الاتحاد الاشتراكي والقفزة التنظيمية: بين الاستعداد الاستراتيجي والاستحقاقات القادمة

بقلم: المصطفى العياش جريدة “جيل24”
في وقت يواجه فيه المشهد السياسي المغربي تحولات متسارعة، اختار الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إعادة هندسة هياكله التنظيمية عبر المصادقة على لائحة المكتب السياسي الجديد وانتخاب مصطفى عجاب رئيسًا للمجلس الوطني، استعدادًا لمرحلة حاسمة من الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
تخللت هذه المرحلة تغييرات بارزة، حيث غادر المكتب السياسي عدد من القيادات السابقة، من بينهم حنان رحاب، يونس مجاهد، محمد شوقي، ومحمد محب، الذين يُحسبون تنظيمياً على مدينة الدار البيضاء. هذه التحولات تعكس إعادة ترتيب الأولويات داخل الحزب واستجابة للمتغيرات السياسية والانتخابية، وفتح المجال أمام تعزيز التنسيق الداخلي وتوحيد الرؤية استعدادًا للاستحقاقات القادمة.
المكتب السياسي الجديد والكتاب الوطنيون
يضم المكتب السياسي الجديد 33 عضوًا من مختلف المناطق والخبرات التنظيمية:
أعضاء المكتب السياسي:
أحمد مفيد، أشرف حسناوي، السالك المساوي، الشرقاوي الزنايدي، المختار الراشدي، المهدي العلوي، المهدي الفاطمي، إيمان الرازي، بديعة الراضي، حميد كجي، خديجة كنين، رجاء البقالي، سعيد بعزيز، صابرين المساوي، عائشة الزكري، عبد الحق أمغار، عتيقة جبرو، عمر أعنان، غسان أمرسال، فدوى الرجواني، فادي وكيلي، فوزية الحريكة، كريم السباعي، كمال الهشومي، لطيفة الشريف، محمد سطي، محمد غذان، محمد ملال، مروان الراشدي، مروان عمامة، مصطفى المتوكل، منال الثقال، نبيل نوري.
الكتاب الوطنيون داخل المكتب السياسي (حسب القطاعات):
المجتمع المدني: إبراهيم الراشدي
الثقافة: أحمد العاقد
الإعلام الحزبي الفرنسي “جريدة ليبيراسيون”: أحمد المهدي المزواري
المالية: إدريس الشطيبي
التعليم والبحث العلمي: هبري الهابري
الإدارة: جمال الصباني
الغرف المهنية: حسن الساخي
الرقمنة والذكاء الاصطناعي: خالد أوعقا
العلاقات الخارجية: خولة لشكر
القضايا الاقتصادية: طارق المالكي
مغاربة العالم: عائشة الكرجي
العدالة وحقوق الإنسان: عائشة الكلاع
الإعلام الحزبي العربي: جريدة “الاتحاد الاشتراكي” عبد الحميد جماهري
التواصل الرقمي: عبد الرحيم اصبارة
المؤسسات المنتخبة: عبد الرحيم شهيد
قضايا الشباب: عبد الله الصيباري
البيئة والتنمية المستدامة: علي الغنبوري
التكوين والقدرات: فتيحة سداس
الصحة والحماية الاجتماعية: كريم بلمقدم
التنظيم: محمد المموحي
قضايا النساء: ميلودة حازب
العمل النقابي: يوسف أيدي
إبراهيم الراشدي: خبرة قانونية وإشعاع سياسي
يتمتع إبراهيم الراشدي بخبرة طويلة كمحامي مخضرم، حيث تولى تمثيل الدولة في مجموعة واسعة من الملفات القانونية والاستراتيجية، ما أكسبه معرفة معمقة بالنظام القانوني والمؤسساتي المغربي وقدرة على التعامل مع التعقيدات الإدارية والسياسية. كما كان برلمانيًا سابقًا بالدار البيضاء، ونائبًا لرئيس البرلمان المرحوم عبد الواحد الراضي في حكومة التناوب، ما أتاح له خبرة تشريعية مباشرة وفهمًا معمقًا لآليات العمل البرلماني.
إضافة إلى ذلك، يتمتع الراشدي بشبكة علاقات واسعة مع رؤساء الأحزاب الكبرى في المغرب، بما في ذلك:
عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، ورئيس الحكومة الحالية.
فاطمة الزهراء المنصوري، أمينة عامة لحزب الأصالة والمعاصرة.
نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال.
نابل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية.
كما تربطه علاقات قوية مع عبد اللطيف وهبي، وزير العدل والحريات الحالي، ورؤساء النقابات، والشركات الكبرى، والمجتمع المدني، ما يعزز من قدرة الحزب على توسيع شبكة التحالفات السياسية والاستفادة من دعم صناع القرار.
كل هذه العوامل تجعل من مهمته في قطاع المجتمع المدني داخل المكتب السياسي أداة استراتيجية لتعزيز الإشعاع السياسي للحزب، وبناء تحالفات قوية، وتوسيع تأثيره على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، مما يؤهله للمشاركة الفاعلة في الحكومة المقبلة كحزب قوي قادر على التأثير وصناعة القرار.
تحديات الإعلام الحزبي
أي تحرك تنظيمي لا يكتمل دون جهاز إعلامي قوي وفاعل. الجرائد الحالية التابعة له، “الاتحاد الاشتراكي” العربية و“ليبراسيون” الفرنسية، لم تعد قادرة على الوصول إلى الجمهور بفاعلية، خصوصًا الشباب والناخبين لأول مرة، وهم الجمهور الأساسي في الاستحقاقات القادمة.
إرث إعلامي وفرص التطوير
وكفاعل إعلامي، عايشتُ مسار الإعلام الحزبي للاتحاد الاشتراكي، خصوصًا خلال الثمانينات، حيث كان الحزب يمتلك مقرًا كبيرًا باسمه، كانت تُدار فيه مطبعة تحت اسم “دار النشر المغربية” لطباعة منشورات الحزب. المقر ما زال في ملك الحزب، أما المطبعة فقد انتقلت لاحقًا إلى عين السبع في بناية شاهقة، ربما مستقلة عن إدارة الحزب. هذا الإرث التاريخي، الذي كان مقرّه الأصلي في زنقة الجندي روش بمدينة الدار البيضاء، يُظهر أن الحزب يمتلك أدوات قوية للنشر والتأثير الإعلامي، وقدرة على الوصول إلى الرأي العام.
مقترح لتطوير الجهاز الإعلامي الاتحادي
أقترح، انطلاقًا من خبرتي الإعلامية الطويلة ومتابعتي لمسار الحزب، أن يعمل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على تطوير جهازه الإعلامي بشكل شامل، مستفيدًا من الإرث التاريخي للحزب في مجال النشر والإعلام. أضع نفسي هنا كمساهم إعلامي يمكنه تقديم خبراته ومقترحاته بشكل مهني لتعزيز قدرة الحزب على رفع كفاءة التغطية الإعلامية، وضمان وصول رسائله السياسية بوضوح، وتعزيز التفاعل مع مختلف شرائح المجتمع، بما يتيح للحزب مواكبة التحولات السياسية والاجتماعية، والاستعداد الفعّال للاستحقاقات القادمة.
التحضير للاستحقاقات وتعزيز التأثير السياسي
بهذه الاستراتيجية المتكاملة بين التجديد التنظيمي داخل المكتب السياسي، تطوير الجهاز الإعلامي، والتكوين العملي للموزعين كمراسلين، سيتمكن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من تعزيز قدرته على التحرك بفعالية في الساحة السياسية الوطنية. هذه الطريقة لا تقتصر على تعزيز حضوره بين المواطنين، بل تمنحه الأدوات اللازمة لتقوية موقعه في الحكومة المقبلة، ولم لا، قيادة الحكومة.
الرهان الحقيقي يكمن في ترجمة الرؤية التنظيمية إلى برامج ملموسة، والاستفادة من الإرث الإعلامي والخبرة الطويلة للحزب، بحيث يتحول من قوة سياسية تاريخية إلى فاعل رئيسي قادر على التأثير وصناعة القرار على أعلى المستويات، وربما قيادة الحكومة المقبلة لإرساء سياسات إصلاحية حقيقية.









