هناء مسعودي: نجمة تنغير تتألق في سماء التطوع العربي
تنغير، 15 ماي 2025 – يوسف القاضي
في إنجاز يُضاف إلى سجل التميز المغربي، تُوجت التلميذة النجيبة هناء مسعودي، ممثلة مدينة تنغير وجهة درعة تافيلالت، بالرتبة الثانية في مسابقة القصة القصيرة حول موضوع التطوع، التي نظمها الاتحاد العربي للعمل التطوعي. هذا التتويج، الذي جاء يوم الأربعاء 14 ماي 2025، يُعد شهادة على إبداع الشباب المغربي وقدرتهم على حمل راية التطوع والإنسانية في المحافل العربية.
تألق مغربي في المنتدى العربي للتنمية
جرت مراسم التتويج على هامش الجلسة الافتتاحية للمنتدى العربي للتنمية المجتمعية، الذي استضافه المركز المغربي للعمل التطوعي بحضور نخبة من الشخصيات البارزة، يتقدمهم السيدة وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، ورئيس الاتحاد العربي للعمل التطوعي، إلى جانب عمداء كليات وممثلين عن مؤسسة “هانس سايدل” الألمانية. هذا الحضور المتميز يعكس أهمية الحدث كمنصة لتعزيز قيم التطوع والتضامن في المجتمع العربي.
واستطاعت هناء مسعودي، التلميذة بالمستوى السادس ابتدائي بمدرسة المختار السوسي بتنغير، أن تترك بصمة مشرفة في هذه المسابقة، من خلال قصتها القصيرة المعنونة “قطرة أمل”، التي تناولت موضوع التبرع بالدم بأسلوب إبداعي يجمع بين العمق الإنساني والحس الفني. قصتها، التي نالت إعجاب لجنة التحكيم، تُبرز وعيها المبكر بقيمة العمل التطوعي ودوره في إنقاذ الأرواح وبناء مجتمع متضامن.
هناء: موهبة شابة تحلق عاليًا
تُعد هناء مسعودي نموذجًا ملهمًا للشباب المغربي، حيث تجمع بين الاجتهاد الدراسي والإبداع الأدبي. فهي ليست مجرد تلميذة متفوقة في مدرسة المختار السوسي، بل منخرطة نشيطة في ورشة القراءة والمكتبة الوسائطية بمؤسسة التفتح الفني والأدبي بالمديرية الإقليمية لتنغير. هذا الانخراط يعكس شغفها بالمعرفة وحرصها على صقل مواهبها الأدبية، التي أثمرت هذا الإنجاز الرائع.
إن تألق هناء في هذه المسابقة ليس مجرد فوز شخصي، بل دليل على قدرة الأجيال الصاعدة في المناطق النائية على المنافسة وتحقيق التميز. قصتها “قطرة أمل” تُجسد رسالة إنسانية قوية، تدعو إلى التبرع بالدم كفعل نبيل يعكس قيم التكافل والتضامن، وهي رسالة تلقى صدى واسعًا في المجتمع العربي.
تشجيع الشباب على التطوع والإبداع
هذا التتويج يُعد فرصة لتشجيع الشباب المغربي على الانخراط في العمل التطوعي، واستثمار مواهبهم في خدمة قضايا إنسانية. إن نجاح هناء مسعودي يُبرز أهمية دعم المواهب الشابة من خلال المؤسسات التعليمية والثقافية، مثل مؤسسة التفتح الفني والأدبي بتنغير، التي تُوفر فضاءات للإبداع والتكوين. كما يُشيد هذا الإنجاز بالدور الحيوي للمركز المغربي للعمل التطوعي في تعزيز ثقافة التطوع وتمكين الشباب من إبراز قدراتهم.
ويُثمن الحضور المتميز للسيدة وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، إلى جانب شركاء دوليين مثل مؤسسة “هانس سايدل”، التزام المغرب بدعم مبادرات التنمية المجتمعية والتطوع، التي تُسهم في بناء مجتمع متماسك ومزدهر. إن هذا التكريم يُعزز مكانة المغرب كرائد في تعزيز قيم التضامن والعمل الإنساني على المستوى العربي.
إن إنجاز التلميذة هناء مسعودي ليس مجرد فوز في مسابقة، بل قصة ملهمة تُجسد طموح الشباب المغربي وإبداعه. بقلمها الواعد وروحها التطوعية، استطاعت هناء أن تُعبر عن قيم التضامن والأمل، وأن ترفع اسم المغرب عاليًا في سماء الإبداع العربي. فلتكن قصتها حافزًا لكل شاب وشابة ليحلموا ويبدعوا ويُسهموا في بناء مستقبل مشرق لوطننا العزيز. تحية لهناء، نجمة تنغير، ولكل الشباب المغربي الذي يحمل شعلة التطوع والإبداع!
