فضيحة “1080 درهم”: متقاعد عسكري يواجه جواب الوزير ويسأل: من يستفيد من الإعانة المزعومة؟

وجدة – 27 اكتوبر 2025
شهد الأسبوع الماضي تداول وثيقتين بارزتين كشفتا عن وجهين متناقضين للواقع الاجتماعي والثقافي، حيث تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة للحكومة بشأن الوضع المادي المتردي لـ قدماء العسكريين والمحاربين، بالتزامن مع تسليط الضوء على الإنجازات والتحديات التي تواجه الفرق المسرحية المغربية في المهرجان الدولي للمونودرام.
متقاعد عسكري يفضح “كذبة” 1080 درهم: معاشات بـ 11 درهماً
في شهادة قوية ومؤثرة، فضح المتقاعد العسكري مولاي أحمد التميمي ما وصفها بـ “كذبة” الرقم الرسمي المعلن بخصوص إعانات المتقاعدين.
واستند التميمي إلى وثيقة رسمية مؤرخة بـ 14 فبراير 2022، وهي عبارة عن جواب للوزير المنتدب لدى إدارة الدفاع الوطني على سؤال برلماني (رقم 1379) يتعلق بـ تحسين الوضعية المادية لمتقاعدي القوات المسلحة الملكية. وتشير الوثيقة إلى وجود “إعانة خاصة” تبلغ 1080 درهم تُؤدى كل ثلاثة أشهر، وهي قابلة للتحويل لذوي الحقوق بنسبة 50%.
إلا أن التميمي أكد أن هذا المبلغ “لا وجود له” على أرض الواقع. وصرح بأن الإعانات الفعلية التي تقدمها مؤسسة الحسن الثاني لا تتعدى 2500 درهم في ثلاثة أشهر لـ “قِلة قليلة”، بينما يحصل الكثيرون على مبالغ زهيدة تصل إلى 250 درهم فقط كإعانة، أو لا يحصلون على شيء على الإطلاق.
معاشات هزيلة وأمراض مزمنة
أكد المتقاعد العسكري أن المعاشات التي تتقاضاها فئة واسعة من المتقاعدين والأرامل هي “هزيلة ومستحيا الحديث عنها”. فكشف أن بعض أرامل قدماء العسكريين يتقاضين معاشات لا تتجاوز 150 درهم أو 600 درهم، مشيراً إلى حالات مأساوية لمعاشات تصل إلى 11 درهم فقط.
وشدد التميمي على أن قدماء المحاربين الذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن، يعانون اليوم من أمراض مزمنة ناتجة عن الخدمة، مثل السكري والضغط الدموي. ومع غياب سكن لائق ومعاش كافٍ، يضطر الكثيرون منهم إلى بيع الخضروات والسلع المتنوعة عبر “الكرارس” في الشوارع لتكملة قوتهم اليومي.
ويقتصر الدعم الفعلي على تخفيضات النقل، حيث يستفيد قدماء المحاربين من تخفيض بنسبة 50%، بينما تصل نسبة التخفيض لـ معطوبي الحرب إلى 70%. وقد اختتم التميمي شهادته بدعوة صريحة إلى المسؤولين لـ “تقوى الله” في هذه الفئة، مؤكداً: “نحن أعطينا للوطن، يجب أن يعطينا الوطن”.









