حديقة عين السبع: استثمار ضخم وأسعار مثيرة للجدل… هل ستراجع عمدة المدينة الأسعار؟

متابعة: المصطفى العياش
بعد أكثر من عقد من الإغلاق لأعمال الترميم والتحديث، فتحت حديقة الحيوانات بعين السبع أبوابها أمام الزوار، في حدث طال انتظاره من الأسر البيضاوية التي اعتادت على اعتبار الحديقة متنفسًا بيئيًا وتعليميًا. الحديقة، التي أعيد تصميمها وفق معايير حديثة، تضم أكثر من 45 نوعًا من الحيوانات موزعة على ثلاث مناطق جغرافية تمثل إفريقيا وآسيا وأمريكا، بما فيها أسود وزرافات وفيلة وأنواع نادرة من الطيور والزواحف.
كما توفر الحديقة تصميمًا بيئيًا حديثًا ومفتوحًا يحاكي الطبيعة البرية للحيوانات، مع مسارات للمشي، مساحات خضراء، ومرافق تعليمية مثل مزرعة بيداغوجية وعيادة بيطرية، ما يجعلها تجربة تربوية وترفيهية متكاملة لجميع أفراد الأسرة.
وتشمل الحديقة خدمات مرفقية مثل مطاعم، مقاهي، أكشاك، ومتاجر تذكارية، مع احتفاظها برمزيتها الثقافية كجزء من الذاكرة البيضاوية التاريخية.
مزايا حديقة عين السبع: متنفس بيئي وتعليمي متكامل
تتنوع الحديقة بكثر من 45 نوعًا من الحيوانات موزعة على ثلاث مناطق جغرافية.
— تصميم بيئي حديث ومفتوح: محاكاة البيئات الطبيعية للحيوانات لضمان تجربة مشاهدة أقرب للحياة البرية.
— بعد تربوي وتوعوي: مزرعة بيداغوجية وعيادة بيطرية ومساحات للتوعية بالبيئة، خاصة للأطفال.
— فضاء للراحة والنزهة: مسارات للمشي ومساحات خضراء وأماكن للنزهة لجميع أفراد الأسرة.
خدمات مرفقية متكاملة:
— مطاعم، مقاهي، أكشاك، ومتاجر تذكارية تجعل الزيارة تجربة عائلية متكاملة.
رمزية ثقافية وتاريخية
الحديقة جزء من ذاكرة المدينة، وكانت متنفسًا بيئيًا وسياحيًا للسكان قبل الإغلاق.
أسعار الدخول:
استياء الزوار والاستقصاء يكشف الآراء
رغم المزايا العديدة للحديقة، أثارت أسعار الدخول المرتفعة، التي تصل إلى 80 درهمًا للفرد، جدلًا واسعًا بين الزوار، معتبرين
أنها تتجاوز القدرة الشرائية لعدد كبير من الأسر.
استقصاء للرأي الذي أجري خارج أسوار الحديقة رأى فيه بعض المواطنين أن 80 درهمًا للشخص الواحد مبلغ مرتفع مقارنة بالدخل والقدرة الشرائية لعائلات كثيرة.
كما رأى مواطن آخر، إلى أن سابقًا كان دخول الحديقة بأسعار مقبولة، حيث كان آخر سعر 7 دراهم فقط، وكان متنفسًا بيئيًا لعائلات الدار البيضاء، ما حفز الجماعة على الاستثمار في تطويرها.
بعض المسؤولين المنتخبين عبروا عن ضرورة مراجعة الأسعار أو تطوير أسعار أكثر مناسبة للعائلات ذات الدخل المحدود.
هناك دعوات لمنح دخول مجاني أو رمزي لفئات معينة مثل ذوي الاحتياجات الخاصة، بدل تحديد سعر 30 درهمًا فقط لهم.
أحد المواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة قال إن دخول الشخص المعاق يتطلب وجود مرافق له، ما يجعل التكاليف تصل عمليًا إلى 60 درهمًا للشخصين.
البعض اقترح أن تكون التذكرة الرمزية 10 دراهم لكل من الشخص المعاق ومرافِقه، ما يجعل الوصول أكثر عدالة ويشجع على زيارة الحديقة بشكل جماعي.
جمعيات المجتمع المدني أعربت عن استيائها من التسعيرة الحالية، معتبرة أن الحديقة يجب أن تبقى متنفسًا عامًا لجميع الفئات.
بين الوعد والواقع: مراجعة الأسعار أم مجرد وعد؟
رغم الوعود بمراجعة الأسعار، التي جاءت على لسان عمدة مدينة الدار البيضاء خلال جلسات المجلس الجماعي، يرى المراقبون أن هذا يعكس غياب دراسة حقيقية للقدرة الشرائية للساكنة قبل اتخاذ القرار.
الوعود بإعادة النظر بعد عام تُظهر أن التسعيرة تم اعتمادها في البداية بدون تقدير شامل للوضع الاجتماعي للمواطنين، وهو ما أثار انتقادات واسعة بين الفاعلين المدنيين والمواطنين على حد سواء.
هذا النهج يوحي بأن الأمور سُويت على عجل، دون استشارة كافية للمجتمع المدني أو تحليل دقيق للقدرة الشرائية الحقيقية، ما قد يحول متنفسًا بيئيًا كان في متناول الجميع إلى فضاء يقتصر على فئات محددة فقط.
ويخشى البعض أن استمرار هذه التسعيرة، دون تعديل جوهري، يعزز الإحساس بأن الحق في الولوج لمرافق عمومية تحول إلى مركب تكلفة بدلاً من أن يكون حقًا اجتماعيًا متاحًا للجميع.
أسعار الدخول الرسمية: ماذا يدفع الزائر اليوم؟
تذكرة الفرد الواحد: 80 درهم.
دخول الأسرة (شخصان بالغان وطفل واحد): 160 درهم.
دخول الأسرة (شخصان بالغان وطفلين): 200 درهم.
الأطفال والطلبة: 50 درهم.
ذوي الاحتياجات الخاصة: 30 درهم، مع ضرورة مرافقة الشخص المعاق، ليصبح المجموع عمليًا 60 درهم للشخصين.
الأطفال دون سنتين: الدخول مجاني.
المال العام بين الفضاء البيئي وارتفاع الأسعار
المسألة اليوم تتعلق بالمنطق الذي أُنشئ بموجبه مشروع حديقة عين السبع منذ بدايته وحتى تسليمه للمواطنين. فحين تُخصص نحو 250 مليون درهم من المال العام لإعادة تأهيل هذا المرفق ضمن النفوذ الترابي لمقاطعة عين السبع، بهدف تعزيز البنية الترفيهية للمدينة وتوفير فضاءات طبيعية وثقافية للأسر والناشئة، يصبح من الضروري التساؤل عن شروط الولوج إليه، بدل الاكتفاء بالاحتفاء بالافتتاح. فالحديقة لم تُنجز باستثمار خاص، ولا بتمويل ذاتي، بل بأموال عمومية خالصة ساهمت فيها وزارة الداخلية، وجماعة الدار البيضاء، وجهة الدار البيضاء–سطات. ومع ذلك، يجد المواطن نفسه أمام تسعيرة 80 درهمًا، أقرب إلى منطق المنتزهات التجارية منها إلى روح المرفق العمومي.
يدكر أن عمدة مدينة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، أعطت
صباح يوم الاثنين، الانطلاقة الرسمية لحديقة الحيوانات بعين السبع، لتطوى بذلك صفحة سنوات من الترقب وتُعاد الحياة إلى واحد من أبرز الفضاءات الترفيهية بالعاصمة الاقتصادية.
وقد أفتتحت الحديقة أبوابها أمام الزوار، الثلاثاء، في خطوة انتظرها البيضاويون الذين يعتبرون هذا الفضاء متنفسا بعد إغلاق دام سنوات طويلة.
وتضم الحديقة في حلتها الجديدة ثلاث مناطق رئيسية تحاكي بيئات القارات الإفريقية والآسيوية وأمريكا اللاتينية.









