وجدة على إيقاع فلسطين: ساحة 16 غشت تجدد العهد مع غزة في ذكرى طوفان الأقصى‎

أحمد عاشور

في لحظة تختصر المسافة بين وجدة وغزة، احتشد المئات مساء الجمعة بساحة 16 غشت ليجددوا العهد مع فلسطين، ويؤكدوا أن صوت الشعوب لا يقهر مهما اشتدت رياح التطبيع، لم تكن الوقفة مجرد فعل رمزي، بل إعلانا جديدا أن ذاكرة طوفان الأقصى ما زالت حية، وأن الوجدان المغربي لا يزال على العهد.
في مساء الجمعة 10 أكتوبر 2025، تحولت ساحة 16 غشت بمدينة وجدة إلى قلب نابض بالتضامن والمشاعر الجياشة، خلال الوقفة الحاشدة التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، تخليدا للذكرى الثانية لـ”طوفان الأقصى” وتجديدا للعهد مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والكرامة.
منذ الساعات الأولى للمساء، بدأت الساحة تمتلئ بالوجوه القادمة من مختلف الأحياء، رجالا ونساء وأطفالا، تتقاسم الحماس ذاته, واليقين بأن فلسطين ليست قضية بعيدة، تمازجت الزغاريد مع الهتافات، وتطايرت الورود في الأجواء، في مشهد عبر عن فرح مشوب بالعزة بانتصار إرادة الصمود في غزة، رغم الحصار والدمار.
الوقفة لم تكن مجرد تجمع رمزي، بل شكلت لحظة وفاء وتكريم للأستاذ عبد الحق بنقادي، أحد أبطال أسطول الصمود المغاربي، الذي حظي باستقبال مؤثر بالزغاريد والورود، وتكريما لتاريخه النضالي وجهوده في إيصال الدعم والتضامن إلى غزة، لحظة التكريم تحولت إلى مشهد رمزي جسد الامتداد المغربي للقضية الفلسطينية، ووحدة الوجدان الشعبي من وجدة إلى غزة.
من جهة أخرى، عبرت الشعارات المرفوعة عن رفض قاطع لكل أشكال التطبيع، باعتباره خيانة لقيم الحرية والمقاومة، مؤكدين أن “ساحة 16 غشت ستبقى منصة مفتوحة للدفاع عن فلسطين”، وأن الحراك الشعبي السلمي سيستمر ما دامت آلة العدوان مستمرة، وما دام صوت التطبيع يحاول التسلل إلى المؤسسات والإعلام.
في البعد التحليلي، عكست الوقفة – بحسب متتبعين – حيوية الوجدان الشعبي المغربي واستمرار حضور القضية الفلسطينية في الضمير الجمعي، رغم التحولات الإقليمية والدولية، كما جسدت تنامي الوعي الشعبي بترابط معركة التحرر الوطني الفلسطيني مع معارك الكرامة الاجتماعية في الداخل المغربي، وهو ما جعل شعارات التضامن تتجاور مع مطالب الحرية والعدالة.
بهذا المعنى، لم تكن وقفة وجدة مجرد احتفاء بذكرى أو انتصار، بل كانت تأكيدا على تواصل الذاكرة والموقف، وتجديدا للعهد بأن فلسطين ستظل ميزان المواقف ومرآة القيم، وأن طريق الحرية لا يقاس بالمواسم بل باستمرار النبض في الشارع.
واختتمت الوقفة بنداء جماعي يؤكد أن وجدة، المدينة الحدودية التي عرفت طعم الحصار والتهميش، تجد في غزة مرآتها المقاومة، وأن صوتها سيبقى مرفوعا حتى إسقاط التطبيع بكافة أشكاله، ومواصلة دعم الشعب الفلسطيني في صموده الأسطوري ونضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!