ادريس لشكر : الدعم المبدئي للقضية الفسطينية مع نقد حاد “طوفان الأقصى” التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر

موقف إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المغرب، من القضية الفلسطينية وحركة حماس، يتميز بمزيج من الدعم المبدئي للقضية الفلسطينية مع نقد حاد لعملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر 2023. في تصريحات أدلى بها خلال لقاء صحفي في الرباط يوم 26 مارس 2025، عبّر لشكر عن رؤية سياسية تثير الجدل، حيث اعتبر أن الهجوم الذي قادته حماس كان “نكسة خطيرة” للقضية الفلسطينية، محملاً الحركة مسؤولية اتخاذ قرار منفرد دون تنسيق مع السلطة الفلسطينية، ما أدى إلى عواقب وخيمة على الشعب الفلسطيني.
لشكر أكد أن حزبه يدعم القضية الفلسطينية كقضية عادلة، مشدداً على أن المغرب ظل داعماً تاريخياً لها دون شروط أو مزايدات سياسية. ومع ذلك، انتقد ما وصفه بـ”تهور” حماس في عملية “طوفان الأقصى”، معتبراً أنها لم تحقق انتصاراً أو تحريراً، بل عرضت القضية لمخاطر كبيرة، بما في ذلك تعرض الشعب الفلسطيني لـ”إبادة” وتهديد القضية بالتصفية. في رأيه، هذا القرار التكتيكي أضر بالموقف الفلسطيني جيوسياسياً وبشرياً، داعياً إلى خطاب عقلاني وواقعي يركز على مخاطبة العقول بدلاً من “النخاع الشوكي” أو الشعارات العاطفية.
كما أشار لشكر إلى أن الواقع الدولي المعقد، بما في ذلك ضعف الدول العربية وتأثير السياسات الغربية، يتطلب مقاربة دبلوماسية ذكية للدفاع عن القضية الفلسطينية، مع التمسك بحل الدولتين ودعم السلطة الفلسطينية كممثل شرعي. وفي سياق متصل، دافع عن موقف المغرب الرسمي، بما في ذلك اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، معتبراً أنها تخدم المصالح الاستراتيجية المغربية دون التخلي عن دعم الفلسطينيين.
هذا الموقف أثار ردود فعل متباينة، حيث تعرض لشكر لحملة انتقادات واسعة من نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، اتهموه فيها بالتطبيع أو التساهل مع إسرائيل، بينما دافع آخرون عن رؤيته كتحليل سياسي واقعي يهدف إلى تقييم الاستراتيجيات بعيداً عن الشعبوية.