تراجع مفاجئ لحزب الأحرار في شفشاون: بداية عقاب شعبي أم عثرة مؤقتة؟

في تطور سياسي لافت، شهدت الانتخابات الجزئية بالدائرة 21 في إقليم شفشاون نتيجة صادمة لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يترأس الحكومة المغربية. فقد حصل مرشح الحزب، وهو وجه بارز يشغل منصب كاتب الاتحادية التجمعية في الإقليم الأكبر بجهة الشمال، على 21 صوتا فقط، مقابل 82 صوتا لمنافسه من حزب الحركة الشعبية.
هذا الأداء الضعيف يثير تساؤلات عميقة حول مكانة الحزب في معقل من معاقله التقليدية، خاصة أن الأحرار يترأس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، والمجلس الإقليمي لشفشاون، والمجلس الجماعي لباب برد، وله برلماني يمثل الإقليم.
هل تعكس هذه النتيجة بداية معاقبة شعبية لحزب رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، على تدبيره للشأن العام، مع اقتراب الاستحقاقات التشريعية والجماعية والجهوية؟ أم أنها مجرد عثرة عابرة تستوجب مراجعة داخلية صارمة لاستراتيجيات الحزب وخياراته الانتخابية؟
اللافت أن هذا التراجع لم يكن متوقعا، خاصة مع الثقل السياسي والتنظيمي للحزب في المنطقة، مما يجعل الحدث جديرا بالتأمل والتحليل.
تشير هذه النتيجة إلى ضرورة استقراء دقيق للمزاج الشعبي في إقليم شفشاون وجهة الشمال عموما، حيث قد تكون مؤشرا مبكرا على تحولات محتملة في المشهد السياسي والانتخابي.
فهل يتمكن حزب الأحرار من استعادة زخمه السياسي عبر تصحيح مساره وتعبئة قواعده؟ أم أن هذه الهزة تنذر بتحديات أكبر في الأفق؟
الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كان هذا التراجع مجرد انتكاسة عابرة أم بداية مرحلة جديدة من التنافس السياسي الحاد.