رغم الاختلاف الجوهري مع عزيز غالي، نطالب بإطلاق سراحه

المصطفى العياش ـ صحفي ـ حقوقي

رغم المواقف السياسية المعروفة لعزيز غالي، الناشط الحقوقي والصحفي المغربي، خصوصًا مواقفه المثيرة للجدل حول قضية الصحراء المغربية ودعواته للتفاوض مع جبهة البوليساريو، يظل المواطن المغربي الذي يعيش محنة الاعتقال إنسانًا قبل كل شيء. في هذه اللحظة، تتجاوز السياسة كل الخلافات، لتظهر قيمة التضامن الإنساني.

الغالي، الذي شارك مؤخرًا في “أسطول الصمود” لكسر الحصار عن قطاع غزة، تعرض للاحتجاز من قبل السلطات الإسرائيلية، في موقف هش يسلط الضوء على الحاجة الملحة للضغط من أجل الإفراج عنه. ومن هذا المنطلق، فإن الدعوة لإطلاق سراحه ليست موقفًا سياسيًا بقدر ما هي موقف إنساني، يؤكد أن الحقوق الأساسية للإنسان لا تتجزأ، مهما كانت مواقفه السابقة.

المغرب، رغم كل التوترات والتباينات السياسية، يمكن أن يلعب دورًا فاعلًا في هذا الملف الإنساني. نطالب المسؤولين المغاربة بالتدخل لدى الجهات المعنية، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، لضمان إطلاق سراحه في أقرب وقت ممكن، حمايةً للكرامة الإنسانية.

كما نتمنى أن تكون هذه المحنة فرصة لعزيز غالي لمراجعة مواقفه السياسية السابقة تجاه المغرب، والتراجع عن المواقف التي أثارت جدلاً، وإعادة التفكير في طرق الحوار والتفاهم بدل الصراع، بما يخدم الاستقرار والأمن الإقليمي. ومن حقنا كمغاربة مطالبة الغالي بذلك، فالتراجع عن المواقف العدائية خطوة ضرورية نحو الثقة والاحترام المتبادل.

وبصفتي صحفيًا وحقوقيًا مغربيًا، أرى أن التضامن مع المواطن المغربي المحتجز، مهما كانت مواقفه السابقة، واجب أخلاقي وقيمي. هذه المحنة تؤكد مرة أخرى أهمية احترام حقوق الإنسان، والحفاظ على المبادئ الإنسانية في كل الظروف، وأن كل موقف سياسي يجب أن يُقاس أولاً بمعيار الإنسانية، مع حقنا المشروع في المطالبة بمراجعة المواقف المثيرة للجدل.

رغم الاختلاف الجوهري مع عزيز غالي، نطالب بإطلاق سراحه插图

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!