الطبيب والمقاول والفقيه:الثالوث المباح بجهة الشرق.

بمجرد قراءة العنوان، ينتابنا شعور بالقشعريرة لما يحمله العنوان من تناقض. فالطبيب هو رمز الحياة، و الفقيه هو رمز الايمان و المقاول هو رمز الاستقرار وخلق الثروة المادية وإحداث مناصب الشغل وأداء الواجب الوطني عبر أداء الضرائب وتحقيق المسؤولية الإجتماعية والمجتمعية لمقاولته. و ما يفترض ان يجمعهم هو فعل الخير، و الصدقة الجارية للتخفيف من آلام المرضى. فلن يخطر ابدا على بال أي أحد ان يكون هذا التكثل من اجل الاستغلال ونمذجة حركة فتح الله غولن التركية بجهة الشرق.

الا انه، و لظروف معلومة، و في مدينة معلومة، انضم الطبيب الى المقاول بمباركة الفقيه الذي يقلد نموذج فتح الله غولن التركي لاحتباس الضعفاء من العباد داخل مثلث الموت الذي يشكلونه…

فالمريض اصبح مجرد بضاعة ينطبق عليها منطق المقاولة التي أرضعت ومازالت من براثين إقتصاد الريع والرخص الإستثنائية على غرار ما انطبق على المتصدقين في سبيل الله لبناء المساجد والمراكز الإجتماعية والذين مصت دماؤهم. واذا اعدنا الى الوراء ذاكرة الزمن القوية، لوضعنا كلا من الشركاء في موقعه:

فالمقاول ليس الا انتهازيا محضا أرضع من إقتصاد الريع والإمتيازات التي منحت لمقاولات الجهة مع إطلاق الأوراش الكبرى بالجهة خلال العشرية الأولى من هذا القرن، يترامى على اراضي الدولة و الضعفاء في إطار الرخص الإستثنائية ، بخدعه الخاصة، ليحولها الى بقع ارضية يبيعها باموال طائلة للمستضعفين من الموظفين. دون ان ننسى كل التحايلات التي يقوم بها للتهرب من الضرائب. فاين هو حس الوطنية و الانتماء. اهذا هو الذي سيرحم المريض و يعينه؟

و اما الطبيب، فلم يكن ابدا همه هو علاج المرضى، بل ما يهمه هو جمع المال على حساب صحة المرضى، ولو تطلب الأمر ان يبيع لحم الموتى. فبشاعة هذا الطبيب لا مثيل لها في حياة الانسانية.

واما الفقيه، فهو المسؤول الاول و الأخير أمام الله و امام ولي الامر عن كل ما يفعل بالمستضعفين. فهو رابطة الوصل بين صديقه المقاول و حبيبه الجديد الطبيب. فعوض ان يوجه المال الى المستشفى العمومي، صار ينتظر اموال المرضى الذين سوف يتهافتون على مصحة صديقه المقاول، هربا من جحيم المستشفى العمومي الذي لا يستحق الاهتمام.

فهكذا يشكر الفقيه امير المؤمنين، الذي منحه الثقة للعناية بالفئات الهشة من المجتمع، و لا سيما في منطقة حدودية انقطع فيها الرزق. فاين هي الدولة الاجتماعية؟ ام ان صديقك الطبيب علمك كيف تخذر عقول الناس باسم الدين وبإيديولجية حركة غولن التركية؟ ام ان ثقتك في نفسك جعلتك فوق السلطة؟

فمثلث الموت هذا تسلط على ميدان الصحة كي يبني اكبر مصحة خاصة بالمنطقة الشرقية بمباركة بعض المسؤولين داخل اطار مقاولاتي مبهم اختلط فيه ما يجوز و ما لا يجوز . فهمهم الوحيد ليس الا جمع المال، و مص دماء المرضى و نخر عظام هذا البلد و المساهمة في هدم أسس الدولة الإجتماعية التي أعلن عنها جلالة الملك.

فهل من التفاتة لفتح تحقيق جاد ومسؤول وقول الحقيقة لأصحاب القرار مركزيا حول سلوكيات هذه الحركة التي تنهل من مبادئ وأسس حركة فتح التركية و التي لا مبادئ و لا اخلاق لها، و التي اصبحت تشكل خطرا على أمن و صحة مواطني الجهة للمملكة المغربية الشريفة وقد تكون مصدر توترات وشعارات للحركات الإحتجاجية في الأيام القليلة المقبلة.

علمنا هذا الوطن العزيز قول الحقيقة ولو في أبشع صورها، لأن الدولة المغربية التي تضرب جذورها في 14 قرن غير قادرة على تحمل تكاليف من يدعون قربها، الله عليك ياوطني.
إنتهى الكلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى