الإحتجاجات السلمية لن توقف النهضة الرياضية والكروية الوطنية.

الطيب الشكري
في خضم الإحتجاجات التي عرفتها وتعرفها عدد من المدن المغربية التي انطلقت شرارتها من أكادير معقل رئيس الحكومة والتي رفع خلالها المحتجون أصواتهم عالية للتنديد بما وصلت إليه الأوضاع الصحية والتعليمية خاصة بعد تسجيل عدد من الوفايات بمستشفى ” الموت ” بعاصمة سوس، في خضم هذا الوضع خرجت علينا بعض الأصوات التي لا نعرف مصدرها ولا من يقف ورائها تدعوا إلى مقاطعة مباريات كأس إفريقيا الذي تحتضنه المملكة المغربية أواخر دجنبر من السنة الحالية، الجميع يعلم مدى حب المغاربة للرياضة عموما وكرة القدم تحديدا وشغفهم بها وما النتائج التي يتم تحقيقها على مستوى المنتخبات الوطنية والفرق المحلية والتي كان آخرها الفوز بكأس العرب بالعاصمة القطرية الدوحة وقبلها التتويج بكأس العالم للشباب بالشيلي على حساب المدرسة الأرجنتينية في مباراة تاريخية وما حققته العناصر الوطنية من نتائج مهمة بإقصائها لمنتخبات كبيرة مثل البرازيل إسبانيا فرنسا كوريا الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها لخير دليل على الطفرة التي تعرفها كرتنا الوطنية وكذا مستوى البنية التحتية الرياضية التي عرفت تطورا كبير ولقيت إشادة كبيرة من دول عديدة.
لا نختلف في أن الأوضاع التي تعرفها عدد من القطاعات الخدماتية وعلى رأسها قطاعي الصحة والتعليم تعرف العديد من الاختلالات ونقص حاد في البنيات التحية والبشرية الصحية والتعليمية، وأن الاحتجاجات السلمية التي خرجت منددة بتردي أوضاعها هي حق مكفول بقوة القانون والدستور مادامت في إطارها السلمي الحضاري، وأن الدعوات التي تحاول اليوم الركوب عليها وتحويرها بما يخدم مصالح دولة يعلم العالم مع من حشرنا معها في الجوار لا تترك أية فرصة تمر دون التشويش على أحقية المغرب باستضافت نهائيات كأس افريقيا للأمم وكأس العالم 2030 والتي تدعوا إلى مقاطعة مباريات منتخبنا الوطني، وهو ما تفطنت له الجماهير المغربية التي عبرت عن رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات المرفوضة بشكل قاطع لأنها تعرف حقيقة وهدف ما يتم الترويج له والدفع في إتجاه جعله واقعا لدى الجماهير المغربية التي تنقلت بمئات الآلاف وقطعت آلاف المسافات لمناصرة منتخبها وتجشيعه، فما بالك ونهائيات الكأس الافريقية تُلْعَب على أرض المملكة المغربية وداخل ملاعبها التي تم تجهيزها بأحدث التجهيزات بعد إعادة بنائها وتأهيلها رافعة سقف مطالبها بالظفر بالكأس الإفريقية الثانية وإعادة أمجاد كأس افريقيا 1976 بكينيا.
إن من يروج لهذه المغالطات ومن يدعمها يجهل حقيقة الجماهير المغربية العاشقة للمستديرة لأنها أكبر من أن تحركها دعوات مغرضة صادرة عن جهات، فهذه الجماهير الرائعة التي تعطينا في كل مباراة الدروس والعبر في كيفية إيصال الرسائل إلى من يهمهم الأمر هي سيدة نفسها وسيدة قرارها ولن تنجر أمام أية دعوات لمقاطعة نهائيات كأس أمم إفريقيا وسيكون حضورها كما كانت سابقا رسالة واضحة لكل المتربصين وخفافيش الظلام أنه عندما يتعلق الأمر بالمغرب وطنا، ملكا وشعبا فكل الخلافات تذوب أمام قوة ووصلابة وتماسك أبناء المغرب من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله دون أن ننسى مغاربة العالم المنتشرة بمختلف دول العالم التي تصنع هي الأخرى الحدث عندما يتعلق الأمر بمنافسات قارية أو عالمية حيث حضورها مميز ولافت.









