. أمريكا، تفقد “قوتها الناعمة”، ثم مواقع جيوسياسية، ليس فقط بسبب التحدي الذي تطرحه في وجه عظمتها روسيا والصين، إنما وبسبب المشكلات الداخلية. فالإمبراطورية الأمريكية، تتخلى عن قيمها الأساسية (الأسرة والدين)، والمؤسسات التقليدية (الجيش) تدخل زمن الاضطرابات. تتمتع القوات المسلحة الأمريكية (كمثل الشرطة والإطفاء) بمكانة هائلة في المجتمع، ولكن المشكلة هي أن الجيش الأمريكي، كما يبدو، لم يعد يفهم سبب قتاله في عشرات النزاعات حول العالم.

الاتحاد السوفييتي، إحدى أقوى الإمبراطوريات في تاريخ البشرية، انهار ليس فقط بسبب انخفاض أسعار النفط، والتقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والحرب الأفغانية ونمو النزعات القومية في الجمهوريات السوفيتية، إنما، وقبل كل شيء، بسبب تشويه الأفكار التي دعا إليها النظام السوفيتي.

فأعضاء الكومسومول الضجرون من الاجتماعات الإيديولوجية المملة، وعمال خطوط الإنتاج، وموظفو وزارة التجارة الخارجية، روجوا للحياة الغربية.. لم يعودوا بحاجة إلى النظام السوفيتي، مثلهم، مثل ملايين المواطنين السوفييت الآخرين، فإذا بتلك الإمبراطورية العملاقة تتلاشى من الوجود، في غضون سنوات قليلة. وبالمثل، فإن الحضارة الأمريكية، التي تتخلى تدريجياً عن قيمها، مهددة بتراجع نفوذها..

Foreign Policy، محقة عندما تكتب عن تراجع النفوذ الأمريكي: ففي العام 2018، عبّر 30% فقط ممن شملهم الاستطلاع في العالم عن موقف إيجابي تجاه الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب. قبل ذلك بسنوات قليلة، كانت هذه النسبة 50٪. الأمريكيون أنفسهم، يتخلون عن قيمهم التي جلبت لهم النجاح، ومن المستبعد أن ينعكس خط الانحدار المستمر للتأثير الأمريكي في العالم، حتى مع ظهور سياسي ديمقراطي في البيت الأبيض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى