هشام زهدالي يكتب: هل كان بعيوي والناصيري يراهنان على تأسيس نموذج كولومبيا لكارتيل سياسي بالمخدرات ؟.

تفجر ما بات يعرف بشبكة المالي، أو “إسكوبار الصحراء”، ولن نبالغ بوصفها تنظيما إمتلك القدرة على إختراق الحدود لتهريب المخدرات، حسب بلاغ النيابة العامة في الموضوع.

ما كشفت عنه التحريات المنجزة، والتحقيقات التي لازالت جارية، بخصوص هذه القضية التي تتابع فيها أسماء وازنة في عالمي السياسة والرياضة، كرئيس جهة الشرق عبد النبي بعيوي وسعيد ناصري رئيس الوداد البيضاوي، مذهل وغاية في الإنتباه والتحليل يصل بحق إلى حد التخمين.

الأمر يتعلق بشكبة تهريب دولي للمخدرات وتزوير في وثائق وتكوين عصابة، مع تداخل أطراف كل حسب المنسوب إليه، و يتابع فيها البرلماني السابق عن حزب الأصالة والمعاصرة بلقاسم المير صهر بعيوي وأخو هذا الأخير بصفته رئيس جماعة عين الصفا وآخرون، من رجال أمن ودرك ومسؤولي شركات و موظفين ورجال توثيق، كلهم سقطوا بعد إتهامات أطلقها بارون المخدرات المالي الحاج بنبراهيم.

نحن أمام مشهد إختلطت فيه السياسة بالمال، وتورط فيه سياسيون وازنون، وفتح المجال لمزيد من التحقيق وفق ما تداولته صحف ومواقع بخصوص أموال التدبير والصفقات.

مصادر أكدت انتقال التحقيق من التهريب الدولي للمخدرات إلى ملفات تتعلق بتدبير وتسيير شؤون مؤسسات !!.

لن نستبق الأحداث في ظل عدم إصدار بيانات رسمية بخواتم الهيئات المخول لها التصريح بخصوص هكذا ملفات، ولكن يبقى من حقنا المقارنة والإفتراض.

أن يتورط سياسيان وازنان بحجم بعيوي والناصيري موكول إليهما دور تدبير الشأن العام، في قضية الإتجار الدولي في المخدرات، ليصل الأمر إلى توظيف إمكانيات واستغلال نفوذ، فإننا قفزنا من دائرة السياسة المؤطرة بقوانين وأخلاقيات، إلى دائرة أخرى وصفها بيان الوكيل العام بتشكيل عصابة، لا يمكن أن تكون إلا في الكارتيلات.

فهل كان هذان السياسيان وغيرهما ممن اتهموا في هذا الملف في أفق الإدانة ؟ تقديسا لقاعدة البراءة هي الأصل وأن المتهم بريء إلى يثبت القضاء العكس، يؤسسون لجهة أو منظمة للمخدرات ؟ على غرار ما عرف بدولة المخدرات، أو ما يعرف برأسمالية المخدرات، أو اقتصاد المخدرات، كمصطلح سياسي واقتصادي، يتم بواسطته اختراق كل مؤسسات الدولة عبر نفوذ وثروة تجارة المخدرات.

-في تبسيط معنى دولة المخدرات.

لقد تم توظيف هذا المصطلح لأول مرة لوصف بوليفيا بعيد انقلاب لويس غارسيا ميزا في عام 1980، والذي كان يعتقد أنه يمول في المقام الأول بمساعدة تجار المخدرات. والأكيد أن هناك أمثلة أخرى معروفة كالمكسيك و‌كولومبيا و‌غينيا بيساو، حيث تنتج العصابات المخدرات، وتشحننها وتبيعها مثل الكوكايين والماريجوانا.

وغالبا ما ينظر إلى المصطلح باعتباره مبهما بسبب التمييز بين دول المخدرات.

وسيتألف الوصف العام من منظمات غير قانونية تقوم إما بإنتاج المخدرات أو شحنها أو بيعها وتسيطر على المؤسسات المشروعة بالقوة أو الرشوة أو الابتزاز.

ويمكن أن تنشأ هذه الحالة بأشكال مختلفة، فعلى سبيل المثال، كولومبيا، حيث كان سيد بابلو إسكوبار يشرف على كارتل ميديلين ويديره خلال سنوات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، حيث كان ينتج ويتاجر بالكوكايين إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ليتمكن إسكوبار من السيطرة على معظم قوات الشرطة في ميديلين والمناطق المحيطة بسبب الرشوة، مما سمح له بتوسيع نطاق عمله في مجال تجارة المخدرات.

واليوم يزعم الباحثون أن مصطلح «دولة المخدرات» مبسط إلى حد كبير بسبب الشبكات الأساسية التي تدير منظمات تجارة المخدرات.

على سبيل المثال، كانت منظمة غوادالاخارا في المكسيك، تحت قيادة ميغيل أنخيل فيليكس غالاردو، الذي تمكن من الجمع بين العديد من أسر تجارة المخدرات الصغيرة في كارتل واحد شامل يسيطر على إنتاج الماريجوانا في المناطق الريفية من المكسيك، في حين كان يتاجر بالكوكايين الكولومبي في الولايات المتحدة الأميركية في نفس الوقت.

إن توسع الأنشطة التجارية المرتبطة بالمخدرات وامتداد رقعتها، وتشعب مسالكها، وتنوع المساهمين فيها، هو دون شك حديث عن تنظيم له قوانينه الخاصة، ومحكوم بقوانين سرية وخاصة، وله شيفراته.

نعتقد على مستوى التجارب العالمية أن كل هذا الحرص وهذه الرقابة، والسرية تسقط باعتبار تضارب المصالح من ذات التنظيم، أو على اعتبار الانتقامات بين الأطراف، أو كنتيجة للإختراق، وما يتبع ذلك من تسريب للمعطيات التي ظن المعنيون بها انها بمنأى عن العوام.

لكن بالمغرب الأمر أكثر من ذلك بكثير بتواجد مؤسسات أمنية و أجهزة لها باع في تفكيك الشبكات و الخلايا الإرهابية النائمة على المستوى الدولي، فنحن أمام قضية كبيرة سترفع من شأن القائمين على شأن الأمن القومي الوطني دون خجل.

فهل كان سياسيونا على طريق التأسيس لدولة المخدرات على غرار كارتيلات أمريكا اللاتينية ؟.

أم أن الجشع ومحدودية الوعي و الجهل ومنطق المراكمة السريعة للرساميل على شاكلة كارتيلات كولومبيا و الدول المجاورة هو من كان يحركهم هؤلاء ؟.

في انتظار التفكيك سنتابع الموضوع بمزيد من التدقيق.

مع تحيات أخوكم هشام زهدالي أبو معاذ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى