نهضة بركان يحجز بطاقة النهائي في كأس الكونفدرالية بثبات وخبرة أمام شباب قسنطينة

تونس-27 أبريل 2025

جيل 24 -و.م.ع

حجز فريق نهضة بركان المغربي مكانه في نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم للمرة الخامسة في تاريخه، بعد أداء مميز في مباراة إياب نصف النهائي أمام شباب قسنطينة الجزائري، رغم خسارته بنتيجة (1-0) مساء الأحد على ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة.

الفريق “البرتقالي”، مستفيدًا من انتصاره العريض في مباراة الذهاب (4-0)، أظهر نضجًا تكتيكيًا وخبرة قارية مكنته من إدارة المباراة بثبات، ليضمن التأهل إلى المباراة النهائية حيث سيواجه سيمبا التنزاني.

سيناريو المباراة: هدوء بركاني وتألق دفاعي

انطلقت المباراة وسط أجواء مشحونة، حيث سعى شباب قسنطينة إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور لتعويض فارق الأهداف الأربعة من مباراة الذهاب. الشوط الأول شهد سيطرة نسبية للفريق الجزائري، لكن دفاع نهضة بركان، بقيادة حارس المرمى منير المحمدي، تصدى ببراعة لمحاولات أصحاب الأرض، لينتهي الشوط بالتعادل السلبي. هذا التعادل منح الفريق المغربي أريحية تكتيكية، حيث ركز على امتصاص الضغط واللعب على المرتدات.

في الشوط الثاني، تمكن شباب قسنطينة من تسجيل هدف مبكر في الدقيقة 47، مما أشعل آمال الجماهير الجزائرية. لكن نهضة بركان استعاد زمام الأمور بفضل هدوء لاعبيه وتألق المحمدي، الذي أنقذ مرماه في أكثر من مناسبة، ليحافظ على النتيجة ويضمن التأهل بنتيجة إجمالية (4-1). هذا الأداء يعكس الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها الفريق المغربي في المنافسات القارية، حيث سبق له التتويج باللقب عامي 2020 و2022، وحل وصيفًا في 2019 و2024.

نقاط القوة: التكتيك والخبرة

  • إدارة المباراة بذكاء: اعتمد نهضة بركان على أسلوب دفاعي منضبط مع التركيز على إغلاق المساحات، مما أحبط محاولات شباب قسنطينة لخلق فرص حقيقية. هذا الأسلوب يعكس فهم المدرب لطبيعة مباريات الإياب خارج الديار.
  • تألق منير المحمدي: كان حارس المرمى نجم المباراة بلا منازع، حيث تصدى لتسديدات خطيرة وحافظ على فارق الأهداف الآمن. أداؤه يؤكد دوره كأحد أعمدة الفريق في المواجهات الحاسمة.
  • الاستفادة من نتيجة الذهاب: الفوز الكبير (4-0) في الملعب البلدي ببركان منح الفريق هامشًا مريحًا، مما سمح له باللعب بدون ضغط نفسي في مباراة الإياب.

تحديات شباب قسنطينة: الطموح يصطدم بالواقع

من جانبه، قدم شباب قسنطينة مباراة جيدة، خاصة في الشوط الأول، لكنه عانى من صعوبة اختراق دفاع نهضة بركان المنظم. الهدف المبكر في الشوط الثاني لم يترجم إلى زخم هجومي مستدام، حيث افتقر الفريق إلى الحلول الهجومية في ظل الضغط النفسي لتعويض فارق الأهداف. رغم ذلك، يبقى وصول الفريق الجزائري إلى نصف النهائي إنجازًا مشرفًا، خاصة بعد تجاوزه اتحاد العاصمة في ربع النهائي بركلات الترجيح.

سياق المواجهة: حساسية مغاربية

كانت المباراة تحمل طابعًا خاصًا كونها “ديربي مغاربي“، وسط تعبئة رسمية وإعلامية كبيرة في الجزائر، حيث دعم الرئيس عبد المجيد تبون ومسؤولون آخرون الفريق الجزائري.

هذه التعبئة، التي وصفتها وسائل إعلام جزائرية بـ”القضية الوطنية“، زادت من الضغط على لاعبي شباب قسنطينة، وربما أثرت سلبًا على تركيزهم، كما أشارت صحيفة “الشعب” الجزائرية. في المقابل، حافظ نهضة بركان على تركيزه الرياضي، مما سمح له بتجاوز الأجواء المشحونة.

نظرة إلى النهائي: نهضة بركان وسيمبا

سيواجه نهضة بركان في النهائي فريق سيمبا التنزاني، الذي تأهل على حساب ستيلنبوش الجنوب إفريقي بنتيجة إجمالية (1-0). مباراة الذهاب ستقام في المغرب، والإياب في تنزانيا، مما يمنح بركان أفضلية نسبية باستغلال عامل الأرض في اللقاء الأول. الفريق المغربي، بقيادة لاعبين مثل يوسف مهري وبول باسيني، يطمح لإضافة اللقب الثالث إلى خزائنه، مستفيدًا من خبرته القارية الكبيرة مقارنة بسيمبا، الذي يبحث عن لقبه الأول في البطولة.

مرة أخرى نهضة بركان يعزز مكانته القارية

تأهل نهضة بركان إلى نهائي كأس الكونفدرالية يؤكد مكانته كأحد أقوى الأندية في البطولة، بفضل أدائه المتوازن وخبرته في المواجهات الحاسمة. المباراة أمام شباب قسنطينة أظهرت قدرة الفريق على إدارة الضغوط داخل وخارج الملعب، معتمدًا على تألق أفراده وتكتيكاته المنضبطة. مع اقتراب النهائي، يبقى السؤال: هل ينجح “البرتقالي” في استعادة اللقب وتعزيز هيمنته القارية؟ الإجابة ستتضح في مواجهته المرتقبة أمام سيمبا التنزاني.

كلمات مفتاحية: نهضة بركان، ، ،، ، المغرب، الجزائر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى