وجدة: حي السمارة يغرق في الإهمال وصرخة المواطنين تُواجه بصمت الجماعة

عصام بوسعادة – وجدة، 28 يوليوز 2025

في قلب مدينة وجدة، الألفية العريقة، يقبع حي السمارة، أحد أكبر الأحياء وأكثرها كثافة سكانية، كشاهدٍ صامتٍ على التهميش والإهمال. هذا الحي، الذي يضم آلاف السكان، يعاني من معضلة يومية تتجسد في مدخله الرئيسي، قنطرة متهالكة تحولت إلى حفرة كبيرة تهدد سلامة المارة، خصوصًا الأطفال وكبار السن والنساء. الحديد المكسور على جوانبها يزيد من خطورة الموقف، فيما تتجاهل الجماعة الحضرية هذه الأزمة المستعجلة، تاركةً المواطنين في مواجهة معاناتهم دون حلول.

ليس المدخل الرئيسي وحده ما يؤرق سكان حي السمارة، بل تضاف إليه أزمة النقل الحضري التي أصبحت جزءًا من روتينهم المؤلم. حافلات النقل الحضري، التي تتسم بالتأخر المزمن وسوء الخدمة، تدفع السكان إلى اللجوء لـ”الهوندات” والدراجات ثلاثية العجلات “سوناكو”، كبديلٍ اضطراري لا يليق بكرامة المواطن. هذه المشاكل ليست مجرد تفاصيل، بل انعكاسٌ لتهميشٍ ممنهج يتناقض مع القانون التنظيمي للجماعات 113.14، الذي يُلزم الجماعات بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.

وجدة: حي السمارة يغرق في الإهمال وصرخة المواطنين تُواجه بصمت الجماعة插图

بعد مرور أربع سنوات على عمر المجلس الجماعي الحالي، يتساءل سكان حي السمارة: أين الوعود الانتخابية؟ وهل يعرف رئيس الجماعة أصلاً وجود هذا الحي؟ يبدو أن المجلس قد تخلى عن دوره في خدمة المصلحة العامة، تاركًا المواطنين في مواجهة إهمالٍ يتفاقم يومًا بعد يوم. فإذا كانت الجماعة عاجزة عن إصلاح قنطرة أو توفير نقل حضري لائق، فما هو دورها إذن؟ هذا المجلس، الذي يوصف بالفشل في كل شيء، لم يظهر أي اهتمام بحل المشاكل المستعجلة التي تهدد حياة السكان وسلامتهم.

في ظل هذا الفراغ الإداري، يتجه أمل سكان حي السمارة نحو السيد والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنكاد، الذي أثبت منذ تسلمه منصبه التزامًا بتحسين البنية التحتية وتنظيم المدينة. أشغال الإصلاح والتطوير التي شهدتها وجدة تُبشر بالخير، لكن حي السمارة ما زال ينتظر نصيبه من هذه الجهود. إن إصلاح المدخل الرئيسي وتحسين النقل الحضري ليسا ترفًا، بل ضرورة ملحة لضمان كرامة السكان وسلامتهم.

وجدة: حي السمارة يغرق في الإهمال وصرخة المواطنين تُواجه بصمت الجماعة插图1

هذا الواقع المؤلم يطرح سؤالاً مفتوحًا على الأحزاب السياسية: متى ستحرص على اختيار منتخبين أكفاء، يمتلكون المعرفة السياسية والقدرة على التواصل مع المواطنين؟ إن وكلاء اللوائح، المفترض أن يتصدروا رئاسة الجماعات، يجب أن يتم اختيارهم بناءً على معايير الكفاءة والالتزام، وليس على الدبلومات الزائفة أو ادعاءات الخبرة الجوفاء. فمعاناة حي السمارة ليست سوى نتيجة لغياب هذه المعايير.

إن سكان حي السمارة، بكثافتهم السكانية وتنوعهم، يستحقون أن يعيشوا بكرامة في مدينة توفر لهم أبسط حقوقهم. القنطرة المتهالكة، النقل الحضري المتردي، والإهمال المستمر ليسوا قدرًا محتومًا، بل نتيجة تقصيرٍ لا يُغتفر.

نناشد الجهات المسؤولة، وعلى رأسها والي الجهة، التدخل العاجل لإنصاف هذا الحي وإعادة الحياة إلى مدخله الرئيسي. كما نطالب الأحزاب السياسية بتحمل مسؤوليتها في اختيار قيادات قادرة على تحقيق التغيير. فحي السمارة ليس مجرد حي، بل نبض وجدة الذي يستحق أن يُسمع صوته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!