هاجر بوكيل: نجمة المسرح والإعلام التي تضيء دروب الشباب

في عالم يزدحم بالأحلام والطموحات، تبرز هاجر بوكيل كطالبة شابة تجمع بين شغف المسرح وحلم الصحافة، لتكون صوتًا ملهمًا لجيلها.

في الحلقة الثانية من “بودكاست المحتوى“، تألقت هاجر، طالبة ماستر الصحافة والإعلام الرقمي بجامعة وجدة، وهي تحكي بكل عفوية وحماس عن رحلتها الأكاديمية والفنية، فتأخذنا في جولة ممتعة بين خشبة المسرح وأروقة الإعلام. يلا، نغوص في قصتها الملهمة!

من اللغة العربية إلى خشبة المسرح: بداية هاجر

هاجر ليست مجرد طالبة، هي مزيج من الإبداع والمثابرة! بعد حصولها على إجازة في اللغة العربية، قررت أن تُصقل مهاراتها بدراسة ماستر التميز في الصحافة والإعلام الرقمي، ولم تكتفِ بذلك، بل أضافت دبلومًا في تكنولوجيا المعلومات (بيغوتيك) لتعزز مهاراتها التقنية.

لكن، لحظة! الصحافة لم تكن مجرد اختيار أكاديمي، بل حلم راودها منذ الصغر. تقول هاجر إنها انتظرت سنوات حتى وجدت فرصتها في وجدة لتحقيق هذا الحلم، ومن هنا بدأت رحلتها في عالم الإعلام.

لكن، إذا كنت تظن أن هاجر تقتصر على الدراسة فقط، فأنت مخطئ! المسرح هو عالمها الآخر، المكان الذي تُفرّغ فيه طاقتها السلبية وتجد راحتها. بدأت تجربتها المسرحية في المرحلة الإعدادية والثانوية، لكن المسرح الجامعي كان الفارق الحقيقي. “كنت أنتظر التدريبات بفارغ الصبر!” تقول هاجر بحماس، وتضيف أنها اكتشفت موهبتها المخفية على خشبة المسرح الجامعي، حيث تحولت ورشة بسيطة إلى نادي للمسرح والأداءات الفنية بفضل جهودها وفريقها.

ملحمة 16 صوتًا وشهرزاد: لحظات لا تُنسى على الخشبة

هاجر ليست مجرد ممثلة، بل راوية قصص تحمل رسائل عميقة. في عرض “ملحمة 16 صوتًا“، تألقت تحت إخراج مصطفى البرنوصي وتأليف بنيونس بوشعيب، حيث جسدت الفرقة معاناة الشعراء المنبوذين بطريقة مبتكرة. العرض، الذي ضم 16 شاعرًا، كان بمثابة لوحة فنية تجمع الموروث الثقافي وصوت المرأة من خلال “الحايك“، رمز المعاناة والانتصار. “كانت تجربة شاقة بس ممتعة، والجمهور أحبها من داخل وخارج المغرب!” تقول هاجر بفخر.

أما في مسرحية “شهرزاد في المدينة النائمة“، فقد لعبت هاجر دور “عويشة العوجة“، شخصية امرأة تحلم بالزواج وتأسيس أسرة، لكنها تواجه صراعات المجتمع. المسرحية، التي مزجت بين الفصحى والدارجة الوجدية، جاءت لتكسر الصورة النمطية عن المرأة وتبرز أهمية التفاهم بين الرجل والمرأة.

هاجر تؤمن أن المسرح ليس مجرد تسلية، بل وسيلة لنقل رسائل قوية تُصلح المجتمع وتحافظ على التراث الثقافي.

تحديات المسرح المغربي: شغف يصطدم بالواقع

وراء كل عرض ناجح، هناك تحديات كبيرة. هاجر لا تخفي رأيها: “الدعم المادي غير كافٍ أحيانًا، والفضاءات الكبيرة قليلة جدًا لاستيعاب المواهب الشابة.” لكنها تشكر رئيس جامعة وجدة، ياسين زغلول، على دعمه اللافت لفريقهم.

وتضيف: “التكوين هو الأساس!”، مشيرة إلى أهمية الورشات التدريبية التي استفادت منها مع المخرج مصطفى البرنوصي والمساعد مصطفى السلوي والمؤلف بنيونس بوشعيب. هذه الورشات علمتها كيف تكتب وتؤدي باحترافية، مما جعلها تدرك أن التكوين هو مفتاح النجاح في المسرح.

المرأة والإعلام: صوت الحقيقة وكسر الصور النمطية

هاجر لا تتوقف عند المسرح، فهي ترى أن الإعلام والصحافة هما الوجه الآخر لعملة التغيير. “الصحافة الحرة تنوّر الرأي العام وتوصل الحقيقة“، تقول بحماس، لكنها تحذر من التفاهة والأخبار الكاذبة التي تهدد نزاهة المهنة.

وتؤكد أن التكوين الأكاديمي ضروري لإعداد صحفيين قادرين على كتابة تقارير مهنية وصناعة محتوى هادف. تشيد هاجر بجامعة وجدة التي تستقدم صحفيين محترفين لتدريب الطلاب، وهي تنتقد بشدة “صحافة الموبايل” التي يمارسها البعض بدون أي تكوين.

بالنسبة لدور المرأة، هاجر ترى أنها العمود الفقري للمجتمع. “المرأة هي الأم، المعلمة، الطبيبة، ومصدر إلهام في الفنون!” تقول بثقة. من خلال مسرحية “شهرزاد”، حاولت هي وفريقها كسر الصورة السلبية عن المرأة، مؤكدين أن التفاهم بين الرجل والمرأة هو أساس بناء مجتمع قوي.

رسالتها للفتيات واضحة: “احلمي، كملي، وما تسمعيش للي يقولوا إن المجتمع مش عايزكِ!”

مستقبل مشرق وطموح لا حدود له

هاجر ليست مجرد حالمة، بل لديها رؤية واضحة. تطمح إلى ترك بصمة في الإعلام من خلال برامج فنية تمزج بين موهبتها المسرحية، إتقانها للغة العربية، وشغفها بالصحافة.

ترى نفسها في التلفزيون أو الراديو، تقدم محتوى هادفًا بعيدًا عن التفاهة، وتدعم الشباب لتحقيق أحلامهم. “أبغي نكون سبب في دفع الطاقات الشابة للأمام“، تقول بابتسامة مليئة بالأمل.

رسالة من هاجر إليكِ

في ختام حديثها، توجهت هاجر برسالة خاصة لكل فتاة: “احلمي، وما تتردديش! المجتمع محتاجك، وأنتِ قادرة تكوني شيء كبير!”

هاجر بوكيل ليست مجرد طالبة، بل قصة نجاح ملهمة تجمع بين الشغف، الإبداع، والإصرار على التغيير. فهل أنتِ مستعدة لتكوني هاجر القادمة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!