نبوءة “الدكتور” بيلاردو تعود لتُضيء نهائي كأس العالم للشباب: هل يُتوّج المغرب “مستقبل كرة القدم” على حساب الأرجنتين؟

مدريد، 20 أكتوبر 2025 –

مع اقتراب ساعات المواجهة التاريخية بين منتخبي المغرب والأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا، عادت إلى الواجهة نبوءة صادمة أدلى بها الأسطورة الأرجنتيني كارلوس بيلاردو قبل نصف قرن من الزمان. الرجل الذي قاد “ألبيسيليستي” إلى التتويج بكأس العالم 1986 في المكسيك، تنبأ بأن قارة إفريقيا، وبالأخص المغرب، ستصبح القوة المهيمنة في عالم كرة القدم. واليوم، مع وصول “أسود الأطلس” إلى أول نهائي دولي لهم في هذه البطولة، يتساءل الجميع: هل ستتحقق رؤية “الدكتور” على حساب بلده الأم؟

النهائي المرتقب سيقام فجر غد الاثنين على ملعب “خوليو مارتينيز برادانوس” في سانتياغو، عاصمة تشيلي، حيث يتنافس المنتخبان على اللقب العالمي لأول مرة في تاريخهما المشترك. وفي ظل هذا التصادم الدرامي، أعادت وسائل التواصل الاجتماعي إحياء مقطع فيديو قديم لبيلاردو، البالغ من العمر 87 عامًا اليوم، يتحدث في مقابلة تلفزيونية عام 1975 أثناء مشاركته في كأس محمد الخامس بالمغرب. قال بيلاردو بكل ثقة: “قلتها عام 1975، حين ذهبنا للمشاركة في كأس محمد الخامس بالمغرب: هنا (في المغرب) مستقبل كرة القدم. ليس في أوروبا، ولا في أمريكا الجنوبية، ولا حتى في آسيا”.

واستكمل “الدكتور”، الملقب بهذا اللقب لخلفيته العلمية في علم النفس، شرح رؤيته الاستشرافية: “في إفريقيا، الناس لا يزالون يمارسون اللعبة. هنا (في بوينس آيرس) تتجول في الشوارع ولا تجد من يلعب كرة القدم. في الأرياف، نعم، لكن إذا ذهبت إلى إيطاليا، في روما أو ميلانو أو فلورنسا، لا تجد من يلعب. وفي ألمانيا، في كولونيا أو ميونخ.. أيضًا لا يلعبون. لا يوجد مكان”. وختم بتأكيد شغفه باللعبة الأفريقية: “على العكس من ذلك تمامًا في إفريقيا، تلعب كرة القدم في كل مكان. لديهم بلدان قوية مثل الكاميرون، نيجيريا، جنوب إفريقيا، تونس والمغرب، هناك تمارس اللعبة بحب وشغف. وهذا أمر جيد لأنهم يمتلكون المهارة”.

بدت هذه التصريحات في حينها مجرد رؤية بعيدة المدى، خاصة مع سيطرة أوروبا وأمريكا الجنوبية على عرش اللعبة. لكن السنوات الأخيرة أثبتت عكس ذلك، حيث أصبح المغرب رمزًا للصعود الأفريقي. في مونديال قطر 2022، حقق “أسود الأطلس” إنجازًا تاريخيًا بالمركز الرابع، متجاوزًا عمالقة مثل إسبانيا والبرتغال. وفي أولمبياد باريس 2024، توج المنتخب الأولمبي بميدالية برونزية أولى في تاريخ الكرة المغربية. والآن، مع تأهل المنتخب الشاب إلى النهائي بعد سلسلة انتصارات مذهلة في تشيلي، يبدو أن نبوءة بيلاردو تتحقق خطوة بخطوة.

من جانب آخر، يرى الجماهير الأرجنتينية في هذا النهائي فرصة لإعادة كتابة التاريخ. “ألبيسيليستي”، بطل العالم الحالي تحت قيادة ليونيل ميسي في الفئة الكبيرة، يمتلك تاريخًا غنيًا في الفئات الشابة، مع ثلاثة ألقاب في كأس العالم للشباب. لكن مواجهة المغرب، الذي يعتمد على مزيج من السرعة والذكاء التكتيكي تحت إشراف المدرب الإسباني سيسني لوبيز، قد تكون الأكثر تحديًا. هل سينجح الشباب المغاربة في تحويل كلمات بيلاردو إلى واقع ملموس، أم أن الأرجنتين ستثبت أن التراث اللاتيني لا يزال حيًا؟الإجابة ستأتي مع صافرة النهاية غدًا، لكن ما هو مؤكد أن هذه المواجهة ليست مجرد نهائي، بل لحظة تاريخية قد تغير مسار كرة القدم العالمية. كما قال بيلاردو ذات يوم: “المستقبل في إفريقيا”.

المصدر الرئيسي: صحيفة “ماركا” الإسبانية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!