والي أمن الدار البيضاء عبد الله الوردي في برنامج “بدون لغة خشب”: الرؤية الأمنية خلال كأس إفريقيا 2025 واستعدادات المدينة لكأس العالم 2030

المصطفى العياش : المقال مستقى من متابعة حوار والي أمن الدار البيضاء، عبد الله الوردي، في برنامج “بدون لغة خشب” على إذاعة ميد راديو، مع تفريغ مضمون الحوار.
والي أمن الدار البيضاء، عبد الله الوردي، أحد أبرز القيادات الأمنية المخضرمة في المغرب، حلّ ضيفاً على برنامج «بدون لغة خشب» الذي يقدّمه الإعلامي رضوان الرمضاني على أثير إذاعة ميد راديو. الوردي، خريج المعهد الملكي للشرطة، بدأ مساره المهني في سلك الشرطة المغربية منذ الثمانينات، ويمتد إجمالي خبرته لأكثر من 40 سنة وما زالت مستمرة حتى اليوم. قضى من هذه السنوات 25 سنة في ولاية أمن الدار البيضاء، منها 10 سنوات كوالي للولاية، متدرجاً في مختلف المسؤوليات قبل أن يتولى قيادة أكبر ولاية أمنية بالمملكة، ما أكسبه خبرة واسعة ورؤية واضحة في إدارة الأمن وحماية المواطنين.
تجدر الإشارة إلى أن بطولة كأس إفريقيا 2025 قد انطلقت بالفعل، ما يجعل التدابير الأمنية المعلنة من والي أمن الدار البيضاء ملموسة وواقعية.
السيد الوردي ينخرط في تفعيل رؤية أمنية شمولية تقوم على الصرامة في التطبيق، والنجاعة في التدبير، والتجاوب الفعلي مع توجيهات المدير العام للأمن الوطني، السيد عبد اللطيف الحموشي. هذه الرؤية تهدف إلى تحديث المؤسسة الأمنية وضمان حماية أمن المواطنين، ضمن الأولويات الاستراتيجية للدولة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
التدبير الأمني في الدار البيضاء
في برنامج «بدون لغة خشب»، أوضح عبد الله الوردي أن ولاية أمن الدار البيضاء مقسمة إلى 13 منطقة أمنية، جميعها تخضع لتدبير أمني متكامل يراعي حماية المواطنين وضمان الانسيابية في كل الأحياء.، مؤكدا أن المدينة تضم مناطق متنوعة مثل سيدي عثمان والبرنوصي، إلى جانب باقي المناطق الأخرى، بحيث تتم متابعة جميع المناطق من خلال اجتماعات أسبوعية منتظمة تهدف إلى التنسيق بين فرق الشرطة وضمان تنفيذ الإجراءات الأمنية بفعالية في كل الأحياء.
وأضاف عبد الله الوردي، في برنامج بدون لغة خشب، أن كل المناطق، مهما اختلفت طبيعتها، تخضع لمتابعة دقيقة لضمان سير العمل الأمني بكفاءة واحترافية.
كما تطرق إلى تنظيم حركة السير في الدار البيضاء، مشيراً إلى توفر وسائل نقل عامة مثل الترامواي، داعياً المواطنين إلى استغلالها لتخفيف الاعتماد على السيارات الخاصة، خصوصاً خلال أوقات الذروة والعمل.
عبد الله الوردي تحدث بإسهاب عن التدبير الأمني للملاعب الكبرى خلال المباريات والاحتفالات الرياضية، وكذلك الاستعدادات الخاصة بالأعياد والمناسبات الكبرى مثل الاحتفالات برأس السنة، لضمان أمن وسلامة المواطنين والزوار في الدار البيضاء، حرصا على تقديم صورة مسؤولة وواقعية للمؤسسة الأمنية، مؤكداً أن الشرطة ليست عدوة للمواطن، بل شريك في حماية الأمن والنظام العام، في إطار احترام القانون وحماية الحقوق، مع السعي الدائم لتقريب الإدارة الأمنية من المجتمع وضمان شعور السكان بالأمان.
استعدادا للعرس الإفريقي، ققد جرى بالدار البيضاء كواحدة من المدن المضيفة لمباريات كأس أمم إفريقيا 2025، مجموعة من القرارات الأمنية الدقيقة:
— اعتماد منظومة أمنية شاملة ومندمجة تشمل تنسيقاً مركزياً بين مختلف الأجهزة الأمنية، نشر عناصر الأمن، وتأمين المنشآت الرياضية والجماهير.
— تعزيز الترتيبات الأمنية التقنية والقضائية، منها اعتماد بطاقة دخول Fan ID، تركيب كاميرات مراقبة متطورة، وفتح مكاتب قضائية داخل الملاعب.
تكثيف المراقبة في الشوارع والأحياء لتعزيز الأمن في الفضاءات العامة والحد من السلوكيات المخالفة.
— مواجهة المضاربة في تذاكر المباريات من خلال تحقيقات أمنية قضائية أدت إلى توقيف المشتبه فيهم.
— تعزيز الدور الأمني في نقاط الدخول والمنافذ مثل مطار محمد الخامس الدولي، لضمان انسيابية دخول الجماهير والزوار بأمان.
من خلال الحوار مع والي أمن الدار البيضاء، عبد الله الوردي، تتضح صورة قيادة أمنية واعية وفعّالة، تعتمد على الخبرة الطويلة، التخطيط المسبق، والالتزام بالقانون. التدابير الأمنية في الدار البيضاء، من الاجتماعات الأسبوعية للتخطيط، مراقبة النقاط السوداء، تنظيم حركة السير، وتأمين الملاعب والمناطق العامة، تعكس حرص الإدارة الأمنية على حماية المواطنين وضمان الانسيابية والعدالة في تنظيم المنافسات.
كما أن القرارات المتخذة استعداداً لكأس إفريقيا، بما فيها تعزيز المراقبة التقنية، محاربة المضاربة في التذاكر، وتنسيق الأمن مع النقل العام، تظهر أن الأمن في الدار البيضاء ليس مجرد تواجد شرطي، بل نظام متكامل يعمل بتقنيات حديثة ووعي استراتيجي.
وما يجعل تجربة كأس إفريقيا أكثر قيمة، هو أنها تشكل مدخلاً عملياً لاختبار جاهزية المغرب لمواجهة التحديات الأمنية الكبرى على مستوى عالمي.
نجاح التنظيم الأمني في البطولة القارية يعكس قدرة المغرب على تأمين الأحداث الضخمة، ويعطي إشارات قوية بأن التجربة المكتسبة ستكون حجر الأساس لإنجاح تنظيم كأس العالم 2030، حيث ستستفيد الأجهزة الأمنية من التنسيق، التخطيط المسبق، والتقنيات المبتكرة التي طبقت خلال البطولة الإفريقية.
في النهاية، يمكن القول إن الدار البيضاء، تحت قيادة والي الأمن عبد الله الوردي وفريقه، تمثل نموذجاً للتدبير الأمني المتوازن، الذي يربط بين حماية المواطنين، وضمان سير المنافسات الرياضية، وتفعيل رؤية وطنية شمولية للأمن العام. هذا النهج الذكي يعكس قدرة المغرب على تنظيم الأحداث الكبرى بمهنية عالية، مع الاستفادة من كل تجربة كمرحلة تمهيدية لنجاح كأس العالم 2030، دون المساس بالأمن أو الراحة اليومية لسكان المدينة.









