افتتاح المعهد الوطني العالي للموسيقى والفن الكوريغرافي في الرباط.. خطوة طموحة لتعزيز الإبداع الثقافي

الرباط – 13 ماي 2025
في خطوة طموحة لتعزيز التعليم الفني ودعم الصناعات الثقافية، أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل عن افتتاح المعهد الوطني العالي للموسيقى والفن الكوريغرافي (INSMAC)، الذي سينطلق مع الدخول الجامعي 2025-2026. يقع هذا الصرح الثقافي الجديد في قلب العاصمة الرباط، بالقرب من مسرح محمد الخامس، ويمتد على مساحة تزيد عن 9000 متر مربع، ليصبح أول مؤسسة جامعية متخصصة في الموسيقى والفن الكوريغرافي في المغرب.

معهد رائد لتكوين جيل جديد من الفنانين
يطمح المعهد إلى أن يصبح قطباً للتميز الأكاديمي والبحثي في مجالي الموسيقى والرقص، مواكباً للدينامية الوطنية لتثمين التعليم الفني. ويهدف إلى إعداد جيل جديد من الفنانين والمربين والمهنيين المبدعين القادرين على تلبية متطلبات السوق الثقافي المحلي والدولي. كما يسعى إلى تطوير البحث الأكاديمي عالي المستوى في علم الموسيقى والفن الكوريغرافي، مع التركيز على التراث الثقافي المغربي الغني كمصدر إلهام.
ويعتمد المعهد مقاربة تعليمية مندمجة تجمع بين التميز الفني، التقنية المتقدمة، والانفتاح الفكري. وسيقدم برامج تكوينية تمنح شهادات الإجازة، الماستر، والدكتوراه (نظام LMD)، تشمل دروساً عملية ونظرية، من تقنيات الموسيقى وتصميم الرقصات إلى مواد مستعرضة تتناول التحديات المعاصرة للقطاع الثقافي. هذا النهج يضمن إعداد خريجين متعددي المهارات، قادرين على الإسهام في ازدهار الصناعات الإبداعية.

بنية تحتية حديثة بمعايير عالمية
يتميز المعهد ببنية تحتية متطورة تلبي المعايير الدولية، تشمل مسرحاً بسعة 400 مقعد، استوديو تسجيل متقدم، فضاءات بيداغوجية متعددة الاستخدامات، قاعات للمحاضرات، مكتبة وسائطية، بالإضافة إلى مقهى ومطعم. هذه التجهيزات تهدف إلى توفير بيئة تعليمية محفزة تدعم الإبداع والابتكار.
ووفقاً لتصريحات الوزارة، ستفتح التسجيلات بعد الإعلان عن نتائج امتحانات البكالوريا في يوليو 2025، مما يتيح للطلبة الشغوفين بالفن فرصة الانضمام إلى هذا المعهد الرائد مع بداية الموسم الجامعي 2025-2026.

خطوة استراتيجية لتعزيز الهوية الثقافية
يأتي افتتاح المعهد في سياق استراتيجية وطنية لتطوير التعليم الفني وتعزيز الصناعات الثقافية، التي تشهد نمواً متسارعاً في المغرب. ووفقاً لتقرير صادر عن وزارة الثقافة عام 2024، ساهم القطاع الثقافي بنسبة 3.5% في الناتج المحلي الإجمالي، مع توقعات بارتفاع هذه النسبة مع تزايد الاستثمارات في التكوين والإبداع.
ويبرز المعهد كمنصة لتكوين كفاءات فنية قادرة على تعزيز الهوية الموسيقية المغربية، سواء من خلال الحفاظ على التراث المحلي مثل الملحون والموسيقى الأندلسية، أو من خلال الانفتاح على الت corrents العالمية في الموسيقى والرقص. كما يعكس هذا المشروع التزام الوزارة بالارتقاء بجودة التعليم الفني، ودعم الشباب المغربي في بناء مسارات مهنية مستدامة في القطاع الثقافي.
مع افتتاح المعهد الوطني العالي للموسيقى والفن الكوريغرافي، يعزز المغرب مكانته كمركز إقليمي وعالمي للإبداع الفني. هذا الصرح الجديد ليس مجرد مؤسسة أكاديمية، بل رمز للطموح الوطني في الجمع بين الحفاظ على التراث وتبني الابتكار. ومع اقتراب الموسم الجامعي 2025-2026، يترقب الشباب المغربي فرصة الانضمام إلى هذا المعهد، ليكونوا جزءاً من نهضة ثقافية وفنية واعدة.