توتر في محاكمة سعيد الناصيري بالدار البيضاء: القاضي يوبخه ويطالبه باحترام المحكمة

الدار البيضاء – 26 أبريل 2025
شهدت قاعة غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، يوم الجمعة 25 أبريل 2025، أجواء مشحونة خلال جلسة محاكمة سعيد الناصيري، الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي، ضمن القضية المثيرة للجدل المعروفة بـ”إسكوبار الصحراء”. الجلسة، التي ترأسها القاضي علي الطرشي، اتسمت بتوبيخ حاد وجهه القاضي للناصيري بسبب أسلوبه “غير المحترم” أثناء المناقشة.
بدأت التوترات حين رفض القاضي طريقة إجابات الناصيري، التي وُصفت بالمتسرعة والطويلة، حيث خاطب الهيئة بعبارات اعتُبرت غير لائقة، مثل “شوف”. وفي رد فعل حاسم، قال القاضي: “احترم راسك شوية، وما تخاطبش الهيئة بشوف”، مضيفًا: “المحكمة ليست تلميذًا يتعلم من الناصيري، ونحن لسنا خصومك”. وفي لحظة ساخرة، تساءل القاضي: “هل ترغب في تسيير الجلسة مكاننا؟”، مؤكدًا أن المحكمة تحافظ على حياديتها وتتولى إدارة الجلسة.
تأتي هذه الواقعة في سياق محاكمة معقدة تتعلق باتهامات خطيرة ضد الناصيري وآخرين، تشمل الاتجار الدولي بالمخدرات، التزوير في محررات رسمية، والنصب والاحتيال. ويتابع الناصيري، إلى جانب عبد النبي بعيوي ومتهمين آخرين، في هذا الملف الذي أثار اهتمام الرأي العام منذ إيداعهم سجن عكاشة في ديسمبر 2023.
خلال جلسات سابقة، أبدى الناصيري ثقته في براءته، مؤكدًا امتلاكه أدلة تدحض التهم، كما انتصب طرفًا مدنيًا ضد متهم آخر بدعوى الإضرار به. ومع ذلك، أثارت تصرفاته في جلسة الجمعة انتقادات واسعة، حيث اعتبر البعض أن سلوكه يعكس تحديًا لهيبة المحكمة.
نشير الى أن القضية المعروفة إعلاميًا بـ”إسكوبار الصحراء” تتعلق بشبكة إجرامية مزعومة تنشط في تهريب المخدرات دوليًا، إلى جانب تهم أخرى مثل التزوير في محررات رسمية، النصب والاحتيال، وتكوين عصابة إجرامية. سعيد الناصيري، الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي والقيادي السابق بحزب الأصالة والمعاصرة، يعد أحد أبرز المتهمين في هذا الملف، إلى جانب عبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق السابق، وآخرين. بدأت القضية في ديسمبر 2023، عندما أحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية 25 متهمًا إلى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث أُودع الناصيري وبعيوي وآخرون سجن عكاشة.
قررت هيئة الحكم تأجيل الجلسة إلى 2 مايو المقبل لمواصلة الاستماع إلى المتهمين، وسط ترقب لما ستكشفه الجلسات القادمة في هذا الملف الحساس.
ويبقى السؤال: هل ستتمكن المحكمة من كشف خيوط هذه القضية المعقدة، وهل سينجح الناصيري في إثبات براءته كما يزعم؟
المصادر:
تقارير إعلامية من مواقع “هسبريس” و”برلمان.كوم” ومنشورات على منصة إكس