وداعٌ موسيقيّ يُدمي القلوب: بول مكارتني يُغني لفيل كولينز في لحظاته الأخيرة

في لندن، حيث تتردد أصداء الألحان العظيمة في كل زاوية، شهدت المستشفيات بعد ظهر اليوم لحظةً لم يكن صمتها سوى تمهيدا لسيمفونية إنسانية نادرة.

دخل بول مكارتني، أسطورة فرقة “البيتلز”، بهدوءٍ يحمل جيتاره القديم، ذلك الرفيق الذي شاركه رحلة عقود من الإبداع.

في الطابق الخامس، كان فيل كولينز، نجم فرقة “جينيسيس”، يرقد على سرير الألم، شاحب الوجه وضعيف الجسد، بعد معركة طويلة مع مضاعفات إصابات العمود الفقري التي أنهكته.

لم يكن المشهد يحتاج إلى كلمات. عينا فيل، اللتين أضناهما المرض، انفتحتا ببطء عندما رأى صديقه القديم. شفتاه المتعبة ارتعشتا دون أن تنطق.

جلس بول بجانبه، ودون مقدمات، بدأ يعزف “Hey Jude”، تلك الأغنية التي حملت أرواح الملايين عبر الزمن. كانت الأنغام هادئة، عميقة، مشبعة بحزنٍ ودفء في آنٍ واحد.

كل كلمة كانت كأنها لمسة حياة تتسلل إلى الغرفة الباردة، فأذابت جدران العزل وأثارت دموع الممرضات اللواتي وقفن مذهولات.

دمعة وحيدة، ثقيلة، انزلقت على خد فيل، تحمل في صمتها قصص سنوات من الموسيقى والصداقة.

عندما تلاشى الوتر الأخير، أمسك بول بيد صديقه، وبهمسٍ كأنه وعدٌ أخير قال: “نحن لا نزال فرقة، حتى لو كانت المسرح الوحيد المتبقي هو الحياة نفسها”.

تلك الكلمات، البسيطة لكنها المُزلزلة، كانت بمثابة وداعٍ بين أسطورتين، وكأن الموسيقى نفسها تودّع واحدًا من أبنائها.

القصة انتشرت كالنار في الهشيم بين الموسيقيين، كأنها أغنية أخيرة، لحن حبٍ وعرفان بين رجلين كتبا تاريخ الفن.

إنها ليست مجرد لحظة عابرة، بل شهادة على قوة الموسيقى التي تتجاوز الألم والزمن، تجمع القلوب حتى في أحلك اللحظات.

بول وفيل، بجيتارٍ قديم ودمعةٍ صامتة، ذكّرا العالم أن الأساطير لا تموت، بل تترك أصداءً تتردد إلى الأبد.

تحياتي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!