اخشيشن يخشى من تلاشي رئيسه ، مستجديا جهات داخل الدولة من أجل بقائه

الأنباء بوست / حسن المولوع 

بخطاب مليء بلغة التباكي والاستجداء،  المكتوب من نفس محبرة عبد الله البقالي ، وبعبارات غير واضحة ، عبر عبد الكبير اخشيشن رئيس المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة عن رفضه للممارسات المخلة بأخلاقيات المهنة التي بات يعرفها الحقل الإعلامي في المغرب من قبل من وصفهم بالدخلاء والمتطفلين ، مطالبا؛ دون أن يحدد الجهة التي يوجه لها هذه المطالبة ، بوضع حد للعشوائية والعبثية ، مضيفا ضمن الكلمة التي ألقاها في حفل توزيع جائزة واد نون الوطنية الكبرى للصحافة والاعلام مساء السبت بمدينة آسا الزاك ” أن النقابة من واجبها خوض هذه المعركة غير السهلة للتصدي للدخلاء الذين وصل سعار بعضهم إلى الخوض في الحياة الخاصة للنقابيين “

الواقع أن مثل هذا الكلام لا يختلف حوله إثنان ولا تتناطح بشأنه عنزتان ، لكن إذا تمحصنا في مضامينه وسياقه سنجد أنه كلام مناسباتي أشبه بحركات النطيحة والمتردية وما أكل السبع ، بمعنى  انه كلام لا قيمة له  ، لأنه يتناول النتيجة ويهرب من ذكر السبب والمسبب له ، كلام يتناول الفرع ويتناسى الأصل ، ولذلك فهو كلام ليست له أي قيمة خصوصا في هذا الوقت الذي كان من المفروض أن يقوم فيه السيد اخشيشن بتقديم حصيلة المجلس الوطني للصحافة مع الدعوة الى تنظيم انتخابات لتجديد الهياكل ، على اعتبار أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية ممثلة داخله وأن رئيسها هو نفسه عضو ورئيس لجنة منح البطاقة المهنية به، وعضو بلجنة الاخلاقيات كذلك ، ما يعني أنه كانت له كامل الصلاحيات من أجل القيام بما يشتكي منه اخشيشن اليوم ، وليس القيام بالتسلط ومحاربة الصحفيين والتحريض عليهم وضدهم وتشويه سمعتهم (…)

 مما لا يخفى على الجميع أن المجلس الوطني للصحافة، وطبقا للقانون هو المسؤول عن تنظيم المهنة ، فأي قيمة مضافة أضافها هذا المجلس طيلة الأربع سنوات ونصف دون أن يستطيع القضاء او الحد من الدخلاء والمتطفلين ؟ ونحن نعلم أن جميع أعضائه كانوا يحصلون على تعويضات سمينة من أجل القيام بذلك ، وبالتالي فالسيد اخشيشن ربما تناسى هذا المعطى، وما ينبغي له ذلك ، لأنه مسؤول نقابي ، والمسؤول عليه أن يضبط كلامه قبل صعود المنصة، حتى لا تسبقه الحماسة ويسبقه لسانه ويقول كلاما يكون حجة عليه لا حجة له .

استمر السيد اخشيشن في التباكي عبر كلمته ، وهذه المرة وصف المنتقدين لبعض أعضاء النقابة وخصوصا رئيسها ، بأن بهم سعار وصل حد الخوض في الحياة الخاصة للنقابيين ، وهذا كلام فضفاض وهروب من النقاش الجوهري ، ويمكن القول عليه أيضا أنه كلام لا قيمة له ، بكل بساطة لأنه يفتقد إلى الدليل ، إذ لم يعط ولا نموذجا واحدا عن هؤلاء ولم يكشف عن مقالاتهم التي تخوض في الحياة الخاصة ، ونحن بكل صراحة لم نقرأ او نسمع يوما بأن أحدا تكلم في لون تبان أي نقابي ، بل النقاش كان عبارة عن جدال فكري ونقد لاذع ، ربما هناك من لا يتحمل هذا النقد ، وهناك من لا يستصيغه على اعتبار أنه يعتبر نفسه أن هو الأب الوصي على الصحافة والصحافيين ولا حق لأحد انتقاده .

إن ما أغفله السيد اخشيشن في كلمته هو توضيح من هم الدخلاء ؟  ففي نظرنا أن الدخلاء هم  من استولوا على القطاع وتحكموا فيه ، وصنعوا منه ما صنعوا ، والدخلاء  في الحقيقة هم من اقتحموا عالم الصحافة بعدما لفظهم التعليم الأولي ، فلقد كان بعضهم معلما، ولكن بسبب عسر الحال ، وضيق الحال ، وفقر الحال بميسور ، دخلوا الصحافة وصاروا ميسوري الحال بالطرق المعروفة وغير المعروفة حتى لا نقول مشبوهة لأن أخلاقنا المهنية تترفع عن الخوض في هكذا أمور ، إذ أن الغريب في الأمر أن هناك من بيته من زجاج فيقذف الناس بالحجارة ، ولو أن الزجاج هو رمز للوضوح والشفافية ، ووجب أن نكون جميعنا واضحين وشفافين وتكون أموالنا معروفة المصدر ، وليست أموال من تحت الطاولة ولا عن طريق الابتزاز .

 الدخلاء على المهنة هم الشناقة الذين يعيشون على الريع والتسول والابتزاز ، وهم الذين يمارسونه صحافة الطعن في الشرفاء وسب وقذف النزهاء ، لا لشيء سوى لأنهم يؤمنون بوطن يضمن الحرية والحقوق لجميع المغاربة ، ولا يقايضونها بأظرفة مالية ، ولا بامتيازات فانية ، كالضبع الذي يعيش على بقايا ما يترك من طعام

إن دخلاء المهنة الذين لم يذكرهم السيد المحترم والنزيه عبد الكبير اخشيشن  ليسوا ممن تخرجوا من الجامعات والمعاهد وليسوا ممن استثمرت فيهم عائلاتهم الفقيرة ، بل الدخلاء هم الذين جيئ بهم من ” تحياحت ” الأحزاب السياسية إلى عالم الصحافة ولم يستطيعوا وضع بصمة بهذا العالم ولما جاء الجيل الجديد الذي له تكوين، أحسوا بسحب البساط من تحت أرجلهم، هم أيضا من المستجدين لوريقات مالية من أجل الجلوس في الحانة إياها أو تلك، للكتابة تحت الطلب أو لنقل مهاجمة هذا أو ذاك تحت الطلب ، هؤلاء هم الدخلاء الذين يجب أن يتحدث عنهم السيد المحترم عبد الكبير اخشيشن .

الدخلاء على المهنة أيضا، هم الذين يتوجهون إلى تونس باسم النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي نكن لها كل الاحترام والتقدير ولجميع الأعضاء بها، ولا يستطيعون إلقاء كلمة واحدة دفاعا عن المصالح المغربية وصورة البلاد هناك، وتجدهم داخل المغرب ألسنتهم طويلة أطول من “المدلك ديال الحلوة”

الدخلاء هم الذين يقومون ” بالنويبة” داخل النقابة ولا يفسحون المجال للشباب ولا للنساء من أجل قيادتها ويمارسون الوصاية على الجميع ، ومن يختلف معهم يهمشونه ويشنون عليه الحروب الخفية والمعلنة حتى أصبحت هذه النقابة في قبضة بعض الباحثين عن الامتيازات والسفريات ، وعندما تقذف زميلة لهم  في عرضها لا يستطيع أحد منهم نشر تدوينة تضامنية معها او دفاعا عنها في المقابل نجد ان من يقوم بمهمة الدفاع هم اشخاص من خارج النقابة ولا انتماء نقابي او حزبي او جمعوي لهم

الدخلاء هم الذين يبتزون الدولة ويقولون  لها ضمنيا إما الاستمرار في الكرسي او القيام ب”القومة” ، ويقومون بإجراء حوارات مع صحافية عبر قناة يوتيوبية معروفة بخطها التحرير ، والتي تستضيف أشخاصا يهاجمون رموز الدولة ومن أبرزهم عين الأمن التي لا تنام السيد عبد اللطيف الحموشي ، فلماذا لا يقوم السيد عبد الكبير اخشيشن بتوجيه اللوم لمثل هؤلاء وهو الذي يشتغل بجريدة محترمة اسمها الأحداث المغربية التي تدافع عن الدولة ورموزها ؟  هذاون الحديث عن أمور أخرى من قبيل الحكاية المعروفة التي تم الترويج لها والمتعلقة بالتنصت على هواتف الصحافيين والسياسيين والحقوقيين ، فتصريح كهذا على لسان مسؤول نقابي خلق في نفوسنا نحن المبتدئين الرعب رغم اننا لم نصدقه .

إن ما سبقت الإشارة إليه أن كلام السيد عبد الكبير اخشيشن هو كلام لا يختلف حوله اثنان شكلا ، لكن في السياق الذي جاء فيه ، أشرنا أنه كلام لاقيمة له ، ذلك أن انتشار المتطفلين على مهنة الصحافة سببه أشخاص عملوا على محاربة وإقصاء الصحافيين الحقيقيين والنزهاء ، القدامى منهم والجدد ممن ينتقدونهم ، من خلال حرمانهم من حقهم في الحصول على بطائقهم المهنية تعسفا وبطاقة التنقل الخاصة بالقطار التي لا تعطى الا للموالين ، وهؤلاء يعرفون حق المعرفة أن من يحاربونهم منهم من هم أقدم منهم ، ومنهم الجدد الذين يبدعون ويجيدون جميع الأجناس الصحفية ، لكن وبسبب مزاجية بعضهم وانتهاج سياسة الاقصاء والتهميش للصحافيين الحقيقيين ، تم فتح الباب على مصراعيه للدخلاء ولكل الساقطين سهوا على الميدان ولكل من تاهت بهم السبل .

فليمتلك السيد اخشيشن الجرأة ويفتح هذا الملف للنقاش ، أما الكلام الفضفاض الموجه للإستهلاك المناسباتي فهو كلام لن يغير من الواقع شيئا ، ونفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتيجة حتى ولو جيء بقانون من السويد  وليس التعديل فقد ، فذلك لن يغير من الواقع شيئا ما دام هناك أشخاص دخلاء بيننا لهم عقليات شن الحروب على الغير  ،  وبالتالي يلزمهم المكوث في بيوتهم من أجل أن يعيشوا تقاعدهم في راحة وسلام ، لأن التغيير قادم لا محالة

إن اللغة المستعملة من طرف السيد عبد الكبير اخشيشن ضمن كلمته المذكورة ، هي لغة قديمة بأسلوب أكل عليه الطهر وشرب ، هذا الأسلوب يعتمد على تخويف الدولة من المجهول ، ويرسل لجهات ما إشارات مفادها ” إننا نحن الأقدر على انقاد البلاد من الدخلاء ، فهؤلاء سيسيؤون لصورتها ونحن من نستطيع محاربتهم ، شريطة أن تمنحونا الكراسي للاستفادة من ريع الدولة ” وبطبيعة الحال الدخلاء هم من صنعوهم ويعتمدون في ذلك طريقة قديمة ، صناعة المشكل ومعه الحل ، يعني نقوم بتخويفك من مشكل والحل بين أيدينا وحدنا ، لكن ما غاب عن النقاش وهو الأساسي والجوهري ، أين هي حصيلة المجلس الوطني للصحافة طيلة الأربع سنوات ونصف وما هي قيمته المضافة إن لم يستطع تنظيم المهنة والقضاء على الدخلاء والمتطفلين ؟  

واخيرا، لماذا لم يتم اجراء الانتخابات في وقتها ضدا في إرادة الصحافيين والصحافيات الذين لهم وحدهم الحق في اختيار من يمثلهم لا من يمارس الوصاية عليهم ، هذا هو السؤال الأساسي والجوهري الذي تنبغي الإجابة عنه بكل وضوح دون مراوغة ولا تباكي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى