بايتاس.. من معلم بسيط إلى وزير يتباهى بالبذخ

بقدرة قادر، تحول مصطفى بايتاس، في ظرف وجيز، من معلم بسيط بالسلك الابتدائي إلى وزير ثري يعيش البذخ ويصرف الملايين في وليمة للتباهي ذكرتنا بالحفل الباذخ الذي أقامه الوزير السابق محمد مبدع وقدم فيه الغزلان المشوية لضيوفه.
بايتاس الذي حج على حساب أموال دافعي الضرائب، من بوابة رئاسة الوفد الرسمي للحجاج المغاربة، باقتراح من رئيسه في الحزب وفي الحكومة، عزيز أخنوش، لم يجد حرجا في التباهي أمام أبناء بلدته المهمشة والفقيرة “سيدي ايفني“، التي نادرا ما يطل عليها بعدما أصبح وزيرا ينعم بالريع و “خيرات الكرسي”.
الوزير الشاب الذي لم يكن راتبه يتجاوز 5000 درهم، أضحى بين ليلة وضحاها، من كبار أثرياء المنطقة، وأصبحت لديه القدرة لإطعام 2000 شخص من نواب ومستشارين ونبلاء وأعيان والمنتخبين بالجهات الجنوبية، حسب ما نقله موقع “برلمان.كوم” عن مصادره، بأموال لو أنفقها على مشاكل بلدته لمكنت من حل الكثير منها وعادت بالنفع على الساكنة.
سلوك “غلام الحكومة”، كما يحب رئيس مجموعة العدالة والتنمية بمجلس النواب، أن يطلق عليه، أثار امتعاض وسخط نشطاء وفعاليات المجتمع المدني بمدينة سيدي إفني، أولا لكونه سابقة إذ لم يسبق لأحد من رؤساء الوفود السابقة أن نظم حفلا بمناسبة عودته، وثانيا بسبب حجم ما تم إنفاقه من أموال وقيمة الهدايا التي تلقاها الوزير، ضمنها 67 رأسا من الإبل.
ويأتي الحفل الباذخ بعد أسابيع فقط من خطاب العرش الذي أكد فيه الملك على ضرورة التحلي بالجدية، باعتبارها منهجا متكاملا يقتضي ربط ممارسة المسؤولية بالمحاسبة، في “الحياة السياسية والإدارية والقضائية: من خلال خدمة المواطن، واختيار الكفاءات المؤهلة، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين، والترفع عن المزايدات والحسابات الضيقة “.
هذا الاستعراض للجاه والثراء، يدفعنا إلى التساؤل عن مصدر الأموال التي أنفقها الوزير الشاب بشراهة في الحفل وهو الذي لم ينفق من جيبه على أداء مراسم الحج؟ وما الرسالة التي يحاول أن يبعثها إلى مواطني بلدته الذين يعانون من مشاكل يومية تهم حياتهم البسيطة؟ وهل يقوم الوزير بحملة انتخابية قبل الأوان ؟

