الطريقة القادرية البوتشيشية تحسم الخلافة، والدة منير القادري وعماته وإخوانه في رسالة لجلالة الملك : ” إشملوا بالرعاية خليفته الموصى به، ابنه البار الدكتور مولاي منير القادري بودشيش”.
اطلعت “جيل 24” عبر مصدر موثوق على رسالة مهمة تسلط الضوء على آخر التطورات بالطريقة القادرية البودشيشية، بعد وفاة شيخها الروحي الجليل، جمال الدين القادري بودشيش، رحمه الله.
خلف الرحيل، صراعا داخليا خرج إلى العلن بين كل من نجلي الراحل جمال الدين، منير و معاذ، ورغبة كل واحد منهما قيادة الطريقة، مما شكل فراغا روحيا كبيرا، لدى المريدين المنقسمين وكذا عائلة القادري بوتشيش.
بدأت تطفو على السطح بعض التساؤلات حول مسألة الخلافة، في غياب تام لمعطيات وأسباب هذا الخلاف حول المشيخة بين ابني الفقيد، الدكتور منير القادري بوتشيش وشقيقه الأصغر معاذ القادري بودشيش، وحول من سيحمل لواء المشيخة.
خرجت الوثيقة / الرسالة التي بين أيدينا لتنهي جدل الأسرة وعلى رأسهم حرم الراحل جمال الدين، و أخواته من والده الراحل الشيخ حمزة القادري بوتشيش وبعض من إخوان منير، لتقطع الطريق على التكهنات وتحسم رأي الأسرة في خليفة الشيخ جمال رحمه الله.
أكدت الرسالة الموجهة إلى أمير المؤمنين، على الوفاء وتجديد البيعة للعرش العلوي المجيد تأكيدا على عمق العلاقة التي تربط الطريقة البودشيشية بالعرش العلوي الشريف.
رفع شرفاء الطريقة القادرية البودشيشية وعائلة الفقيد، ممثلين عن مريدي ومحبي الشيخ الراحل، رسالة إلى الحضرة الشريفة، السدة العالية بالله، هذا نصها:
“مولانا الإمام، حامي حمى الملة والدين، أمير المؤمنين، السلام على مقامكم العالي بالله ورحمة الله تعالى وبركاته، سلاما ممزوجا بطيب المودة وبخالص الدعاء.
وبعد، فإن شرفاء الطريقة القادرية البودشيشية، يا مولاي، وهم يستحضرون ما أفاضه الله عليكم من نور الولاية، وما خصكم به من شرف نصرة الحق ورعاية أهله، ليرفعون إلى مقامكم الشريف أسمى آيات الوفاء وأصدق معاني الشكر، على ما أوليتم لشيخنا الجليل، مولاي جمال الدين القادري بودشيش، رحمه الله، من إحاطة مولوية سامية، وعناية ميمونة في حياته وبعد انتقاله إلى رحمة ربه، وهو الذي أفنى عمره في نشر الهدى والصفاء، وجمع القلوب على كلمة التوحيد، وربط حب الوطن بحب الله ورسوله، والوفاء لعرشكم المجيد، فجزاكم الله عنه وعنا وعن سائر مريديه ومحبيه خير الجزاء، وأعظم لجنابكم الأجر والثواب عن برّكم بأهل الله، وصونكم لهذا الإرث الروحي الذي توارثته أمتنا منذ عهد أسلافكم المنعمين.
مولانا أمير المؤمنين، لقد كان فقيدنا – رحمه الله تعالى – ممن لاحت عليهم أنوار الولاية والصلاح، فكان قلبه معلقا بالله، ولسانه رطبا بذكره، ويده ممدودة بالخير لكل الخلق، جامعا بين صفاء السريرة وصدق المحبة للوطن ولعرشكم المجيد، داعيا لكم يا مولاي في الغيب والحضور، أن يمدكم الله بمدده، ويكلأكم بعينه التي لا تنام، وظلّ طوال حياته مثالا في الإخلاص والوفاء، خادما للدين والوطن، ناشرا للخير ومكارم الأخلاق، وسائر الصفات الحميدة، والفضائل المجيدة.
إن عائلة المشمول بعفو الله يا مولاي، وسائر شرفاء الطريقة القادرية البودشيشية، إذ يجددون عهد الوفاء لعرشكم الأمين، فإنهم لعلى يقين أن رعايتكم لهذه الطريقة، ولسائر الطرق الصوفية المغربية الأصيلة، إنما هو من باب حرصكم على حفظ هذا الميراث الروحي الخالد، الذي عرفه المغرب، والذي يربط الأرض بالسماء، ويغذي الأمة بمكارم الأخلاق، ويحليها بنور الإيمان.
ولذا فإننا نلتمس من بركات عطفكم الملكي يا مولاي، أن تشملوا بالرعاية خليفته الموصى به، ابنه البار الدكتور مولاي منير القادري بودشيش، الذي نشهد له جميعا، كما شهد له بذلك شيوخ هذه الطريقة المباركين بأهلية الإرشادوالتربية، سواء بما تواتر بين المريدين من وصاياهم الصريحة في غير ما مناسبة بهذاالشأن، أو بما وثقوه وكتبوه من وصايا صريحة ” وصية الشيخ حمزة قدس الله سرهبتاريخ 3 اكتوبر 1990 و وصية الشيخ جمال الدين قدس الله سره بتاريخ 5 دجنبر 2024 .”
ولذا فإننا نستعطف جلالتكم أن تشملوه وتسدلوا عليه عنايتكم الكريمة، وتسبغوا عليه من فضائلكم الوافية، حفاظا على هذا السند الروحي المتصل الذي حملته قلوب العارفين عبر القرون، وتوارثته الأجيال في ظل عناية أسلافكم الميامين، الملوك العلويين الأماجد، الذين جمعوا بين نصرة الدين ورعاية أهل الله الصالحين.
نسأل الله العلي القدير، يا مولاي، أن يمد في عمركم الميمون، وأن يلبسكم حلةالصحة والعافية، وأن يفيض على أيديكم الخير العميم، وأن يقر أعينكم بولي عهدكمالمحبوب، صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزركم بأخيكم السعيد،صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ويحفظ سائر أفراد أسرتكم الملكية الشريفة،وأن يبقيكم ذخراً وملاذًا للأمة، وسراجا هاديا في دروبها، إنه سميع مجيب.والسلام على المقام العالي بالله ورحمة الله وبركاته.
