مؤتمر إقليمي للاتحاد الاشتراكي بجرادة: تجديد العهد بمحاربة الفساد وإنصاف الإقليم

عصام بوسعدة – عين بني مطهر

في أجواء سياسية مشحونة بالتحديات الاجتماعية والاقتصادية، استضافت مدينة عين بني مطهر، الخميس 4 شتنبر 2025، المؤتمر الإقليمي الثالث لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم جرادة، تحت شعار: “من أجل جرادة والإقليم: نواجه الفساد والتهميش ونؤسس لتنمية عادلة محلياً واجتماعياً“. هذا المؤتمر، الذي تزامن مع تخليد ذكرى الشهيد عمر بنجلون، شكل محطة تنظيمية بارزة لتجديد التزام الحزب بمبادئه النضالية، وتعزيز دوره في الترافع عن قضايا الإقليم.

أكد الدكتور عمر أعنان، عضو المكتب السياسي للحزب والبرلماني، في تصريح صحفي، على الدلالات التاريخية والوطنية لانعقاد المؤتمر في عين بني مطهر، مسقط رأس الشهيد عمر بنجلون، مشددًا على أن هذا الحدث يعكس التزام الحزب بالتفاعل مع الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، الذي دعا إلى القضاء على “مغرب السرعتين”. وأشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى تشكيل قيادة إقليمية قوية قادرة على الدفاع عن حقوق ساكنة جرادة، التي تعاني من التهميش وغياب العدالة المجالية.

البيان الختامي للمؤتمر عبر عن قلق عميق إزاء استمرار التهميش البنيوي لإقليم جرادة، مؤكدًا حرمان الساكنة من حقها في تنمية عادلة تدمجها في السياسات العمومية. وأدان البيان بشدة “تغول الفساد” والزبونية في تدبير الشأن المحلي، داعيًا إلى تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة وتعزيز الرقابة الشعبية والمؤسساتية لحماية المال العام.

وأشار البيان إلى أن إغلاق المدن المنجمية، مثل جرادة وتويسيت، دون توفير بدائل اقتصادية، تسبب في انهيار اجتماعي واقتصادي. وطالب بإطلاق برنامج تنموي مندمج يركز على البعد المنجمي، حماية البيئة، تعزيز الهوية المحلية، وتوفير فرص شغل كريمة. كما دعا إلى حماية الموارد الطبيعية من خلال تشييد السدود التلية، ودعم الفلاحين الصغار، وتبسيط إجراءات استثمارات الجالية المغربية بالخارج لتكون رافعة اقتصادية للإقليم.

توقف المؤتمر عند تجربة الحراك الاجتماعي بجرادة، الذي رفع شعارات الكرامة والعدالة، مؤكدًا أن الحلول الأمنية أو الترقيعية لا تكفي، ومطالبًا بتحقيقات شفافة حول المشاريع المنجزة، خاصة تلك التي تسببت في ضحايا بسبب غياب شروط السلامة. كما انتقد البيان الفساد الإداري والانتخابي، محذرًا من تراجع مصداقية المؤسسات التمثيلية، التي فشلت في أداء أدوارها الدستورية، مما عمّق أزمة الثقة لدى المواطنين.

في ختام أعماله، دعا المؤتمر إلى فتح صفحة جديدة تقوم على إشراك الساكنة والجالية المغربية في القرارات التنموية، مؤكدًا التزام الحزب بخوض معركة مواجهة الفساد والتهميش. كما دعا إلى بناء بدائل واقعية تضع إقليم جرادة في صلب العدالة المجالية والاجتماعية، ليصبح نموذجًا وطنيًا للتنمية المستدامة.وختم المؤتمر بدعوة الاتحاديات والاتحاديين والقوى الديمقراطية للانخراط في هذه الدينامية، من أجل كرامة المواطن، عدالة التنمية، وترسيخ دولة المؤسسات والحقوق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!